عنوان الفتوى : أجوبة من دخل في الإسلام على السؤال المتبادر " لماذا أسلمتَ " ؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

يسألني أحد زملاء العمل " لماذا أسلمت ؟ " فقلت له : إن هذا هو الطريق الذي كان يجب أن أسلكه ، لا أعرف أحيانًا ما يجب أن أقوله ، وعندما أحاول : أشعر أن ردي غير صحيح ، كيف أرد على مثل هذا السؤال ؟ .

مدة قراءة الإجابة : 8 دقائق

الحمد لله
أولاً :
نسأل الله تعالى أن يتقبل إسلامك ، وأن يثبتك على الحق ، ويهديك لما يحب ويرضى .
واعلمي أيتها الأخت الفاضلة أنك سلكتِ الطريق الصحيح ، فالإسلام دين الفطرة ، ودين الأمن ، والسعادة ، يشعر بذلك كل من انتسب لهذا الدين العظيم ، وقد يشعر بذلك أكثر من كان غارقاً في ظلمات الجهل والضلال والكفر ، ويشعر الناطق بالشهادتين بشيء في قلبه لا يستطيع وصفه لأحدٍ ، ولذلك تغلب أكثرهم دموع الفرح والسعادة ، ولا شك أن الله تعالى قد جعل للإسلام طعماً ، وللإيمان حلاوة ، وهو ما نصَّت عليه نصوص شريعتنا ، ويشعر بذلك الطعم ، ويتذوق تلك الحلاوة من آمن بالله ربّاً وبالإسلام ديناً ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيّاً ورسولاً .
ثانياً:
إن الذي يكرمه الله تعالى بدخول الإسلام يجد من الأسباب لدخوله فيه ما لا يجده غيره ، ويرى فيه من الجوانب ما لا يراه غيره ، وما ذلك إلا لعظمة هذا الدين ، وكثرة جوانب الخير فيه ، وصلاحيته لجميع طبقات الناس وبيئاتهم وثقافاتهم ، ومن هنا فإن من يدخل في هذا الدين العظيم يذكر من الأسباب لإسلامه ما لا يذكره غيره غالباً ، وكلها إجابات صحيحة تحكي واقعهم وواقع الإسلام ذاته ، ويمكنك الوقوف على بعض تلك الإجابات ، والاستفادة منها ، ونحن نفضل أن تذكري شعورك أنت ، والسبب الذي دفعك أنت للدخول في هذا الدين ، فهو تعبير عن واقعك الذي تعيشين ، وأنت أبلغ من يستطيع التعبير عنه .
ولا مانع من ذِكر بعض تلك الأسباب عند غيرك ممن دخل في الإسلام ؛ فقد يكون ثمة اشتراك في بعضها بينك وبينهم .
1. سئل أعرابي : لماذا أسلمتَ ؟ قال : لم أرَ شيئاً من قول ، أو فعل يستحسنه العقل ، وتستطيبه الفطرة : إلا وحثَّ عليه الإسلام ، وأمر به ، وأحلَّه رب العزة سبحانه ، ولم أجد شيئاً يستقبحه العقل ، وتستقذره الفطرة : إلا ونهى الله عنه ، وحرَّمه على عباده .
2. قال " روبرت ديكسن " رئيس جمعية المحامين الأمريكيين : جوابي لمن سألني لماذا أسلمت : هو : أن الإسلام دين التوحيد ، والسعادة ، والراحة النفسية ، والعيشة الهانئة ، إذا التزمت به ، وطبقت تعاليمه ، وهو دين العدل الإلهي .
3. قال " محمد أسد " - السياسي ، والمؤلف النمساوي - : لم يكن هناك شيء بعينه من تعاليم الإسلام هو الذي أخذ بمجامع قلبي، إنه المجموع المتكامل المتناسب والمتماسك من هذه التعاليم الروحية من جانب ، والتي ترسم برنامجاً عمليّاً للحياة من الجانب الآخر .
4. قالت الفرنسية المهتدية " سيلفي فوزي : لقد وجدت في الإسلام منهاج حياة يجيب عن كل التساؤلات ، وينظم للإنسان حياته وفق ما ينفعه ، ويتناسب مع فطرته ، ملبسه ، ومأكله ، وعمله ، ونظام زواجه ، اختياراته في الحياة ، علاقاته بالآخرين ، ومن ثم فلا عجب أن من يلتزم بالإسلام يستشعر الاطمئنان ، والأمان النفسي، الذي هو في رأيي أهم العناصر لاستمرار الحياة .
5. قالت أم عبد الملك – الأمريكية المسلمة - : أذهلني الإسلام الذي رفع من مقدار الوالدين .
6. قال الشيخ محمد بن إبراهيم – رحمه الله - : إن أَحد فلاسفة الهنود درس تاريخ الأَديان كلها ، وبحث فيها بحثَ مستقلٍّ منصفٍ ، وأَطال البحث في النصرانية ؛ لما للدول المنسوبة إليها من الملك ، وسعة السلطان ، والتبريز في الفنون ، والصناعات ، ثم نظر في الإسلام ، فعرف أَنه الدين الحق ، فأَسلم ، وأَلف كتاباً باللغة الإنجليزية سماه " لماذا أَسلمت " ، بيَّن فيه ما ظهر له من مزايا الإسلام على جميع الأَديان ، وكان أَهمها عنده : أَن الإسلام هو الدين الوحيد الذي له تاريخ صحيح محفوظ ، فالآخذ به يعلم أَنه هو الدين الذي جاء به محمد بن عبد الله ، النبي الأمي العربي ، المدفون في المدينة المنورة من بلاد العرب ، وقد كان من مثار العجب عنده أَن ترضى أُوربا لنفسها دينًا ترفع من تنسبه إليه عن مرتبة البشر ، فتجعله إلهاً وهي لا تعرف من تاريخه شيئًا يعتد به ، فإن هذه الأناجيل الأربعة على عدم ثبوت أَصلها ، وعدم الثقة بتأْريخها ، ومؤلفيها : لا تذكر من تاريخ المسيح إلا وقائع قليلة ، حدثت - كما تقول - في أَيام معدودة ، ولا يذكر فيها شيء يعتد به عن نشأَة هذا الرجل ، وتربيته ، وتعليمه ، وأَيام صباه ، وشبابه ، ولله في خلقه شئون .
" فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم " ( 1 / 48 ) .
7. قال " يوسف خطَّاب " – المتحول من اليهودية إلى الإسلام – لما سئل لماذا أسلمت - : لأن الإسلام دين التوحيد ، قرأت عنه كثيراً ، وأخيراً اقتنعت بأنه هو السبيل للجنة .
والكلمات كثيرة ، ويجمعها أن الإسلام دين الفطرة ، والأمن ، والسعادة ، والأحكام الحكيمة ، والأخلاق الرفيعة ، ومن رام المقارنة بين الإسلام وغيره من الأديان المحرَّفة ، أو الأنظمة والقوانين البشرية : فسيتبين له بجلاء أوجه الاختلاف ، وأنه ليس ثمة مجال للمقارنة أصلاً .
8. وتصف " ميري واتسون " – الأمريكية الحاصلة على ثلاث درجات علمية ، وبعضها في علم اللاهوت لحظة تسلل نور الإيمان إلى قلبها فتقول : شعرت في ليلة - وأنا مستلقية على فراشي وكاد النوم يقارب جفوني - بشيء غريب استقر في قلبي ، فاعتدلت من فوري ، وقلت : يا رب أنا مؤمنة بك وحدك ، ونطقت بالشهادة ، وشعرت بعدها باطمئنان ، وراحة تعم كل بدني ، والحمد لله على الإسلام ، ولم أندم أبداً على هذا اليوم الذي يعتبر يوم ميلادي .
انتهى
وننصحك – أختنا الفاضلة – بقراءة كتاب : ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ، للشيخ أبي الحسن الندوي ، وكتاب : الإسلام على مفترق الطرق ، والطريق إلى الإسلام ، وهما للأستاذ محمد أسد ، والثلاثة متوفرة باللغة الإنجليزية .
كما ننصحك بقراءة قصص واقعية لمن اهتدوا إلى الطريق المستقيم ، وأسلموا لله تعالى ، وفيها بيان : كيف اهتدوا ، وما هي خطواتهم الأولى نحو الهداية ، وذلك تحت هذا الرابط :
http://www.themwl.com/AlDaawa/default.aspx?ct=1&cid=7&l=AR

ونسأل الله لك الثبات على الحق ، والتوفيق للعلم النافع ، والعمل الصالح .
والله الموفق

أسئلة متعلقة أخري
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...