عنوان الفتوى : حكم قراءة المرأة الرسائل الإلكترونية للرجال
كنت قد طرحت عليكم سؤالا تحت رقم 2220001 تم إحالتي على فتاوى سابقة، لكن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمجرد قراءة هذه الرسائل -طالما أنها لا تحتوي على منكر أو ريبة- جائز ولا حرج فيه، لكن يبقى بعد ذلك النظر في المآلات، وما قد يؤدي إليه ذلك الفعل من تعلق القلب بهذا الرجل، أو الإنجرار إلى فتح حديث غير مشروع معه، وهذا يرجع فيه إلى ما تجدين من نفسك، فإن حاك هذا الأمر في نفسك وتردد في صدرك وتحرجت منه، أو شعرت بأنه ربما فتح عليك باب فتنة وقادك إلى ما لا يجوز ولا يشرع، فلا شك حينئذ في منعه وعدم جواز الإقدام عليه، وقد قال الصادق المصدوق -صلى الله عليه وسلم- لوابصة بن معبد: يا وابصة استفت قلبك، والبر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب، والإثم ما حاك في القلب وتردد في الصدر وإن أفتاك الناس وأفتوك.
أما إن أمنت مثل هذه الفتنة، وكنت مع ذلك تأملين مصلحة معتبرة من وراء ذلك، فلا حرج حينئذ من قراءتها، ونذكرك أن الله مطلع على النفوس وما أضمرت، خبير بالقلوب وما أخفت، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
والله أعلم.