أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الحرص على الصحبة الصالحة للتغلب على الشيطان

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بداية أشهد الله أنكم كنتم سبباً أساسياً جعله الله عز وجل لتغيير حياتي تغييراً جذرياً، فما كنت أصدق أنني يمكن أن أكون من حفظة كتاب الله عز وجل، وإن كنت ما زلت في البداية، ولكني أسأل الله أن يتم علي فضله، وكم كان لدوركم من أهمية في شفاء صدري واطمئنان نفسي وسعادة قلبي، وكان مفتاح ذلك الاجتهاد في طاعة الرحمن، والذي كنتم مرشداً في للطريق إليه عز وجل، صحيح أن الأمر أخذ وقتاً حتى ينصلح حالي وأشعر بتحسن في أمور حياتي، فيا رب! لك الحمد كله والشكر كله، ويا رب! لا تضيعني بعد أن هديتني إليك.
ولي سؤالان هما:

الأول: إنني أحاول الاجتهاد في طاعة الله والوصول إلى رضاه، وحينها أشعر أني في حال طيبة وانشراح صدر، ولكن لابد أن أقع في معصية ما كل فترة، وحينها أشعر أني لم أفعل شيئاً، وأن ما فعلته من حفظ للقرآن واجتهاد في طاعة الله كله ضاع هباء. فهل هذه هي الحقيقة؟ أم أن الله يغفر لي إذا تبت كل مرة، ويحفظ لي انشراح صدري ما دمت لا أصر على المعصية وأتوب باستمرار وأستغفر الله؟

والسؤال الثاني: أدرس في السنة النهائية بكلية الآداب قسم الاجتماع، وقد درست العديد من فروع علم الاجتماع، بالإضافة إلى علم النفس الاجتماعي وفلسفة المجتمع، وعندي عزيمة قوية وإصرار شديد على أن أقوم بتحضير الماجستير ثم الدكتوراه بإذن الله، فهل يمكنني التحضير مثلاً في علم النفس الاجتماعي أم يجب التحضير في الاجتماع فقط على أساس أنه القسم الذي أنتمي إليه في الكلية؟ وهل الأمر صعب أم أنه يحتاج لاهتمام؟ وقد سمعت أن المشرفين على رسائل الماجستير والدكتوراه يصعبون الأمر على الطالب الغير أكاديمي، أي: الذي كان طالباً عادياً وليس معيداً.

أرجو التوضيح وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنيئا لك هذا النجاح مع القرآن والقرب من الله تعالى، وهذه السعادة التي تجدها في قلبك لا يجدها إلا القريب من الله عز وجل، فأقول لك: عرفت فالزم.

وأما عن المعصية التي تقع فيها أحياناً ثم تعود وتندم على ما أسرفت، فأقول لك ما قاله حبيبك صلى الله عليه وسلم: (كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون). فأنت تدخل في هذه الخيرية بإذن الله؛ لأنك من الصنف التائب وليس من المصر عليها.

واعلم أخي! رعاك الله أن الحرب بينك وبين الشيطان لن تتوقف حتى تغادر هذه الحياة، وأما عن السلاح الذي تواجه فيه هذا الشيطان فعليك بالصحبة الصالحة، وهذا نداء الله سبحانه وتعالى لي ولك: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ ))[التوبة:119].

والأمر الآخر عليك بالدعاء أن يصرف الله قلبك عن هذه المعصية؛ حتى لا تقع فيها، ولكن إياك وتصديق إبليس بأنك إذا أذنبت فإن كل طاعاتك أصبحت هباء منثوراً، هذا هو ما يريده إبليس منك؛ لينقلك بعد ذلك إلى الخطوة الخطيرة، وهي بما أن أعمالي لا تنهاني عن المنكر فلماذا أعمل؟ فترك العمل من الناحية العقلية هو الأفضل والأولى.

وإليك الهدية الثانية من ربك سبحانه وتعالى حيث قال: (( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ ))[آل عمران:135]. فعليك بالاستغفار ما دمت حياً، والتوبة بعد كل معصية صغيرة كانت أو كبيرة، وإياك والإصرار عليها! فإنه لا صغيرة مع إصرار، ولا كبيرة مع استغفار.

وأما عن تخصصك الدراسي وهل يمكنك أن تدرس هذا التخصص في هذه الكلية، فأقول كما قال الله تعالى: (( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ))[النحل:43]. وأهل الذكر هنا هم القائمون على أمر هذه الكليات، فلو تواصلت معهم لكان هذا من وجهة نظري أفضل.

والله الموفق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف نتحصن من الوقوع في الذنوب والكبائر؟ أحتاج برنامجا عمليا! 2011 الأربعاء 12-08-2020 05:38 صـ
معصيتي لله أخشى أن تؤثر على حياتي الدراسية! 4045 الاثنين 10-08-2020 04:13 صـ
أتوب من المعصية ثم أرجع لها، فهل سيحرمني الله من النعم؟ 3503 الأحد 19-07-2020 02:55 صـ
كيف أثبت على ترك المعاصي والعلاقات المحرمة؟ 1838 الأحد 12-07-2020 11:53 مـ
صديقي يرغب في الزواج بفتاة مطلقة وأهله يرفضون، فما توجيهكم؟ 1112 الثلاثاء 07-07-2020 09:45 مـ