عنوان الفتوى : الصلاة بين الأذان والإقامة
إذا كنت في المسجد الحرام من صلاه المغرب إلي أذان العشاء، هل أقوم بعد الأذان وأصلي ركعتين وهل هما سنة أو تحية المسجد وأنا لم أخرج من المسجد ولا أعلم أن هناك سنة قبل العشاء؟ وما أحب الأعمال في مكة بعد العمرة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كنت في المسجد الحرام أو غيره من المغرب إلى العشاء وأُذن للعشاء وأنت في المسجد فالسنة لك أن تقوم فتصلي ركعتين لقوله صلى الله عليه وسلم: بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، قال في الثالثة لمن شاء. متفق عليه. فدل على أن السنة صلاة ركعتين بين كل أذانين أي بين الأذان والإقامة سواءٌ في ذلك صلاة العشاء وغيرها، وليست هذه الصلاة تحية المسجد فإن تحية المسجد تكون إذا دخل المسلم المسجد لقوله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين. أخرجه مسلم.
وأما ما يشرع فعله في المسجد الحرام سوى العمرة فإن كل الأعمال الصالحة يضاعف ثوابها في الحرم لشرفه.
قال العلامة ابن باز رحمه الله: الأدلة الشرعية على أن الحسنات تضاعف في الزمان الفاضل والمكان الفاضل مثل رمضان وعشر ذي الحجة, والمكان الفاضل كالحرمين، فإن الحسنات تضاعف في مكة والمدينة مضاعفة كبيرة، وقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة في ما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي هذا. رواه أحمد وابن حبان بإسناد صحيح .
فدل ذلك على أن الصلاة بالمسجد الحرام تضاعف بمائة ألف صلاة في سوى المسجد النبوي, وتضاعف بمائة صلاة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم, وبقية الأعمال الصالحة تضاعف, ولكن لم يرد فيها حد محدود إنما جاء الحد والبيان في الصلاة, أما بقية الأعمال كالصوم، والأذكار، وقراءة القرآن، والصدقات، فلا أعلم فيها نصا ثابتا يدل على تضعيف محدد, وإنما فيها في الجملة ما يدل على مضاعفة الأجر وليس فيها حد محدود. انتهى.
فعليكَ أن تشتغل بما تقدر عليه من أعمال الخير من صلاةٍ، فإن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة، وطواف، فإن الطواف بالبيت صلاة، وانظر الفتوى رقم 44470.
وكذا فاجتهد في سائر أعمال البر الأخرى من قراءة، وذكر، وصدقة، وصوم ، وبالجملة فما أمكنك فعله من القرب وخصال البر، فاجتهد فيه فإن أجره أعظم.
والله أعلم.