أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو يوسف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمن الناحية التشخيصية أعتقد أنك تُعاني مما يسمى بالقلق الاكتئابي أو الاكتئاب القلقي، وهي حالة تظهر فيها أعراض القلق والتوتر وتشتيت الذهن ووجود أفكار تشاؤمية، وفي نفس الوقت يكون هناك أيضاً شعور بالكدر والملل وعسر في المزاج.

وهذه الحالات أصبحت الآن شائعة وكثيرة، وهي تأتي للبر والفاجر، وأنت بفضل الله تعالى ملتزم بصلاتك ومواظب عليها، وهذا شيء مفرح وإيجابي، فعليك بالدعاء والذكر وتلاوة القرآن، هذه كلها مدعمات لإزالة القلق.

يبقى بعد ذلك أن تتناول أحد الأدوية الجيدة لعلاج القلق الاكتئابي، وأنا أرى أن دواء (سيرترالين Sertraline) والذي تجارياً يعرف باسم (زولفت Zoloft) أو باسم (لسترال Lustral) سيكون علاجاً جيداً في حالتك، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً، واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضها إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم إلى خمسين مليجراماً يوماً بعد يوم لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

يتميز السيرترالين بأنه دواء غير إدماني وغير تعودي، وإن شاء الله سوف تجد فيه فائدة كبيرة، وعلى النطاق الاجتماعي لابد أيضاً أن تؤهل نفسك؛ وذلك بأن تضع لنفسك برامج تواصل اجتماعي نشط وحثيث، وأن تمارس الرياضة أيضاً، وأن تكون إيجابياً في تفكيرك، فهنالك أشياء كثيرة إيجابية في حياتك ربما يكون القلق الاكتئابي قد أنساك إياها، أرجو أن تتذكرها، ولا تلتفت إلى هذه الأفكار المشوّهة السلبية التي كثيراً ما تتساقط على الإنسان آلياً وتعكر عليه مزاجه.

عليك بالصحبة الطيبة، بالصحبة الخيرة، فالقدوة الحسنة والرفقة الطيبة تدعم الإنسان اجتماعياً ومعنوياً، نسأل الله لك العافية والتوفيق والشفاء، وأقول لك إن حالتك بسيطة، واتباعك للإرشادات السابقة سوف يساعدك كثيراً بإذن الله تعالى، وللفائدة يمكنك أيضاً مراجعة هذه الاستشارات: (261371-263666 - 264992 - 265121).

والله الموفق.