أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن هذا الشعور الذي يأتيك بأنك تفتقد الكفاءة لمخاطبة ومواجهة الآخرين، وكذلك الشعور بالإحباط واللجوء إلى النوم، وأنك لا تجد أي رغبة في عمل أي شيء، وكذلك تراكم الهموم والأفكار غير المُجدية، والتي تتسارع في عقلك، هذا دليل قاطع على وجود قلق نفسي، وربما يكون هذا القلق قد أخذ أيضاً صورة مما نسميه بالخوف أو الرهاب الاجتماعي، لكنه نوع من الدرجة البسيطة بإذن الله تعالى.

لا شك أن الشعور بخواء العقل والنفس والذهن تعطي صاحبها شعوراً مأساوياً جدّاً، وتهز ثقته بنفسه، وكما ذكرت لك بأن القلق قد يسبب ذلك ولكن بكل أسف أيضاً الحشيش يُعرف عنه تماماً أنه يؤدي إلى فقدان الطموح وإلى إضعاف (ضعف) التركيز.

الحمد لله تعالى أنت قد أقلعت عن تناول الحشيش وهذا هو الحل الرئيسي والأساسي لمشكلتك، وأعتقد أن التغيرات الكيميائية والبيولوجية التي أصابت الدماغ سوف ترجع إن شاء الله تعالى لمساراتها الطبيعية بالتدريج، وهذا سوف ينتهي بك إلى أن تستعيد صحتك النفسية والجسدية إن شاء الله تعالى، وحتى نعجل إن شاء الله بالتحسن سوف أصف لك أدوية ممتازة وجيدة وسليمة جدّاً.

الدواء الأول الذي أريدك أن تتناوله يعرف تجارياً في مصر باسم (مودابكس Moodapex)، وله مسميات أخرى تجارية باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة (خمسين مليجراماً) تناوله ليلاً بعد تناول الأكل، ويجب أن تستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى حبة يوماً بعد يوم، أي حبة واحدة كل يومين لمدة ستة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناول الدواء.

بجانب المودابكس أرجو أن تتناول دواء آخر يعرف تجارياً باسم (رزبريدال Risporidal) أو ما يسمى علمياً باسم (رزبريادون Risperidone)، أرجو أن تتناول هذا الدواء بجرعة واحد مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر.

إن شاء الله هذه الأدوية سوف تساعدك كثيراً في زوال هذا القلق وهذا التوتر، والافتقار والافتقاد إلى الطموح وضعف الكفاءة النفسية التي أعتقد أنها قد لازمتك لفترة وأن الحشيش قد لعب دوراً كبيراً في ذلك.

هنالك آليات ومؤشرات علاجية أخرى سوف تكون مفيدة في حالتك، وهي ضرورة أن تمارس الرياضة، أي نوع من الرياضة سوف يفيدك كثيراً.

الأمر الآخر هو: لابد أن تضع برامج يومية لنفسك، أمسك ورقة وقلماً، وضع خطوطاً عريضة لما تود أن تنجزه في أثناء اليوم، ويجب أن تحدد زمناً معيناً لكل نشاط، ويجب أن تشمل النشاطات على العمل، على التواصل الاجتماعي، أن تكون الصلاة في وقتها، الرياضة، وهكذا.. هذه الطريقة أخي الكريم مفيدة وجيدة جدّاً.

أرجو أيضاً أن تستشعر قيمة نفسك، ولا تنظر لنفسك بصورة سلبية، فلا شك أنه لديك إيجابيات كبيرة في حياتك، وبما أنك قد أقلعت عن تعاطي الحشيش هذا في حد ذاته إنجاز عظيم لا يمكننا أن نتجاهله أو نقلل من قيمته، فهذا أمر نهنئك عليه، ونسأل الله تعالى أن يثبتك على توبتك وعلى إقلاعك عن هذه الأمور، وعليك بانطلاقة جديدة في الحياة، فالحياة طيبة والإنسان يجب أن يعيشها بقوة والمستقبل إن شاء الله لك، ويجب أن تكون متفائلاً حياله.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأود أيضاً أن أضيف أنه من الضروري جدّاً أن تكون لك رفقة طيبة ورفقة حسنة، فالإنسان حين يخالل الأتقياء والصالحين وأصحاب الشخصيات الفاعلة وأصحاب الهمة العالية وأصحاب المسجد، لا شك أن ذلك يُعتبر سنداً علاجياً رئيسياً.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.