عنوان الفتوى : ثواب من كفل داعية إلى الله
إذا كفلت داعية يدعو الكفار إلى الإسلام، وأسلم أحد على يده هل لى أجر وهل ينطبق علي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "لأن يهدي الله بك رجلا خيرا لك من حمر النعم" أفتونى جزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فجزاك الله خيراً على ما تقوم به من الدعوة إلى الإسلام، ونسأل الله لك التوفيق، ونرجو أن يأجرك الله أجرين: أجر كفالتك للداعية وحضه على الدعوة، وأجر دخول الكافر في الإسلام، كما نرجو أن ينطبق عليك الحديث الذي ذكرته وهو: "لأن يهدي الله على يديك أو بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم" رواه البخاري ومسلم.
ولعلك تكون من الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص من أجورهم شيئاً..." رواه مسلم.
"ومن سن في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها، وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً...إلخ" رواه مسلم.
قال الإمام النووي رحمه الله: (قوله صلى الله عليه وسلم: "من سن سنة حسنة ومن سن سنة سيئة" الحديث. وفي الحديث الآخر: "من دعا إلى هدى ومن دعا إلى ضلالة" هذان الحديثان صريحان في الحث على استحباب سن الأمور الحسنة، وتحريم سن الأمور السيئة، وأن من سن سنة حسنة كان له مثل أجر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل ورز كل من يعمل بها إلى يوم القيامة، وأن من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه، أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه، سواء كان ذلك الهدى والضلالة هو الذي ابتدأه أم كان مسبوقاً إليه، وسواء كان ذلك تعليم علم، أو عبادة، أو أدب، أو غير ذلك). شرح النووي على صحيح مسلم كتاب العلم، باب من سن سنة حسنة.
والدعوة إلى الله سبحانه من أجل الأعمال وأفضلها، وهي وظيفة الأنبياء وسبيل الصادقين، فأبشر أخي الكريم بالخير، وزادك الله حرصاً على نشر الإسلام والدعوة إليه، واحرص على إخلاص النية في القول والعمل لتحظى من الله بالقبول، ونذكرك بقول الله تعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) [يوسف:108].
وبقوله سبحانه: (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [فصلت:33]. والله أعلم.