أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : لن تجدي خاطباً بلا عيوب

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا فتاه عمري 24 عاماً، وقد مررت بمواقف صعبة تتعلق بالارتباط والزواج، وتقدم لي أناس كثيرون حتى أني لا أعلم عددهم، ولم يكن الرفض مني دائماً، وإنما كان في أحيان كثيرة من الأهل وعدم الاتفاق بين الطرفين، وأما من ناحيتي فكان رفضي بسبب واحد فقط وهو الالتزام، لأني منذ نهاية مرحلة دراستي في الجامعة تحولت كل أفكاري واهتماماتي في أني أرتبط بإنسان ملتزم، وكان مثلي الأعلى في ذلك شيوخنا الكرام، ولذلك كنت أجد صعوبة كبيرة في المقارنة بينهم وبين أي شخص آخر.

وصرت أتقدم في العمر وأهلي من حولي لا يقتنعون بوجهة نظري، ولا يقدرون مشاعري بأني مصممة على الارتباط بإنسان ملتزم، وكانوا يرون أن هناك بنات كثيرات يتمنين أن يتقدم لهن أي شخص ممن تقدم لي، وكانوا يوبخونني على موقفي، وفي النهاية استسلمت لهم ووافقت على وجهة نظرهم بأني ممكن أن أرتبط بإنسان قليل الالتزام وأصبر معه وآخذ بيده حتى يهدينا الله معاً.

وقد تقدم لي زميلي في العمل أكثر من مرة لأنه يحبني جداً ومتمسك بي، وكنت خائفة من الموافقة؛ لأنه ليس كما أريد من ناحية الالتزام، ولكني وافقت في آخر مرة ودعوت الله سبحانه وتعالى أن يوفقني لما فيه الخير، علماً بأنه إنسان طيب وأخلاقه طيبة، ولكني لم أكن أعرفه جيداً إلا بعد الخطوبة، حيث بدأ يظهر الاختلاف بيننا وبين أفكارنا وتصرفاتنا، والآن أشعر بالعذاب، وأشعر أن مصيري سيكون الفشل معه؛ لأن شخصيتي قوية وشخصيته ضعيفة، وهو متسرع ويتصرف غالباً دون تفكير جيد، وليس له رأي ثابت ودائماً يغير رأيه.

وما يجعلني في حيرة أنه طيب ومهذب ومحترم ويحبني كثيراً، ولديه استعداد أن يفعل أي شيء لكي يرضيني، ولكن كل هذا لا يغني عن توافق شخصياتنا واحترامنا لبعض واحترام الناس لنا، ونحن الآن في فترة الخطوبة وأستطيع أن أنصحه أو أوجهه أو ألومه أو أتشاجر معه، لكن بعد ذلك عندما نتزوج كيف يمكن أن أتعامل معه وأطيعه ويكون كلامه أمراً لي، فهل يمكن لحياتنا أن تستمر بهذا الشكل؟ وهل يمكن أن تكون حياتنا سعيدة وهادئة؟ وهل من الممكن أن يغير شخص تركيبته وحياته كلها وتفكيره وردود أفعاله؟!

وأشعر بأني متعبة جداً والدنيا سوداء أمامي ولا أستطيع التفكير، وليس حولي من يشعر بي لينصحني، وأخشى الفشل والانهيار والحرمان من الجنة لعدم طاعتي وإرضائي لزوجي، وهو أمر خارج عن إرادتي، فماذا أفعل؟ وهل أترك خطيبي أم لا؟!
وشكراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا لا نوافق على كثرة الرد للخطاب ولا نؤكد طلب عريس بمواصفات قلَّ أن توجد، وندعوك لأن تكوني واقعية وأن ترتضي بالشروط الأساسية من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من ترضون دينه وخلقه -أو دينه وأمانته-)، وقد أحسن الأهل عندما أوقفوا كثرة ردك للخطاب، وهم أحرص الناس على مصلحتك وأفضل من يتمنى لك الخير والصواب.
فتوكلي على العظيم الوهاب، واتركي كثرة التردد وانظري في إيجابيات خطيبك قبل النظر في السلبيات، وطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور الحسنات، ومن الذي ما ساء قط ومن الذي له الحسنى فقط، وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه.

واعلمي أنك لن تجدي رجلاً بلا عيوب، وأنت أيضاً لن تكوني خالية من النقائص، وكم تمنينا أن تعرفي أن بعض المواقف تستدعي نوعا معينا من التصرفات، وهل من العقل والكمال أن يرفع الإنسان صوته ويصرخ مع كل أحد؟ وهل رد السوء بمثله هو المطلوب أم أن المؤمن مأمور بأن يدفع بالتي هي أحسن؟

ولا شك أن المرأة عاطفية وسريعة الانفعال، فهل تريدين لزوجك في المستقبل أن يكون سريع الاشتعال والانفعال، حيث يظهر أنك سريعة الانفعال، فكيف سيكون الوضع إذا كنتم جميعاً من النوع الذي لا يملك نفسه عند الغضب؟! ولا يخفى عليك أن هذا هو الضعف بعينه.

وأرجو أن تدركي أننا لا نؤيد الضعف ولكننا أردنا أن نفتح لك نافذة جديدة لتنظري من خلالها بعينيك وليس بعينٍ واحدة قبل أن تقدمي على أي خطوة، ولا شك أن مثل هذه المشاعر طبيعية في حالة التزاوج بين زملاء العمل إن صحت هذه التسمية، وهي في الحقيقة من الإشكالات.

ونحن نتمنى أن لا تصبحي لساناً لخطيبك، تدافعين عنه وتخاصمي نيابة عنه؛ لأن ذلك ليس في مصلحة أحد منكما، وربما وجد من يشعل هذا الوضع ليزيد في توترك، ونحن في الحقيقة ندعوك لترك الانفعالات والنظر في حال الرجل من كافة الجوانب.

وأرجو أن تستفيدي من وجهة نظر محارمك من الرجال، ونحن في الحقيقة نقدر ما عندك من التحفظات، ولكن نتمنى أن تأخذ حجمها المناسب، وأن تتعاملي مع الوضع بمنتهى الحكمة والتعقل.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله الذي يلجأ إليه الناس، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يسهل أمرك وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
قررت عدم الزواج بعد استشهاد من أحببته 716 الأحد 19-04-2020 04:15 صـ
خطيبي إنسان جيد لكني لا أتقبل شكله، فماذا أفعل؟ 1642 الأحد 19-05-2019 08:33 صـ
تقدم لي خاطب متدين، لكني لست مرتاحة، فما الحل؟ 1778 الثلاثاء 12-03-2019 04:48 صـ
رفضت الشاب الخلوق الذي تقدم لي والآن أشعر بالذنب! 2477 الثلاثاء 19-02-2019 05:26 صـ
تغيرت مشاعري نحو خطيبي من حب إلى نفور، فما السبب؟ 2675 الخميس 03-01-2019 08:07 صـ