أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت / أمل .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع.

المخاوف من الظواهر الشائعة جداً، ومن المعروف أن الإنسان يحاول أن يبتعد دائماً من مصدر خوفه ما عدا الخوف من الله فإنه يقربك إليه، والمخاوف في جلها أو معظمها هي ظاهرة مكتسبة ومعلمة، ولكن في الآونة الأخيرة اتضح أيضاً أنه ربما يكون هناك نوع من الخلل الكيميائي في كيمياء الدماغ يكون هو السبب في هذه المخاوف، وعليه نرى أن العلاج يتكون من الجانب النفسي، والذي أهم دعائمه هي المحاولة الجادة لمواجهة مصدر الخوف، وتكون هذه المواجهة في الخيال ثم في الحقيقة.

فعلى سبيل المثال ممكن أن تتصوري أنك تخاطبين قاعة بها الكثير من الحضور، وتستمرين بهذا التصور والتخيل لمدة نصف ساعة، وهكذا بالنسبة للمخاوف الأخرى، كما أنه توجد دائماً الجوانب القلقية الشديدة وهي تمثل أهمية كبيرة في تعقيد وتضخيم المخاوف، وعليه أنصحك بممارسة تمارين الاسترخاء.

وتوجد هنالك عدة أشرطة في المكتبات لتعليم أفضل الطرق للاسترخاء، ومن الطرق البسيطة هي طريقة الاستلقاء في مكان مريح، وأن تغمضي العينين مع فتح الفم ثم تأخذي نفس (شهيق) عميق وببطئ في مدة لا تقل عن 45 ثانية، ثم يعقب ذلك عملية إخراج الهواء (زفير)، ويكون بنفس الطريقة وبنفس المدة. يكرر هذا التمرين خمس مرات في اليوم، كما أنه لابد من أن تسعي لتقييد المخاطر في حياتك، خاصة أنك والحمد لله مخطوبة، وأنا أتصور أن هنالك أشياء جميلة في حياتك أرجو أن تركزي عليها لأن ذلك سوف يساعد على انحسار التفكير السلبي لديك.

هناك بعض العقاقير المفيدة جداً لعلاج حالتك بإذن الله خاصة العقار الذي يعرف تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat) ويعرف علميًا باسم (باروكستين Paroxetine)، وجرعته هي نصف حبة (عشرة مليجرام) يومياً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى حبة يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ويفضل أن تتعاطي هذا العلاج بعد الأكل وليلاً.

كما أرجو أن تتناولي دواء آخر يعرف باسم (بسبارbuspar) ويعرف علميًا باسم (بوسبيرون Buspirone) بجرعة خمسة مليجرام صباحاً ومساءً لمدة ثلاثة أشهر أيضاً.

الخوف ممكن التخلص منه فقط عليك محاولة أن تبني إرادة جديدة وتسميتها إرادة الإقحام والمتابعة والمواجهة، علماً بأن الخوف ليس جبناً إنما هو حالة نفسية لها تفسيراتها النفسية والبيولوجية.

وبالله التوفيق.