أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : رفض الأم زواج ابنتها بشاب من جنسية أخرى

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا بنت عمري 25 أريد الزواج من خليجي، ولكن والدتي غير راضية، وتمنع الزواج، وهو مسلم محافظ على الصلاة ومؤدي الحج ثلاث مرات، وجميع الأهل موافقون ما عدا أمي، وأنا يتيمة الأب وإخواني موافقون على الزواج، وأريد الزواج للعفاف، أرجو الرد لأن والدتي تريد من جنسية وقبيلة، لكنه من دولة أخرى، وأنا استخرت وأرى سعادتي معه ليعينني على الدين والدنيا.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بدور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله - تبارك وتعالى - أن ييسر أمرك وأن يشرح صدرك، وأن يقدر لك الخير حيث ما كان، وأن يرزقك الرضا به، وأن يمنَّ عليك بزوج صالح طيب مبارك يكون عوناً لك على طاعته ورضاه، وأن يشرح صدر أمك لقبول هذا الأخ ما دام مستوفياً لشروط الشرع.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة – فإنه وكما لا يخفى عليك أن الفتاة في الإسلام من حقها أن تبدي رأيها فيمن يتقدم إليها، وإذا ما تقدم إليها رجل فيه الكفاءة الشرعية والمواصفات النبوية، كما أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، فإنه من حقها أن تتمسك به، ومن حقها أن تُقنع أهلها بالزواج منه ما دام مستوفياً بالشروط التي حث عليها الإسلام، وتدخل الأهل حقيقة في مثل هذه الحالة ينبغي أن يكون لا لفرض رأيٍ أو لإثبات شيء معين، وإنما يكون للمساعدة في اتخاذ القرار المناسب، فقد تكون الأخت تنظر من زاوية معينة ولكن تغيب عنها بعض النقاط المهمة فتأتي وظيفة الأم ووظيفة الأب ووظيفة الأرحام ووظيفة الولي ليبصِّر الفتاة بالحقيقة كلها، وليبين لها الأمور التي توجد أو التي عليها هذا الشاب المتقدم حتى لا تنخدع بالكلام أو ببعض المظاهر الظاهرة التي حكمت من خلالها على هذا الشاب المتقدم.

إذن دور ولي الأمر ليس دوراً جوهرياً، بمعنى أنه ليس من حقه شرعاً أن يرفض من قدمه الله تبارك وتعالى بضوابطه الشرعية التي المستوفية للسنة ما دام الرجل فيه الكفاءة وفيه القدرة وفيه الصفات الشرعية، فلا يجوز أن يمنعه ولي الأمر لمجرد التعنت أو لمجرد أنه ليس من قبيلتنا أو ليس من جنسية بلدنا، ما دام كفؤاً لأمثالنا.

أما الملاحظ والمشاهد – مع الأسف الشديد – أن الأسرة تتدخل تدخلاً يترتب عليه إلغاء حق الفتاة أو الشاب كذلك، فقد تتدخل الأسرة في تحديد الأخت التي يريد أن يتزوجها وترفض عليه مثلاً فتاة معينة، وقد لا تكون موافقة للشرع ولكن لأنها قريبة أو من القبيلة أو من الجماعة، وهذا كله حقيقة مصادرة لحقٍ أعطاه الله تبارك وتعالى للشاب المسلم في اختيار شريكة حياته.

كذلك أيضاً قد تتدخل الأسرة نفس الشيء أيضاً في تقييد حرية الفتاة والسماح لها بالزواج بمن هو كفؤ لها وليس أقل منها منزلة، ولكن أيضاً بذريعة أنه ليس من قبيلتنا أو أنه ليس من جنسيتنا مثلاً إذا كان خليجياً فنقول إنه ليس بحرانياً – إلى غير ذلك – هذا أيضاً نوع من التحكم، لذلك أقول:

إن التدخل هنا بهذه الطريقة فيه نوع من الاعتداء على حق الأبناء والبنات، إلا أننا أمام قضية كبرى وهي قضية بر الوالدين، فالآن هذا الشاب المتقدم فيه كل المواصفات الطيبة وأنت ستشعرين بالسعادة معه أو أنك ستكونين في سعادة معه، وأنه سيكون عوناً لك على أمر دينك ودنياك، هذا كله باعتبار المستقبل، أما الآن فأنت أمام قضية كبرى وهي قضية عدم رضا الوالدة عن هذا الشاب المتقدم، إذن ما هو المطلوب الآن؟ المطلوب – بارك الله فيك – أن تجتهدي في حثها على الرضا وأن تستعيني بما يمكن الاستعانة به من الأقارب والأرحام والأهل والأصدقاء والجيران حتى يقنعونها بأن تقبل بهذا الشاب ما دام ليس فيه ما يشينه أو ينتقص من قدره في دينه أو دنياه، خاصة وأنه رجل صالح وملتزم وأنه قد أدى الحج عدة مرات وأنه رجل لديه القدرة على توفير الحياة الطيبة الكريمة، وقد لا يكون من نفس الدولة، ولكن قد يكون من دولة مجاورة خليجية، فأرى أن الأمر بسيط؛ لأن دول الخليج كلها عبارة عن كتلة واحدة ومنطقة واحدة وهم أهل موزعون في هذه المناطق.

إذن ليس أمامك بداية إلا الاجتهاد في كسب رضا أمك، وإذا لم تستطيعي ذلك بنفسك فمن الممكن أن تستعيني بخالٍ من أخوالك أو عم من أعمامك أو قريب من أقربائك أو جار من جيرانك أو وجيه من الموجودين في منطقتكم لإقناع الوالدة بقبول هذا الأخ.

وإذا لم تستطيعي بنفسك أو بغيرك فأرى أن تصرفي النظر عن هذا الشاب، وأن تكسبي رضا أمك حتى وإن كان في ذلك خلاف لرغبتك وهواك، وأنت بذلك وإن كنتِ خسرت أخاً فيه مواصفات ظاهرة رائعة إلا أنك قد كسبت أمك وكسبت فوق ذلك رضوان الله تعالى، وثقي وتأكدي من أن الله سيمنَّ عليك بمن هو أفضل منه، ما دمت قد قدمت حق أمك على حق نفسك ورضا أمك على رضا نفسك.

أنا معك بأن هذا التحكم ليس من حقها، ولكن حقها عظيم وهو وجوب طاعتها، حتى وإن كان ذلك في غير مصلحتك، حتى لا تفقدين ودها ولا تفقدين برها ولا تفقدين رضاها ولا تفقدين محبتها، فأتمنى أن تقدمي ذلك كله على تلك المحاسن الجيدة التي توجد في هذا الأخ إذا لم توافق أمك.

ولكن أتمنى أن تصلي ركعتين بنية قضاء حاجة وأن تتوجهي إلى الله بالدعاء أن يشرح صدر أمك لقبول هذا الشاب، فاستعيني بالدعوة والدعاء، واستعيني بكل الأقارب والأهل والأصدقاء، لعلها أن تنصاع أو لعلها أن تستجيب لرغباتك فيتم القبول بهذا الشاب وبالزواج - بإذن الله تعالى - .

ولكن إذا لم يحدث فأنا أنصح – بارك الله فيك – ألا تقاطعي أمك أو ألا تخسريها أو ألا تحرمي نفسك رضاها بجبرها على أن تتزوجي أنت بهذا الشاب؛ لأن الزواج بهذه الطريقة لن يترتب عليه خير كثير، وكفاك أنك فقدت أمك وفقدت رضاها.

أسأل الله تبارك وتعالى أن يشرح صدر أمك لقبول هذا الشاب إذا كان فيه خير لك في دينك ودنياك، وأن يجعله عوناً لك على طاعة الله وعوناً لك على تأسيس أسرة مسلمة صالحة تُسبح بحمد الله وتدافع عن دينه في أرضه، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أنا فتاة وابن خالتي خطبني للزواج وصرت محتارة 1266 الاثنين 17-08-2020 06:28 صـ
هل الارتياح بعد النظرة الشرعية بشارة خير؟ 2156 الأربعاء 12-08-2020 02:47 صـ
محتارة هل أقبل الخطبة من ابن خالتي أم لا؟ 1880 الأربعاء 29-07-2020 02:08 صـ
تقدم لي شاب أقصر مني وأنا مترددة.. هل أقبله؟ 1236 الثلاثاء 30-06-2020 02:05 صـ
رفضت الخاطب لأني لم أرض دينه، ولكني ندمت! 2228 الثلاثاء 09-06-2020 09:09 مـ