عنوان الفتوى : حكم دفع المال لشخص يسعى في تعيينه بجاهه
أعمل فني أشعة بمستوصف خاص بالكويت وحاصل علي دبلوم أشعة سنتين، وقد قمت بتقديم أوراقي لوزارة الصحة بالكويت أملاً في أن أحصل على وظيفة في أحد مستشفيات الوزارة لما فيها من المزايا التي لا توجد في القطاع الخاص، وبالفعل تم ترشيحي ثم حدد لي موعد امتحان وبحمد الله نجحت فيه وأخبرني أحد المسؤولين أنه في غضون شهر سوف نكون وفرنا لك الدرجة المالية وتستلم تعيينك عندنا، ولكن بعد مرور أسبوعين اتصل بي رئيس فنيي الأشعة والذي كان ضمن اللجنة التي قامت بامتحاني وهو مصري مسيحي لمقابلته، فذهبت إلي مكتبه فأخبرني أن الوزارة رفضت طلب تعيينك لأنك حاصل علي سنتين وأنهم أصدروا قرار من عدة شهور بعدم التعاقد مع الحاصلين علي دبلوم، ليقتصر التعاقد مع البكالوريوس فقط، ولكنه عرض علي مساعدتي في التعيين عن طريق مسؤول كويتي سيتوسط لي في الوزارة ويحصل علي استثناء خاص بتعييني مقابل مبلغ ألف دينار كويتي أي 20 ألف جنية مصري سيأخذهم الكويتي بعد مقابلته لي، والمصري سوف لا يحصل علي أي شيء علي حد قوله، و
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان الشخص المسؤول سيسعى في استصدار قرار من الجهات المختصة على وجه صحيح لا يكون فيه مخالفة للقانون، ولا فيه اعتداء على حق الغير، فهذا التصرف منه يدخل في بذل الجاه لمصلحة غيره وهو: بذل شخص جاهه، أو نفوذه، أو صلاحية تختص به وبمن هو مثله في سبيل حصول آخر على ما هو من حقه لولا عروض بعض العوارض دونه، بشرط ألا تستند هذه العوارض إلى سبب شرعي ملزم.
وقد اختلف العلماء في أخذ ثمن هذا السعي بين قائل بالتحريم بإطلاق -سواء انضم إلى السعي تعب: من سفر أو غيره، أم لم ينضم إليه-، وقائل بالكراهة -كذلك- ومن يفصل فيه بأنه إذا كان ذو الجاه يحتاج إلى نفقة أو تعب أو سفر جاز له أخذ أجرة المثل فقط، وإلا فلا، ولعل القول بالتفصيل هو الراجح.
والله أعلم.