عنوان الفتوى : المعاشرة بدون إيلاج زنا أصغر
لي صديق أحرجه أن يطرح مشكلته على إمام المسجد فاستخدمت الإنترنت لمساعدته ومشكلته هيأنه تعرض لإغراء من قبل فتاة ، وبحكم أنه كان آنذاك مراهقاً فإنه وافقها ووقع في الحرام،يقول إنها رأت ولمست -أعزكم الله- قضيبه لكنه لم ير من عورتها سوى نهديها كما أنه لعقهما بلسانه و قبلها أي أنه لم يكن بينهما أي اتصال جنسي مباشر بين الأعضاء التناسليةوهو يريد فتوى في مشكلته وهل هو واقع في الزنا أم لا وماذا عليه أن يفعل ليكفرعن دنبه . وشكرا مسبقا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فلا شك أن ما فعله صديقك حرام ، وأنه من الزنا الأصغر ، فقد روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا ، مدرك ذلك لا محالة ، فالعينان تزنيان وزناهما النظر ، واللسان يزني وزناه الكلام ، واليدان تزنيان وزناهما البطش ، والرجلان تزنيان وزناهما المشي ، والقلب يهوى ويتمنى ، ويصدق ذلك الفرج ، أو يكذبه".
والواجب عليه هو التوبة والاستغفار ، وعدم القنوط من رحمة الله قال تعالى: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) [الزمر:53] وقال سبحانه: (وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً*يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً*إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) [الفرقان:68،69،70] وينبغي له الإكثار من الطاعات ، قال تعالى: ( إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ)[هود:114] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "وأتبع السيئة الحسنة تمحها" رواه أحمد ، والترمذي ، والدرامي من حديث أبي ذر.
والله أعلم.