عنوان الفتوى : تدعو ربها.. ولا يستجيب لها
سؤالي: أعرف إجابته مسبقاً ولكن أخشى على نفسي من القنوط واليأس، كلما أقرأ قوله (إن الله على كل شيء قدير) تنفرج أساريري وكلما تمعنت في قوله: كن فيكون. ابتهجت نفسي، أقف طويلاً عند قوله: فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان. أحاول أن أستشعر قربه ولكن لي نفس تخبرني أنه صاد عني، أحاول التقرب إليه وعبادته على قدر استطاعتي أتصيد لحظات الإجابة أدعوه ليلاً ونهاراً سراً وجهارا، أقف أمامه ذليلة ومنكسرة رضيت به رباً وآمنت به فلماذا أحزن وربي الله قبلت الحجر ودعوته في الصحو والمنام ولم يستجب لي تصدقت وأنا في أمس الحاجة إلى المال ولم يستجب لي تقربت إليه على قدر استطاعتي وأنا أعلم أن كل دعاء ابن آدم مجاب إلا في ثلاث وقلبي أبى إلا أن يجاب له قرأت أن من حق أبن آدم على الله رحمته وإجابة دعوته أرجوكم أرشدوني فقد بلغ مني الهم والألم مبلغه؟ أرجوكم أن تدعو لي أن يستجيب الله لي دعائي فدعوة ابن آدم بظهر الغيب مجابه ... أختكم الفقيره إلى الله؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يستجيب دعاءك وأن يحقق لك ما تحبين من خير الدنيا والآخرة.
ونوصيك بالاستمرار في الدعاء والإلحاح فيه، وأن تكوني عند الدعاء موقنة بالإجابة ، ولا تستجيبي لأي وساوس من الشيطان توقعك في اليأس من رحمة الله، بل عليك مدافعة مثل هذه الوساوس والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، فإن فعلت ذلك فإن هذه الوساس لن تضرك بإذن الله.
وينبغي أن تتذكري أن تعجل الإجابة من موانع قبول الدعاء، هذا من جهة ومن جهة أخرى فلا يلزم من الإجابة أن يتحقق للمرء عين ما سأل، بل قد يبدله الله تعالى ما يعلم سبحانه أنه خير له مما سأل؛ كما ثبتت بذلك السنة الصحيحة.
ولمعرفة المزيد من التفصيل حول ما أجملناه هنا يمكنك مراجعة الفتوى ذات الأرقام التالية: 63158، 30799، 23599، 2395.
والله أعلم.