عنوان الفتوى : زيد بن أسلم وأبوه من موالي عمر بن الخطاب رضي الله عنه
في ترجمة زيد بن أسلم ، يُذكر أنه مولى لعمر بن الخطاب رضي الله عنه ، ووفاة زيد بن أسلم كانت سنة 136هـ أو نحوها ، أما عمر بن الخطاب رضي الله عنه ففي سنة 23هـ ، فيستبعد أن يكون أدركه .. فكيف يكون مولًى له ؟ في بعض المصادر وجدت أن ( أسلم ) والد ( زيد بن أسلم ) كان مولى لعمر رضي الله عنه ، هل لهذا علاقة ؟
الحمد لله
اشترى عمر بن الخطاب رضي الله عنه " أسلم " وكنيته أبو زيد ، اشتراه بمكة في موسم
الحج في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، ذكر ذلك محمد بن إسحاق .
واختلفت الروايات في نسبه ، فقيل هو حبشي ، وقيل يماني من الأشعريين ، وقيل قرشي
عدوي ، والله أعلم بالصواب .
وقد لازم أسلمُ عمرَ بنَ الخطاب رضي الله عنه ، وحفظ عنه ، وروى عنه الأحاديث
الكثيرة ، وروى عن أبي بكر وعثمان رضي الله عنهم ، حتى وصفه الإمام الذهبي بأنه
الفقيه الإمام ، وهو من رواة الكتب الستة ، توفي سنة ثمانين للهجرة .
انظر : "سير أعلام النبلاء" (4/98-99) .
وأما ابنه " زيد بن أسلم " فهو من أئمة العلم والحديث أيضا ، وصفه الذهبي بأنه
الإمام الحجة القدوة الفقيه ، وله من الأبناء من رواة الحديث والتفسير : أسامة ،
وعبد الله ، وعبد الرحمن ، وقال البخاري : كان علي بن الحسين يجلس إلى زيد بن أسلم
، فكُلِّمَ في ذلك فقال : إنما يجلس الرجل إلى مَن ينفعه في دينه . توفي " زيد بن
أسلم " سنة (136هـ) .
وزيد لم يدرك عمر بن الخطاب قولا واحدا ، بل لم يدرك الكثير من الصحابة ، وحديثه عن
كثير منهم مرسل ، وإنما يقال عنه إنه مولى عمر بن الخطاب لأن أباه كان مولاه ،
فيجوز وصفه ووصف جميع أبنائه بأنهم من موالي عمر بن الخطاب وإن لم يدركوه .
وكثيرا ما يكون قصد الكاتب وصف والده " أسلم " أنه مولى عمر بن الخطاب ، فيقول : "
زيد بن أسلم مولى عمر " فيفهم القارئ أن قوله " مولى عمر " تعود على زيد ، وإنما
المقصود عودها على " أسلم "، وإن كان عودها على " زيد " صحيح أيضا كما سبق.
وننقل هنا شيئا من ترجمة الإمام زيد بن أسلم ، لما فيها من فوائد وعبر :
جاء في ترجمته في "تهذيب الكمال" (10/15) للحافظ المزي رحمه الله :
" قَال الواقدي ، عن مالك : كانت لزيد بن أسلم حلقة في مسجد رسول الله صلى الله
عليه وسلم .
وَقَال عبد الرحمن بن زيد بن أسلم : قال لي أبو حازم : لقد رأيتنا في مجلس أبيك
أربعين حبرا فقهاء ، أدنى خصلة منا التواسي بما في أيدينا ، فما رئي منا متماريان ،
ولا متنازعان في حديث لا ينفعهما قط .
قال : وكان أبو حازم يقول : اللهم ، إنك تعلم أني أنظر إلى زيد فأذكر بالنظر إليه
القوة على عبادتك ، فكيف بملاقاته ومحادثته ؟ .
وَقَال مالك : كان زيد بن أسلم يحدث من تلقاء نفسه ، فإذا سكت قام ، فلا يجترئ عليه
إنسان . قال : وكان يقول : ابن آدم ، اتق الله يحبك الناس وإن كرهوا .
وَقَال مصعب بن عَبد الله الزبيري ، عَن أبيه ، عن جده : سمعت زيد بن أسلم يقول :
انظر من كان رضاه عنك في إحسانك إلى نفسك ، وكان سخطه عليك في إساءتك إلى نفسك ،
فكيف تكون مكافأتك إياه " انتهى باختصار .
وانظر : "سير أعلام النبلاء" (5/316) .
والله أعلم .
أسئلة متعلقة أخري | ||
---|---|---|
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي... |