أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أهمية العلاج الدوائي لعلاج بعض حالات المخاوف خاصة الخوف المفرط من الموت

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم

كنت قد راسلتكم من قبل وسألتكم عن مشكلة تعتريني وهي خوفي الشديد من الموت والذي أرق نومي وأشغلني عن شئون بيتي، وبعد أن قرأت ردكم بدأت أشعر بتحسن ولله الحمد، ولكني ما زلت أعاني من هذا الخوف، أتخيل نفسي بعد الموت وحال ابني من بعدي ويعتريني حزن شديد عندما أتخيل حال ابني من بعدي، وأعرف أنني أزعجتكم ولكنني أتمنى أن أعود لحياتي الطبيعية كما كانت قبل أن أصاب بهذا المرض، فأنا أشعر أنه مرض حقيقي وأتمنى الشفاء منه.

علماً أنني لم أتعاط الدواء الذي وصفتموه لي، لأنني خائفة أن يؤثر على قدرتي على الإنجاب، فأنا أفكر في الإنجاب بعد ابنتي قريباً، وأيضاً أخاف من الإدمان عليه، فهل هذه الأدوية تؤثر على الجهاز العصبي وعلى الإنجاب؟ وهل حالتي تتحسن لو بدأت بتناول هذا الدواء؟!

أشعر أنني بدوامة ولا أدري كيف أخرج منها، وأحياناً تحدثني نفسي أن لا نهاية لهذه الحالة سوى الموت الحقيقي فهل هذا صحيح؟!

انصحوني جزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم الوليد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن نقدر مشاعرك ونقدر هذا القلق وهذا التوتر، حتى التخوف الشديد من تناول الدواء له مبرره، وهو أن القلق والخوف والتوتر أصبح جزءاً لا يتجزأ من التكوين العاطفي والوجداني لديك، ولكن لابد أن تثقي مما نقوله لك فيما يخص الدواء.

العلاج لابد أن يكون حزمة أو رزمة متكاملة، العلاج والإرشاد السلوكي يؤدي إلى شيء من التحسن، ولكن لابد من تعزيزه وتثبيته عن طريق العلاج الدوائي.

أؤكد لك الحقائق العلمية وهذا هو الضروري، وصفنا لك السبرالكس كعلاج أساسي، ومعه الفلوناكسول كعلاج إضافي، كما ذكرنا وشرحنا لك فإن هذه الأدوية بفضل الله تعالى أدوية غير إدمانية وغير تعودية، وهذا الدواء لا يؤثر مطلقاً على الإنجاب، هذه يجب أن تكون معلومة بالنسبة لك، ولكن قطعاً يفضل التوقف عن الدواء إذا حدث حمل، وحتى البنادول وحتى الأسبرين وحتى الأدوية مثل المضادات الحيوية لا يُنصح باستعمالها في شهور الحمل الأولى.

لا نقول أن الدواء يُمنع منعاً باتاً في أثناء الحمل، ولكن هذا نوع من التحوط والحذر، وهذا الدواء يعمل من خلال تنظيم إفراز المرسلات أو المواد والتي تسمى أيضاً بالموصلات أو الناقلات العصبية التي يُعتقد أن اضطراب إفرازها هو الذي أدى إلى هذه الحالة، واضطراب الإفراز يكون على مستوى مناطق في نهايات الخلايا تعرف باسم (المستقبلات العصبية)، هذه المستقبلات العصبية حين تعمل بصورة صحيحة تكون مادة السيروتونين متوفرة بصورة جيدة في الفجوة التي تربط بين الخلايا، ولكن في حالات القلق والوساوس والمخاوف وكذلك الاكتئاب النفسي يقل إفرازها أو يضعف ويضطرب ويحدث نوع من عدم التوازن، وهذا الذي يحدث بما أنه شيء وفعل كيميائي وفسيولوجي لابد أن يُصحح عن طريق ما هو كيميائي وفسيولوجي، وفي هذه الحالة هي الأدوية.

أرجو أن تكون لك قناعة تامة في أن الدواء سليم وأن الدواء سوف يفيدك بإذن الله تعالى، وهنالك الملايين الذين يتناولون هذه الأدوية دون أي مشكلة.

أنا أقدر تماماً مستوى البلبلة والتشكك الذي أصاب بعض الناس حول الأدوية النفسية، كان في الماضي توجد أدوية نفسية تسبب الإدمان، وهذه الأدوية لازالت موجودة، ولكن وعي الناس ارتفع، والطبيب ما دام ثقة وأمين يجب ألا يصف ما يضر الناس، ونحن حريصون جدّاً في إسلام ويب على ذلك.

أقول لك: ما لا نرضاه لأنفسنا ولأسرنا لا نرضاه للآخرين، ثقي أن الدواء سليم، وابدئي في تناوله، وأنا على ثقة تامة أنه سوف يؤدي إلى زوال هذا الخوف الذي تعانين منه.

أرجو أن تستعملي الدواء بنفس الطريقة التي شرحتها لك في الرسالة السابقة، وأسأل الله لك العافية والشفاء، وأنا على ثقة تامة بإذن الله تعالى أنك سوف تصلين إلى نتائج طيبة بتناولك للدواء؛ لأن إرادة التحسن لديك موجودة، وهذا مهم جدّاً، بالرغم من مخاوفك وبالرغم من هذا التردد الوسواسي، إلا أن المؤشرات تشير أن إرادتك الداخلية قابلة للتحسن.

ويمكنك الاطلاع على منهج السنة النبوية في علاج الأمراض النفسية في الاستشارات التالية: (272641 - 265121 - 267206-265003)، وختاماً نشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
هلع الموت يلاحقني باستمرار، فأرجو المساعدة. 1897 الاثنين 17-08-2020 04:34 صـ
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ 2831 الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ 2756 الأحد 19-07-2020 07:11 صـ
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا 1031 الخميس 16-07-2020 02:42 صـ
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. 2082 الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ