عنوان الفتوى : حكم امتهان الصحف المكتوبة بلغات أجنبية
هل إذا استخدمت الصحف الإنجليزية (جميع الكلمات تكتب بالإنجليزية)، للأكل بأن أفردها وأتناول الطعام على هذه الصحف ثم إلقاؤها في القمامة حرام كما في الصحف العربية؟
خلاصة الفتوى رقم:
لا يجوز امتهان الصحف بأية لغة كانت إذا كان محتواها معظماً في الشرع، وإن لم يكن محتواها كذلك فالأحوط تجنب امتهانها أيضاً مراعاة لمن يرى حرمة الحرف مطلقاً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالصحف إذا كان المكتوب عليها فيه اسم من أسماء الله تعالى أو أسماء أنبيائه أو شيء يعظمه الشرع، فإنه يجب احترامها وصيانتها عن الامتهان، سواء كانت بالعربية أو بلغة أخرى، قال ابن حجر في فتاواه: فإن القرآن وكل اسم معظم، كاسم الله أو اسم نبي له يجب احترامه وتوقيره وتعظيمه، والمقصود بأسماء الأنبياء ما يفهم منه أنه لنبي، بحيث يقرن به من العبارات ما يفهم أنه لنبي، كمحمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أو عيسى عليه الصلاة والسلام أو موسى كليم الله ونحو ذلك، أما مجرد اسم محمد أو عيسى أو موسى، فلا يأخذ هذا الحكم.
وإذا لم يكن المكتوب مما يعظمه الشرع فإن كثيراً من أهل العلم رأوا حرمة كل مخطوط باللغة العربية، ومنهم من قال بحرمة الحروف مطلقاً عربية كانت أو غير عربية، قال الدسوقي: قال الشيخ إبراهيم اللقاني: محل كون الحروف لها حرمة إذا كانت مكتوبة بالعربي، وإلا فلا حرمة لها؛ إلا إذا كان المكتوب بها من أسماء الله، وقال عج: الحروف لها حرمة، سواء كتبت بالعربي أو بغيره، وهو ما يفيده ح وفتوى الناصر، قال شيخنا وهو المعتمد.
وبناء على ذلك فإن الصحف الإنجليزية إذا كان المكتوب فيها شيئاً معظما في الشرع فإنه لا يجوز استعمالها للأكل ولا إلقاؤها في القمامة، وإن لم يكن محتواها مما يعظمه الشرع، فالأحوط أيضاً عدم امتهانها مراعاة لمن يقول بحرمتها.
والله أعلم.