عنوان الفتوى : رفع الصوت بالعلم في المسجد.. رؤية شرعية
ما رأيكم في الحديث بعد الصلاة مباشرة حيث لا نكمل الاستغفار بعد الصلاة إلا والمحدث يقوم يحدث بعد الصلاة كما أنه يكون هناك بعض المصلين يصلون والذين لحقوا مؤخراً بالجماعة مما قد يسبب لهم إرباكا في الصلاة؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن الأولى بالإمام أو المدرس أن ينتظر قليلاً حتى يكمل المسبوقون صلاتهم قبل أن يبدأ في الدرس حتى لا يشوش، وحتى يتمكن المصلون من الإتيان بمعقبات الصلاة، وعليه أن يتوسط في رفع صوته، وقد اختلف الفقهاء في رفع الصوت في المسجد بالعلم، فكرهه بعضهم كالإمام مالك، وأجازه آخرون كالإمام أبي حنيفة، قال السيوطي في الحاوي للفتاوى: أجاز أبو حنيفة، ومحمد بن مسلمة من أصحاب مالك رفع الصوت فيه بالعلم.. وجاء في مواهب الجليل للحطاب: أن مالك سئل عن رفع الصوت بالعلم في المسجد فأنكر ذلك، وقال: علم ورفع صوت؟! فأنكر أن يكون علم فيه رفع صوت، وفيه كانوا يجلسون في مجالس العلم كأخي السرار، فإذا كان مجلس العلم على سبيل الاتباع فليس فيه رفع صوت، فإن وجد فيه رفع صوت منع، وأخرج من فعل ذلك. انتهى.
واستثنى بعض المالكية رفع الصوت بالعلم لحاجة التبليغ؛ كما قال الخرشي المالكي: يكره رفع الصوت بالعلم في المسجد... اللهم إلا أن يكون رفعه لأجل التبليغ.. انتهى.
ولعل الراجح جواز رفع الصوت بالعلم عند الحاجة إلى التبليغ، ويقتصر في ذلك على قدر الحاجة وينتظر المتحدث حتى يتم المسبوقون الصلاة.
والله أعلم.