أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : الاكتئاب والانطواء.. الأسباب والأعراض والعلاج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أود أن أسأل عن مرض الاكتئاب النفسي والانطواء، علماً بأن أخي -وهو في مثل عمري تقريباً- تصيبه هذه الحالة مرة كل سنة، وأحياناً تكون بسبب وأحياناً بلا سبب.
ما هي أسباب هذا المرض؟ علماً بأنه يشتد معه لدرجة أننا نأخذه إلى الطبيب، ولكن الطبيب لم يوضح لنا ما هي أسباب هذا المرض، وقد أصيب به منذ حوالي 6 سنين نتيجة حادثة وفاة لبعض الأقرباء لنا، ومنذ ذلك الحين وهذه الحالة تأتيه باستمرار مرة أو مرتين كل سنة، وتستمر لمدة شهر وليس أياماً، وقد أعطاه الطبيب دواء ولكني أشعر بأن الدواء لا يفيد في الشفاء التام.
أريد أن أعرف ما أسبابه؟ ولماذا يتطور معه بهذا الشكل لدرجة أننا نضطر لأخذه إلى الطبيب كل مرة؟
وهو يعرض أثناء الإصابة به عن الطعام والتكلم مع الناس، وينطوي في غرفته، ويبقى في سريره.
هل هذا المرض أو الأمراض النفسية عموماً لا شفاء منها ؟
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وضاح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
أخي السائل! تتمثل أعراض الاكتئاب بالشعور بالحزن والضيق، ويسميه بعض الناس (كتمة) أو (ضيق في الصدر) ويصاحبه بكاء، وعدم شهية للطعام، وقلة الرغبة في فعل أي شيء، والمصاب بالاكتئاب تقل إنتاجيته، ويقل تركيزه، ويبدأ بالشعور بالنسيان، وقد يفكر في أن هذه الحياة لا تساوي شيئاً، وأنه هو نفسه حقير لا يساوي شيئاً، وأن هذه الدنيا لا تستحق أن يعيش فيها الإنسان، وقد يتمنى الموت ويفكر في الانتحار.
ويصحب ذلك اضطرابات في النوم، وانخفاض في الوزن، وقد يتوهم المريض بوجود أمراض معينة لديه.
أما عن أسباب هذا المرض هناك أسباب خارجية وداخلية .
الأسباب الداخلية:
وهي ما يتعلق بالوراثة أو التركيب الداخلي العضوي لخلايا الدماغ، أو الأمراض العضوية الداخلية في الجسم ومنها:
1- عوامل الوراثة: حيث أن بعض الناس لديهم استعدادا للإصابة بالاكتئاب، وبعض المرضى لديهم أقرباء مصابون بالاكتئاب.
2- الأمراض العضوية: مثل نقص هرمونات الغدة الدرقية، وكذلك نقص الفيتامينات كفيتامين ب 12.
3- أسباب غير معروفة: فقد يصاب الإنسان بالاكتئاب بدون سبب واضح.
وهناك أسباب خارجية :
1- الأسباب البيئية: وتتمثل في أحداث الدنيا، كفقد صديق عزيز، أو بعض المشاكل الأسرية.
2- تناول الأدوية: أثبتت بعض الدراسات أن بعض الأدوية تؤدي إلى تغيرات كميائية في الدماغ، فيؤدي إلى ظهور آثار جانبية مثل الاكتئاب.
3- المخدرات: مثل الخمر والحبوب المنبهة، وبعض المخدرات، فإنها تسبب الاكتئاب.
ومما سبق يتبين لنا بوضوح أن الاكتئاب ليس منحصراً في المصائب والأسباب الخارجية فحسب، بل له أسباب أخرى.
أما عن علاج الاكتئاب، هناك نوعين من العلاج، علاج طبي وعلاج ديني.
أما عن العلاج الطبي، فيتمثل في العلاج الجماعي، والعلاج الفكري المعروض في طريقة التفكير، وقد يفد العلاج بالأدوية.
ويستخدم أحياناً العلاج بالكهرباء، وهذا النوع فعال جداً، وخاصة في حالات الاكتئاب الشديد، وله مفعول أسرع من الأدوية.
أما العلاج الديني: فإن القرآن والسنة فيهما الوقاية والعلاج، وهذا من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده أن جعل القرآن شفاء ورحمة للمؤمنين، وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم رحمةٌ ونعمة، ليفوزوا بالسعادة والراحة في الدارين.
إن للعقيدة أثراً كبيراً في علاج الاكتئاب والوقاية منه، وتتمثل في:
1- الإيمان بالقضاء والقدر: فعقيدتنا نحن المسلمين تمنعنا الحزن والاكتئاب، وتوجب علينا الرضى بالقضاء والقدر، واعلم أن ما أخطأك لم يكن ليصيبك وما أصابك لم يكن ليخطأك.
2- الإيمان باليوم الآخر: إن الذي يؤمن بالآخرة يعلم أن هذه الدنيا لا تساوي شيئاً فهي قصيرة جداً، وإذا فقد شيئاً في هذه الدنيا فإنه لا يحزن الحزن الشديد عليه، ويتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لو كانت الدنيا تعدل عند الله جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء).
3- الإيمان بأسماء الله وصفاته: لهذه الأسماء والصفات مدلول وأثر في حياة المسلم، فهو الحكيم القادر مالك الملك، واعلم يا أخي أن الله تعالى عندما يبتلي عبده بالمصائب قد تكون هذه علامة على محبة الله للعبد، إن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، ونؤمن أيضاً بأنه بمجرد حصول المصيبة فإن العبد سيؤجر عليها، إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب.
4- تقوى الله تعالى والعمل الصالح هما وقاية وعلاج للإنسان من الاكتئاب والحزن والضيق، يقول الله تعالى: ((مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))[النحل:97].
5- كثرة الدعاء والتسبيح والصلاة، واللجوء إلى الله تعالى؛ ليكشف هذا الضر، وهناك دعاء مأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو دعاء علاجي: (اللهم إني عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك ............) إلخ.
واعلم يا أخي أن باب الأمل مفتوح، وهذا يبعد عنك الحزن والاكتئاب، وحاول أن تبتسم للدنيا ولا تحزن على ما فاتك، ولا تفرح بما آتاك، واعلم أن مع العسر يسراً ((إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا))[الشرح:6].
شفاك الله يا أخي وعافاك، وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
مرض الرهاب الاجتماعي هل يمكن أن ينتقل للأبناء بالوراثة؟ | 1367 | الأربعاء 22-07-2020 02:11 صـ |
أدمنت البنزوديازبينات وأعاني من آثاره فكيف أتخلص منها وأعود طبيعيا؟ | 1596 | الأحد 19-07-2020 03:02 صـ |
الاكتئاب والوسواس القهري وتبدد الشخصية، كل ذلك أعاني منه، أرجو المساعدة. | 5068 | الخميس 16-07-2020 05:51 صـ |
أعاني من الاكتئاب بعد أن فقدت وظيفتي وهاتفي ووفاة أخي! | 999 | الأحد 12-07-2020 03:15 صـ |
ضرب زوجي لي أمام أخته أحدث لي آثارًا سيئة، فكيف أتجاوز ذلك؟ | 2792 | السبت 11-07-2020 08:59 مـ |