أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الإحباط وفقدان الثقة بسبب انعدام الأعمال

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم.

أنا فتاة أبلغ من العمر 23 سنة، أنهيت دراستي الجامعية ولله الحمد، لكني لم أوفق في إيجاد عمل، حيث أحس بالإحباط الشديد، وأصبحت أنظر لنفسي على أني فاشلة ولم تعد لي ثقة بنفسي.

وكلما تقدم لي خطيب أرفضه لعدم ثقتي بنفسي؛ حيث أحس بأني لست جميلة، ولست اجتماعية بطبعي، وهذا الإنسان سيعيش معي تعيساً إن وافقت عليه، فساعدوني وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شمس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هناك صعوبات في سوق العمل، وربما تكون فرص العمل ليست متيسرة وليست متوفرة، وذلك نسبة لكثرة أعداد الخريجين، كما أن هناك تخصصات جاذبة لسوق العمل وأخرى غير جاذبة.

إذن: هناك أسباب واضحة ومعروفة قد تقلل من فرص الإنسان في إيجاد العمل المناسب، ولكن هذا يجب أن لا يكون شيئاً محبطاً لك، فأنت تعرفين أن لكل أجل كتاب، وإن شاء الله سوف تأتيك الفرصة، فعليك بالبحث والتقدم لمرافق العمل المختلفة، ويجب أن تتذكري أنك قد انتهيت من الدراسة الجامعية، وحصولك على الشهادة الجامعية في حد ذاته هو عمل جيد ومفيد، وهذا الإنجاز يجب أن يكون حافزاً لك ويقلل من هذا الإحباط.

ونصيحتي لك هي إذا كانت هنالك فرص للتدريب حتى إن كان ذلك بدون أي مقابل فهذا أيضاً قد يكون فيه نوع من التأهيل بالنسبة لك، والتفكير أيضاً في الدراسات فوق الجامعية ربما يكون أيضاً حلاً جيداً، والانضمام إلى الأعمال الخيرية والجمعيات التطوعية والجمعيات الشبابية المنضبطة، هذا كله إن شاء الله يساعدك كثيراً في أن تحسي بنوع من التواصل المفيد، وهذا يقلل الإحباط.

والإنسان يجب أن لا يستسلم، ومثل وجود هذه العثرات – أي عدم وجود العمل – تحدث للإنسان في حياته، ولا أعتقد أنه مطلقاً يجب أن نجعلها مقاسا للفشل والنجاح، فكثير من المتميزين لم يجدوا عملاً، وكثير من غير المؤهلين والمتميزين قد وجدوا عملاً، فلكل إنسان نصيبه، فعليك أن تتحلي بالصبر وأن تبحثي عن عمل، ونسأل الله تعالى أن يقيض لك وأن يسهل لك أمر الحصول على عمل يناسبك، وعليك بالدعاء.

وأرجو ألا تتهمي نفسك بالفشل، فأنت ناجحة جدّاً، والدليل على ذلك أنك أنهيت دراستك الجامعية، والثقة لا تُقاس بالمشاعر، إنما تقاس بالواقع العملي، ومن الناحية العملية أنت مؤهلة، فلا تقيمي نفسك هذا التقييم السلبي، لا تحقري من مقدراتك.

بالنسبة للمشكلة الأخرى وهي أنك ترفضي الخطاب وذلك لعدم ثقتك في نفسك والإحساس بأنك لست جميلة، أعتقد أن هذا مجرد شيء من اهتزاز الثقة بالذات، ولا يخلو أيضاً من الطابع الوسواسي، فما دام الخطاب يتقدمون لك بفضل الله فهذا دليل عملي وكاف وقاطع على أنك جميلة ومقبولة الشكل وأنك اجتماعية، وأن الخطيب غالباً يبحث عن مثل هذه المميزات، فلا تظلمي نفسك ولا تقسي على نفسك في أحكامك، وسلي الله أن يسهل لك أمر الزواج وأن تسعدي مع زوجك إن شاء الله.

وأعتقد أن الشعور العام بالإحباط أدى إلى نوع من الكدر، وهذا أيضاً يمكن أن نساعدك بإذن الله من خلال أن نصف لك دواء بسيطا، ولا أعتقد أنك تعانين من اكتئاب نفسي بيولوجي حقيقي، ولكن حقيقة مشاعر الكدر الظرفية أيضاً قد ترقى في بعض الأحيان إلى درجة من الاكتئاب الخفيف أو المتوسط، وهنا أيضاً استعمال الدواء قد يكون مفيداً.

هناك دواء يعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil)، ويسمى في المغرب باسم (ديروكسات Deroxat)، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة عشرة مليجرام (نصف حبة) ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة – أي عشرين مليجراماً – واستمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفّضي الجرعة إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله.

نصيحتي الأخيرة لك هي أن تديري وقتك أيضاً بصورة جيدة، مارسي شيئاً من الرياضة، اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، احضري المحاضرات، شاركي في أعمال تطوعية، هنالك الكثير جدّاً الذي يمكن أن يقوم به الإنسان.

ولعلاج الإحباط سلوكياً يرجى الاطلاع على هذه الاستشارات (1131-234086-259784-264411-267822)، والعلاج السلوكي لقلة الثقة بالنفس: (265851-259418-269678-254892)، نسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ضيق اليد والحال جعلا أسرتي تعيسة، أرشدوني. 1045 الأحد 07-06-2020 03:59 صـ
كل أبواب العمل مغلقة.. ماذا أفعل؟ 1321 الأربعاء 22-04-2020 03:16 صـ
حائر في مستقبلي بين الوطن والغربة 1081 الخميس 16-04-2020 02:49 صـ
ما هي الأمور التي تعين على الثبات على الدين؟ 1163 الثلاثاء 08-10-2019 05:47 صـ
أصبت بالاكتئاب والحزن لأني لم أجد وظيفة، فما العمل؟ 2356 الخميس 03-10-2019 04:31 صـ