أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن شرب الماء قليلاً كان أو كثيراً بعد الأكل لا يُفقد الطعام قيمته الغذائية، ومن ينقل أن الفائدة الغذائية سوف تُفقد فهذا ليس بكلام منطقي؛ لأن الطعام يكون موجوداً في المعدة، وبعد ذلك يكون عرضة لعمليات التمثيل الغذائي، والتي من خلالها تستخلص المواد المفيدة للجسم من الناحية الغذائية، وتذهب الفضلات كما هو معروف.

ولكن تناول كميات كبيرة من الماء ليس أمراً مستحسناً؛ لأن ذلك يؤدي إلى شيء من عدم الارتياح، والإرشاد النبوي واضح جدّاً، قال صلى الله عليه وسلم: (ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطن، بحسب ابن آدم لقيمات يُقمن صُلبه، فإن كان لا محالة فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه)، هذا هو الهدي الصحيح، والوسطية دائماً في الأمور هي الأفضل، وكن متوازناً وكن وسطياً واشرب كمية معقولة من الماء، وبما أنك رياضي وتهتم بأكلك فهذا أمر جيد.

وأنصحك أن تتناول الطعام المتوازن، بمعنى أن يحتوي على البروتين وعلى شيء من السكريات وقليل من الدهنيات، وأكثر من الفاكهة والخضروات، وتناول الوجبات بانتظام، هذا هو المطلوب، وأرجو أن تبتعد تماماً عما يسمى بمشروبات الطاقة والمنشطات، لأننا لا نعتقد أنها سليمة.

بعد الإفطار يجب أن لا يستهلك الفرد كميات كبيرة من الماء، وإنما يفضل التدرج، وإرواء الجسم يكون عن طريق التدرج، فبعد الإفطار مباشرة الإنسان يتناول طعامه وكميات معقولة من السوائل، وفي الجو الحار يستهلك الإنسان كميات كبيرة من الماء، ولكن الإنسان بعد أن يفطر عليه أن يدرك أن الوقت أمامه ليتناول كميات من المشروبات ومن العصائر ومن السوائل، في راحة تامة وأريحية تامة، فلا داعي للاستعجال، إنما تكون هذه من خلال التحكم في هذه الكميات، ويمكن تناولها خلال فترة زمنية معقولة.

هناك اختلافات شخصية كثيرة في الحاجة لتناول الأطعمة والمشروبات، ونحن نقول دائماً أن لكل إنسان تجربته، فحاول أن تكون وسطياً، وهذا إن شاء الله يؤدي إلى حياة صحية وتوازن غذائي متكامل، ولا أقول لك أن تستبدل المياه بأي عصير أو أي مشروب، فالعصائر هي في نفسها عبارة عن مياه مدعمة ببعض السكريات والمكونات الأخرى، فبعد الإفطار لابد أن تتناول عصيراً أو أي مشروب آخر يحتوي على كمية معقولة من السكريات، وإذا أردت أن تتناول شيئاً من الماء فلا بأس في ذلك أبداً، نسأل الله تعالى أن يتقبل طاعاتكم وأن يجعلنا جميعاً من عتقائه من النار في هذا الشهر الكريم.

وبالله التوفيق.