أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تلاشي الأفكار عند الحديث المتواصل

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أبلغ من العمر 28 سنة، لدي صعوبة في التركيز بالكلام، وأحياناً تتلاشى الأفكار عند الحديث المتواصل، وأجد صعوبة في الحفظ، وحتى المسائل الحسابية الصغيرة أجد صعوبة في حلها، علماً بأن وزني زائد، فهل له تأثير على التركيز والتفكير؟ وهل توجد أدوية أو أكلات تقوي الذاكرة؟!

وجزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك لا زلت في مرحلة الشباب، وأكبر سبب لضعف التركيز وعدم القدرة على التذكر وتطاير الأفكار في هذه الحلقة العمرية هو القلق النفسي، والقلق النفسي ربما يظهر في شكل أعراض واضحة كالشعور بالتوتر والعصبية والضيقة وعدم الارتياح، وربما تكون هناك أعراض جسدية كالرجفة والرعشة والتعرق وتسارع ضربات القلب وهكذا، وبعض الناس قد يشعر أنه حين يريد أن يركز على موضوع معين تتداخل لديه أفكار أخرى تشتت فكره وذهنه.

فهذا ناتج غالباً من القلق النفسي، وليس من الضروري أن تظهر أعراض القلق التي ذكرناها كاملة، فربما يكون هناك عرض أو عرضان، أو ربما تكون هذه السمات غير موجودة كاملاً، والعلة الرئيسية هي ضعف التركيز، وبالرغم من ذلك نرى أن القلق هو المسبب الرئيسي، وفي بعض الناس يكون الاكتئاب عاملاً أساسياً في ضعف التركيز، ولكن أعراض الاكتئاب تكون واضحة وتكون مصاحبة، ويستطيع المريض أن يتحدث عنها بكل وضوح.

وهناك حالات عضوية قد تسبب ضعف الذاكرة حتى في هذا العمر، ومنها ضعف إفراز الغدة الدرقية، ورغم أنه من الأسباب النادرة إلا أننا دائماً كنوع من التحوط نفضل أن نجري فحصاً لتحديد مستوى إفراز وهرمونات الغدة الدرقية؛ لأن ذلك يجعلنا مطمئنين أنه لا توجد علة في الغدة الدرقية، خاصة إذا كانت هناك مشكلة أو ضعف في إفراز الغدة، فأستحسن أن تقوم بإجراء هذا الفحص وهو بسيط جدّاً، ولا أعتقد أنك تعاني من هذه العلة ولكن حتى نطمئن جميعاً.

ويبقى بعد ذلك علاج صعوبة التركيز الناشئة من القلق بصورة عامة، أولاً: من الضروري أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة؛ لأن معظم الذين تكون لهم مثل هذه الصعوبات تجد أنهم لا يتناولون القسط المفروض من الراحة والنوم السليم، هذا أمر أساسي.

ثانياً: أرجو أن تمارس الرياضة – أي نوع من الرياضة – كرياضة المشي أو الجري ولعب كرة القدم، كلها رياضات جيدة، والرياضة تؤدي إلى إفراز مواد بيولوجية داخلية تؤدي إلى الاسترخاء، والاسترخاء يؤدي إلى تحسين التركيز، فأرجو أن تضع لنفسك برنامجا رياضيا يومياً وتنفذه بحاذفيره وبكل دقة.

وحاول أن تقرأ مواضع قصيرة بصوت عالٍ، وكرر الموضوع مرتين، ثم بعد ذلك حاول أن تستذكر هذا الموضوع، ويا حبذا لو قمت بطرح هذه المواضع التي تتعلمها وتتطلع عليها وتكتسبها، حاول أن تطرحها على الآخرين متى ما وجدت فرصة لذلك؛ لأن اكتساب الأفكار وطرحها يعزز من قوة الذاكرة.

وسيكون من الأشياء الطيبة والجميلة أنك حين تستقبل المعلومة – أياً كانت هذه المعلومة – من شخص أو من كتاب أو من أي مصدر آخر، حاول أن توجه كل مشاعرك وأحاسيسك نحو تلك المعلومة؛ لأن المعلومة التي تستقبل استقبالاً جيداً من طرفنا وبرغبة يتم حفظها وتسجيلها وتشفيرها في الدماغ بصورة قوية وثابتة، مما يتيح لنا فرصة أن نستفيد منها حين يكون هناك حاجة لاستعمال هذه المعلومة.

فإذا قابلك شخص على سبيل المثال وقال لك: (السلام عليكم) فأنت حين ترد عليه: (وعليكم السلام)؛ فهذه إجابة قاصرة وناقصة، ولكن حينما تقول: (وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته) وتتبسم في وجهه وتسلم عليه في يده، هنا تكون استعملت عدة حواس، وهذا يتيح لك فرصة أن تتذكر هذا الشخص إذا قابلك مرة أخرى حتى ولو بعد زمن.

إذن: تثبيت المعلومة هو وسيلة طيبة لاستذكارها، والتثبيت لا يأتي إلا بإبداء رغبتنا في المعلومة وأن نحصر أنفسنا في تفكير واحد، وأن نستقبل المعلومة بأكثر من وسيلة حسية، وقد وجد أن قراءة القرآن الكريم بتؤدة وبتمعن تقوي من الذاكرة، فاجعل لنفسك جعلاً ونصيباً في ذلك.

وأما بالنسبة للأدوية في مثل عمرك فلا أعتقد أن الأدوية المنشطة للذاكرة سوف تكون مفيدة، لأنك لا تعاني من الخرف أو من العته أو ما يعرف بعلة الزهايمر Alzheimer ولله الحمد، فأنت بعيد عن كل هذا، ولكن سيكون من الجيد أن نصف لك دواء مضاداً للقلق؛ لأنني لا زلت أؤمن بالنظرية التي تقول إن القلق هو أكبر سبب لضعف التركيز في هذه المرحلة العمرية حتى وإن لم تظهر عليك الأعراض الإكلينيكية أو السريرية الكاملة للقلق النفسي.

فهناك عقار جيد يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة (خمسين مليجرام) ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، وهذا إن شاء الله يساعدك في الاسترخاء، ويساعدك في زوال القلق، ويشرح صدرك ويجعل لك قابلية أكثر لتلقي المعلومات وتخزينها بصورة أقوى حتى تستفيد منها.

وأما بالنسبة لزيادة الوزن، فلا أستطيع أن أقول أن زيادة الوزن لها علاقة مباشرة في ضعف التركيز والتفكير، ولكن زيادة الوزن هي أمر غير صحي، وزيادة الوزن تجلب الكثير من المشاكل الصحية العضوية للإنسان، والسمنة الآن تعتبر مرضاً، فعليك السعي في أن تخفف من وزنك، وذلك بتطبيق التمارين الرياضية التي تكلمنا عنها سابقاً.

إذن: مارس الرياضة كوسيلة مهمة لتخفيف الوزن، ولابد أيضاً أن تتحكم في كمية ونوعية الطعام الذي تتناوله، وسوف يكون من الجيد أن تلم بحساب السعرات الحرارية التي تحتويها الأطعمة، وتحسب على ذلك كمية السعرات التي أنت بحاجة إليها.
أنصحك أيضاً أن تتجنب النوم بعد الأكل، وهذا إن شاء الله يساعدك أيضاً في تخفيف الوزن، ويمكنك الاستزادة بالاطلاع على علاج كثرة النسيان سلوكياً في الاستشارات التالية: (269001-269270)، وعلاج عدم التركيز سلوكياً : (226145-264551)، نسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
عمتي عمرها ٨٣ سنة تتخيل أشياء وتؤكد عليها بشكل غير طبيعي! 1394 الاثنين 17-08-2020 05:14 صـ
ما هو سبب الشرود الذهني والتقلبات المزاجية والقلق؟ 3466 الأحد 05-07-2020 05:32 صـ
هل لالتهاب الجيوب الأنفية علاقة بضعف التركيز؟ 2338 الثلاثاء 30-06-2020 03:15 مـ
أعاني من حالة تشوش ذهني وأفكار غير منطقية 1750 الأربعاء 01-07-2020 04:30 صـ
أريد علاجا لتنشيط الذهن وتقوية التفكير 2920 الاثنين 22-06-2020 05:15 صـ