عنوان الفتوى : حكم استعمال كريم لإعادة سواد الشعر
مركز للتجميل لديه كريم لإعادة سواد الشعر وعند
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف أهل العلم في الصبغ بالسواد بين قائل بالكراهة وقائل بالتحريم، والراجح والأوفق للسنة هو تحريمه، وقد سبق بيان ذلك وبيان أدلته وحكمته في الفتاوى ذات الأرقام التالية : 35687 ، 21296، 2301 ، 29034.
وهذا النوع من الدهان (الكريم) إنما يراد لمعالجة الشيب وإعادة سواده، كما هو مذكور في السؤال، وهذا ظاهر في كونه يعمل عمل الصبغة فيغير البياض سوادا، وهذا التغيير إلى السواد هو علة النهي، فإن أبا قحافة لما أتي يوم فتح مكة ورأسه ولحيته كالثغامة بياضا، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: غيروا هذا بشيء، واجتنبوا السواد. رواه مسلم.
ولا يخفى أن من يستعمل مثل هذا الدهان المذكور قد خالف عموم هذا الأمر النبوي فلم يجتنب السواد.
وقد يدخل كذلك في عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: يكون قوم يخضبون في آخر الزمان بالسواد كحواصل الحمام لا يريحون رائحة الجنة. رواه أبو داود والنسائي وأحمد. وصححه الألباني. أَيْ يُغَيِّرُونَ الشَّعْر الْأَبْيَض مِنْ الشَّيْب الْوَاقِع فِي الرَّأْس وَاللِّحْيَة، كما في (عون المعبود).
والذي يمكن أن يرخص فيه أن يعالج الشعر بما يقويه ويحافظ على سواده الأصلي، ولمزيد الفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم: 66915.
هذا إذا كان التغير ظاهريا بحيث إذا قص الشعر المتغير إلى الأسود فإنه ينبت أبيض من جديد، أما إذا كان هذا الدهان يغير حقيقة الشعر بحيث لو حلق فإنه ينبت بعد ذلك أسود لا أبيض ، وذلك كالعلاجات الهرمونية، فإن هذا يحتمل أن يكون من باب العلاج الجائز، ما لم يكن في تركيبها ما هو ممنوع شرعا، أو يكون فيها ضرر على الشخص، كما سبق التنبيه عليه في الفتويين: 22544 ، 61303.
ومع ذلك فالاحتياط باجتنابه أولى. لا سيما وللإنسان متسع في غير السواد. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: أفضل ما غيرتم به الشمط: الحناء والكتم. وفي رواية: إن أحسن ما غيرتم به الشيب: الحناء والكتم. رواه أحمد والأربعة. وصححه الألباني.
والله أعلم.