عنوان الفتوى : أكل ما عضه الكلب عند صيده .. وما صيد بالبندقية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته عند صيد الطير نرى في أكثر الأحيان بأن كلب الصيد يسرع إلى الطريدة ويضعها بين فكيه ليعطيها إلى صاحبه، نعلم بأن لعاق الكلب نجس وأنه إذا أكل من صحن لا يطهر الصحن إلا بالتراب وكيف ذلك بالنسبة للطير هل يجوز أكله؟ بالنسبة لصيد البر هل يصح أكل الطير عندما يصطاد ببندقية الصيد دون أن يذبح؟ حتى ولو هبط ميتاً يذبح أيضا؟ وشكراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الكلب المعلم عند الاصطياد به إذا أدخل ظفره أو نابه في الصيد، فإن معضَّه نجس يجب غسله سبع مرات إحداهن بالتراب على الوجه الصحيح عند الشافعية، وكذلك يجب غسله عند الحنابلة في الوجه الصحيح عندهم، وذهب المالكية وهو وجه عند الشافعية والحنابلة إلى أنه لا يجب غسله، لأن الله تعالى ورسوله أمر بأكل صيد الكلب، ولم يأمر بغسل معضه.
وهذا القول الأخير هو الراجح. والله أعلم.
وإذا صاد شخص من أهل الذكاة - وهو العاقل مسلماً أو كتابياً - صيداً ببندقية، وقتل الصيد وأدركه ميتاً، فإنه حلال جائز أكله بدون تذكية، وإن أدركه حياً حياة مستقرة فلم يذبحه حتى مات نظر: إن كان لم يتسع الزمان لذكاته حتى مات كان حلالاً أيضاً، قال قتادة: يأكله ما لم يتوان في ذكاته أو يتركه عمداً، وهو قادر على أن يذكيه، وهذا هو مذهب مالك والشافعي وأحمد، وأما إن أدركه وفيه حياة مستقرة وأمكنه ذكاته فلم يذكه حتى مات لم يجز أكله باتفاق المذاهب الأربعة.
والله أعلم.