عنوان الفتوى : حكم استئجار الأرحام وشرح حديث (أن تلد الأمة ربها)
يحفظكم الله لدي سؤال عن: استئجار الأرحام، وهو استئجار رحم امرأة لزرع بويضة ملقحة من امرأة أخرى، وهو أيضاً: شفط البويضة من مبيضها خلال منظار يخترق جدار البطن، ثم تلقيح هذه البويضة بحيوان منوي من الزوج يلتحم بها ليكونا بيضة تشرع في الانقسام إلى عديد من الخلايا، ثم إيداع هذه الكتلة من الخلايا أي الجنين الباكر رحم امرأة أخرى بعد إعداده هرمونيًا لاستقبال جنين، فيكمل الجنين نماءه في رحم هذه السيدة المضيفة حتى تلده وتسلمه لوالديه اللذين منهما تكون. فسؤالي هو: هل يعد استئجار الأرحام من علامات الساعة؟ وهل يندرج تحت هذا الحديث: أن تلد الأمة ربتها؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فننبه أولا إلى أن استئجار الأرحام المذكور في السؤال محرم شرعا كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 10282.
أما عده من أشراط الساعة فلا نعلم دليلا صريحا على ذلك. وأما معنى: أن تلد الأمة ربتها. فقد اختلف العلماء في معناه، فقال الأكثرون: هو إخبار عن كثرة السراري وأولادهن، فإن ولدها من سيدها بمنزلة سيدها. وممن رجح ذلك من المعاصرين الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى. وقيل: معناه أن الإماء يلدن الملوك فتكون أمه من جملة رعيته، وهو سيدها وسيد غيرها من رعيته، وقيل معناه أنه تفسد أحوال الناس فيكثر بيع أمهات الأولاد في آخر الزمان فيكثر ترك ولدها في أيدي المشترين حتى يشتريها ابنها ولا يدري. وقيل: أي في معنى تلد الأمة ربها أن يكثر العقوق في الأولاد، فيعامل الولد أمه معاملة السيد أمته من الإهانة بالسب والضرب والاستخدام، فأطلق عليه ربها مجازا كذلك، والمراد بالرب المربي، فيكون حقيقة. قال الحافظ ابن حجر: وهذا أوجه الأوجه عندي؛ لعمومه، ولأن المقام يدل على أن المراد حالة تكون مع كونها تدل على فساد الأحوال مستغربة. انتهـى
وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 39111.
والله أعلم.