عنوان الفتوى : عمل المحاسب في شركة تخلط بين المباح والمحرم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن عمل الشركة في القضاء والدعاوى واسترداد الديون عمل مباح أصلا ما لم تكن الدعاوى باطلة أو الديون المراد تحصليها ديونا ربوية فهنا يحرم مثل هذا العمل لأنه من الخصومة في الباطل، والله تعالى يقول: وَلَا تَكُنْ لِلْخَائِنِينَ خَصِيمًا {النساء:105} أي لا تخاصم أو تدافع عنهم.
وبالنسبة لعمل الأخ محاسبا في هذه الشركة التي تخلط في عملها بين المباح والمحرم من الأعمال يجوز بشرط أن يقتصر عمله فيها على الأمور المباحة.
وقيامه بحساب أتعاب شركته في تحصيل الديون الربوية إعانة ومشاركة في هذا العمل، وهو إن لم يقم بالتحصيل المباشر إلا أنه أعان عليه، والإعانة على العمل المحرم محرمة لقوله تعالى: وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالعُدْوَانِ {المائدة:2}، ولا يخفى أن دور المحاسب في هذه الأعمال مهم جدا فوجه الإعانة على الإثم ظاهر.
والله أعلم.