عنوان الفتوى : ضربها وأهانها بعد الزواج ويريدها أن تتنازل عن مهرها ليطلقها

مدة قراءة السؤال : 6 دقائق

أنا متزوجة تزوجت لمدة 5 أشهر لم أطلق ، ولكنى في منزل أهلي منذ أول أسبوع ابتدأت المشاكل لا أجد لها أسبابا ، في أول خروج لنا من المنزل مشاكل بداخل المنزل مشاكل ببيت أهله مشاكل 5 أشهر فقط كرهته وكرهت حياتي ، إنسان بخيل جدا في كل شيء نقود وعواطف ، على أتفه سبب يريد أن يضربني أنا لا أنكر أنى مخطئة أنا لم أتعلم أي شيء عن الحياة الزوجية عندي ولكنى في حقي كنت أريد أشياء تافهة في بداية زواجي كنت أريد أشعر أني عروسة لا أكثر ولا أقل ، لم أكن أريد لا رحلة ولا سفر إلى أي بلد ، كنت أريد أن أخرج معه إلى أي مكان فقط لأعلن للناس جميعاً وأفتخر به كان يرفض ويتحجج أنه لا يخرج مع نساء كنت أريد أن نذهب أنا وهو لمنزل أهلي لأفتخر به ، ولكن كان ذهابي كأنني سأذهب إلى مرقص ، كنت أبكي وأتوسل إليه في أول فترة من زواجنا ، لأني أريد أن أرى أمي أسألها عن أشياء ، كان يرفض وكنت أخجل من أسأل والدته ، وكنت أفتقد أهلي وأستغرب أهله لأني كنت عروسا فقط أيام على زواجي ، ويجبرني أنى أبيت معهم لسفره لعنده فقط أختي كانت تجرى جراحة وكنت أبكي له في التليفون ولكنة يرفض ولا يوافق إلا بعد أن تحدثت أخته. كرهت إذلاله تعمد أن يهينني يرفض أي شيء أنا أريده لمجرد أنى أريده كان يمنع عنى التليفون لأني اكلم أهلي بحجة أني احكي لهم كل شيء كل مشاكلنا أنا حكيت لأهلي لأنه ضربني ضربا كأنني قتلت له قتيلا ، أكيد تعتقد أني فعلت شيئا أنا كنت نائمة أصلاً وأيقظني، نمنا متأخرا كانت عندنا طفلة وظلت تبكى لـ 4 صباحاً وعند الـ12 أول ما استيقظ ظل يوقظني بطريقة كأنه يوقظني ليضربني فثرت ، أي زوج آخر كان يلتمس العذر لزوجته ولكنه لو جاء يوم ولم استطع أن أعطية حقه ، انتظر مشكلة ثاني يوم وأتوقع ضربي لا يلتمس لي أي عذر ، فقط شهوته ، كرهت نفسي منه ، كنت أشعر أنه يحبسني في البيت ، وهذه ليست معاشرة كنت أشعر أني أغتصب ، وقالها لي : أنا لم أتزوجك إلا لأعف نفسي فقط ، وفعلا بدون أن يقوله كان عندما يأتي من العمل لا يتكلم ، يريد أن يأكل وان نذهب إلى الغرفة بدون أي كلام ، كنت أترجاه أن يجلس معي 5 دقائق لا أكثر ، وكان يرفض أغلب الوقت . أنا مقصرة في ديني ، أنا كنت أدعو الله أن التزم ، أقسم بالله أني أشعر أني ما بي شيء ، أريد أن ألتزم ، أحب الالتزام ، أنا مقصرة في لبسي وصلاتي ، وكنت أقول له هذا ، ولكن نادرا ، مرة تقريبا ، كان يحثني على أي شيء بالخناق ، فكنت أقول له أنت لو شيخ كانت الناس كرهت الدين منك ، أنا كرهته منذ ضربني بلا رحمة كأني عدوته ، وضربني أمام أهلي فقط ليثبت نفسه ورجولته ، ووالده ضربه لما فعله معي وأمامي ، ولكنه إنسان ظالم ، رغم أننا في الزواج لم نطلب أي شيء ، ولم نكلفه فوق مقدرته ، أشعر أني رخيصة ، كأنني بنت شارع عاشرني أياما ويرميني إلى الشارع ، أنا كنت مصرة على الطلاق من كثرة مشاكله وبخله ، ولكنى تراجعت لعل الله يهديني ويهديه ، واتصلت به وحدثته ولكنة ظل يملي على شروطه ، هو الذي يشترط وهو المخطئ ، وقتها لم أتحمل انهرت ، بعد فترة كبيرة نسيت كل شي ، وقلت : هذا زوجي لازم أحدثه ، أنا كنت خائفة أيضا من الطلاق ، لذا كلمته حدثته وسألته : ماذا يريد ؟ ولكن من كلامه هو لا يريدني ، هو يريد كل شيء تكلفه في الزواج ، من ذهب وأثاث ، وحتى أثاثي طمع فيه لأنني تركت له المنزل ولم آخذ سوى ملابس قليلة ، يريد أن يأخذ أشيائي التي اشتريتها ، أشعر فعلا أني رخيصة ، لا قيمة لي ولا قيمة لشرفي ، أشعر كأني تركت نفسي لرجل أهدر عذريتي وليس كزوج ، لا قيمة لي ، كل همه الأثاث والذهب ، يريد أن نرسل له الذهب ليطلقني ، تزوجني ولم يخسر شيئا ، ويريد أن يطلقني ولا يخسر شيئا ، ومع ذلك فقائمة كل شيء في المنزل باسمى ، ممكن أن أرفع قضية ، ولكننا لا نحب المشاكل ، ولكن إذا وصل لذلك لن أتردد ، ماذا أفعل ؛ تمنيت ألا أنجب إلا لو تحسنت طباعه ، ولم يتغير ، ولم أنجب أطفال لن يكن معي من أعود لزوجي بسببه مجبرة ؛ دلوني ماذا أفعل ، أنا عشت معه تقريباً حوالي شهرين بدون سفرياته ، وإقامتي في بيته وبيت أهله تقريبا 5 شهور ، وأنا الآن أكملت عام زواج ، أي منذ سبعة شهور وأكثر وأنا في بيت أهلي ، لم يأت إلا مرة ، وقال لي : إنه لم يأتي ليأخذني ، بل لأن والده أجبره أن يأتي ليحكى زوجي في آخر مشكلة ، ما جعلني أترك له المنزل : أنه أثناء المشكلة أعطاني سكينا لأقتل نفسي ، توقع أن أتخلص من نفسي ، ويرث كل شيء ؛ إنسان دنيء ، وأنكر فعلته أمام أهله ، وقال : إنه مجرد هزار ؟!!

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق


الحمد لله
إن ما ذكرتِ من سوء المعاملة ، وقبح العشرة ، لشيء محزن مؤلم ، يدل على ضعف الإيمان ، وفساد التربية ، ونقص الرجولة ، وإنه لعار على الرجل أن تكون هذه أخلاقه مع زوجته التي لم يمكث معها إلا نحوا من شهرين.
وقد يتزوج الرجل المرأة فلا يحصل بينهما انسجام ومودة ، فيشرع له أن يفارقها بإحسان ، وأما اللجوء إلى الضرب أو الإذلال وسوء المعاملة فهذا مما لا يباح شرعا ، وفاعل ذلك آثم متعد على حدود الله .
وإذا كان سوء المعاملة من قبله ، فليس له أن يلجئ زوجته إلى الخلع لتفتدي منه بالمهر أو غيره .
ولا نرى أن يُجاب إلى هذا الطلب ، لأن هذا مما يجرئ الأزواج من سيئي العشرة أمثاله على التمادي في أفعالهم ، لأنه لا يجد خسارة في الزواج ولا كلفة ، مادام مهره سيرجع إليه .
وإن من حقك أن تطالبي بما هو مسجل في القائمة وأن تلجئي إلى القضاء لإنصافك ، فإن أظهر الرجوع والندم ، وغلب على ظنك استقامة حاله فهذا هو المطلوب ، وإلا فخذي حقك ولا تتنازلي عنه .
ونحن نشير هنا إلى أن الزوج قد يكون له أسباب وأعذار في بعض تصرفاته ، وقد يشعر بالندم ، ويدرك خطأه ، فإن بعض الأزواج يظن أن هذا هو الأسلوب الذي يحفظ هيبته في مبدأ الزواج ، وهو ظن خاطيء . لكن المقصود أن الزوج إن وجد من يعظه وينصحه ، فربما عاد إلى رشده ، وأدرك خطأه ، وتغير حاله ، فلا تدعي هذا الباب ، فإن الطلاق قد لا يكون مصلحة لك . فابحثي عمن يوجه له النصيحة ، ويبين له الصواب ، ولا تلجئي إلى القضاء إلا في نهاية المطاف .
وينظر – للاستزادة - : جوابي السؤالين : ( 41199 ) و ( 10680 ) .
ولعل الله تعالى ابتلاك بهذا المصاب لترجعي إليه ، وتحسني صلتك به ، وتقبلي على طاعته ، ولهذا ينبغي أن تحافظي على صلاتك وحجابك ، وتدعي كل ما يخالف أمر خالقك .
قال سبحانه : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ) النحل/97، وقال : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً ) الطلاق/2، 3
وقال > عليه وسلم : (وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَمُ الرِّزْقَ بِالذَّنْبِ يُصِيبُهُ) رواه ابن ماجه (4022) وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه .
وتأملي معنا وصية النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لابن عمه عبد الله بن عباس :
( احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ ، تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ ، وَإِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ ، قَدْ جَفَّ الْقَلَمُ بِمَا هُوَ كَائِنٌ ؛ فَلَوْ أَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ جَمِيعًا أَرَادُوا أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ ، وَإِنْ أَرَادُوا أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَكْتُبْهُ اللَّهُ عَلَيْكَ لَمْ يَقْدِرُوا عَلَيْهِ ؛ وَاعْلَمْ أَنَّ فِي الصَّبْرِ عَلَى مَا تَكْرَهُ خَيْرًا كَثِيرًا ، وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ ، وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ ، وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ) .
رواه أحمد (2800) والترمذي (2516) ، وصححه الألباني .
فاحفظي وصية النبي صلى الله عليه وسلم ، فهي لك ـ أنت ـ أيضا ، ولا تضيعيها .
نسأل الله تعالى أن يحفظك من كل مكروه وسوء ، وأن ييسر أمرك ، ويفرج كربك ، ويقضي لك الخير حيث كان .
والله أعلم .