أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيفية تعامل الفتاة مع أمها الكارهة وجودها في البيت!

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم.

أنا فتاة عمري (25) سنة، تخرجت في الجامعة ولم أجد عملاً، ومشكلتي تتلخص في أن أمي تفضل علي إخوتي وأخواتي البنات، ولم أشعر مرةً بحبها، لدرجة أنها تقول لي: إنها لا تريدني في البيت، وأنا أكثر شيء يعذبني أنني أصبحت لا أحبها ولا أشعر أبداً أنني من الممكن أن أقبلها، وأنا أعرف أن هذا حرام، لكن ماذا أفعل؟ حتى إنها تعيرني بأني لم أتزوج إلى الآن، وأنا أتمنى أن أتزوج وأقيم أسرة صالحة، ولكن ماذا أفعل؟ حتى إنني فكرت عدة مرات بالانتحار لكن خوفي من الله منعني، وخاصة أني قد أصبحت عانساً على أني أرى من هن في سني قد تزوجن وأنجبن وأيضاً من هن أصغر مني، وأنا الآن أعيش حالة من الفراغ القاتل، فماذا أفعل؟ جزاكم الله ألف خير؟ أشيروا علي، وأرجو أن تردوا علي بسرعة.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة / أم محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك بين إخوانك في الله في موقعك، وكم يسعدنا ويشرح صدورنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، خاصةً عندما تشعرين بالضيق أو التوتر من أي موقف، فاتصلي بنا ولا تترددي فنحن هنا جميعاً إخوتك وفي خدمتك، وهذا شرفٌ عظيم لنا بهذا الموقع، ونسأله جل وعلا بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يصلح ما بينك وبين والدتك، وأن يذهب عنكما هذا النفرة والكراهية، وأن يبدلكم بها محبة ومودة وعطفاً وحناناً، وأن يمن عليك بزوج صالح يعوضك عن تلك الأيام العصيبة، ويأخذ بيدك إلى رضوان الله والجنة، وأن تكون أم محمد حقاً على حقيقة إن شاء الله رب العالمين.

وبخصوص ما ورد بسؤالك: فأنا أتعجب من وصفك لنفسك بأنك عانس، من قال هذا؟ وفي أي كتاب أو عرف تكون ابنة الخامسة والعشرين عانساً؟ هذه معلومة خاطئة أود أولاً أن تسحبيها وتتخلصي منها ومن آثارها السلبية التي تؤثر عليك وعلى علاقتك بوالدتك والآخرين، أنت ما زلت في ريعان الشباب، فلا تستسلمي لهذه الهواجس الشريرة، وابتسمي للحياة، وأقبلي عليها بنفس راضية وعزيمة قوية، وتفائلي بالخير تجديه إن شاء الله، واعلمي أن هذه الروح الانهزامية تعجل بشيخوخة الإنسان فعلاً وتذهب بجماله وقوته وحيويته، فاتركي عنك هذه الأفكار الخاطئة حتى ولو رددها أهل الأرض جميعاً، فأنت فتاةٌ مسلمة تعلم أنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وأنه سبحانه يفعل ما يشاء ويحكم بما يريد، وليس أمامنا إلا الرضا والتسليم، وأنه الواجب علينا فقط أن نأخذ بالأسباب وندع النتائج له وحده سبحانه، وهو جل جلاله لا يظلم أحداً، وقد يتمنى الإنسان شيئاً ويحرص عليه ويكون فيه هلاكه ودماره وهو لا يدري، ولذلك قال الحق جل وعلا: (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا)[النساء:19].

فلا بد لنا من الرضا والتسليم لأقدار الله؛ لأن قضية الزواج خاصةً لا يمكن لأي أحد أن يتدخل فيها من البشر، وأذكرك بقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً)، فاصبري وسيريك الله عجباً، ويمن عليك بعطية منه سبحانه يتعجب منها الخلائق.

وأكثري من الدعاء والإلحاح على الله أن يمن عليك بالزوج الصالح، وعليك كذلك بكثرة الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وستجدين العروس طرق بابك قريباً بإذن الله.

وأما بخصوص والدتك: فإن أمرها محير فعلاً، وتصرفها غير متصور حتى ولو لم تكونِي ابنتها، فإن حسن العشرة مطلوب، والعدل والإنصاف محمود، وأنا حقيقةً لا أعرف سبباً لتصرفها هذا، وأخاف أن تكوني أنت مبالغة بعض الشيء أو تكوني أنت السبب في تصرفاتها تلك، وكم أتمنى أن تتسلحي بالشجاعة وتسأليها عن سبب ذلك؛ لأنه إذا عرف السبب بطل العجب، ويصعب على أي إنسان أن يتصور وقوع تصرف بغير سبب مهما كان، فحاولي التعرف على السبب لكي تستريحي أو تتخلصي منه.

ورغم ما ذكرته عن والدتك إلا أنني أحب أن أقول لك: إن النار لا تطفئ النار، والسيئة لا تذهب السيئة، والكراهية لا تولد إلا مثلها، فأنصحك أن تجتهدي في الإحسان إليها ومعاملتها المعاملة الإسلامية، وأن تكثري من الدعاء لها أن يصلحها الله وأن يحنن قلبها عليك، وأن تجتهدي في إكرامها والصبر عليها إلى أبعد حد؛ لأنك تعرفين منزلة الأم في الإسلام وأنت غداً ستصبحين أماً إن شاء الله، وتتمنين من أولادك أن يعاملوك بالمعروف والحسنى، فاصبري عليها، وأحسني إليها، وأكثري من الدعاء، واسألي الله أن يذهب كراهيتها من قلبك، وأن يزرع المحبة والمودة والوئام في قلبيكما، ولا تستسلمي لهذا الفراغ، واشغلي نفسك ببرنامج حفظ قرآن ولو آية أو أكثر يومياً، وحددي لنفسك برنامج قراءة هادف، واجتهدي في حضور مجالس العلم والتعرف على الأخوات الصالحات، ولن يكون عندك فراغ بعد هذا البرنامج إن شاء الله.

وبالله والتوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
هل الدعوات تستجاب في حينها، أم يدخرها الله تعالى لوقت آخر؟ 1172 الخميس 02-07-2020 09:31 صـ
كيف أبر أمي وأقوم بحقوقها؟ 1086 الاثنين 22-06-2020 03:10 صـ
لا أجد حباً لي من أمي، كيف أتعامل مع جفائها لي؟ 1392 الأحد 10-05-2020 03:29 صـ
كيف أنسى إساءة الوالدين لي وأتعايش معهم من جديد؟ 2148 الأحد 26-04-2020 03:56 صـ
أشعر بتشتت وعدم اتزان، وأخشى الانتكاس. 1952 الاثنين 20-04-2020 01:49 صـ