أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الاكتئاب عند كبار السن واضطراب النوم

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أمي تعاني من اكتئاب منذ عشر سنوات، وازداد أكثر في الخمس السنوات الأخيرة، كانت الأعراض تظهر عليها متمثلة في أشياء كثيرة على سبيل المثال، هي في قلق مستمر ولا تأخذ راحتها في النوم أبداً، وأعتقد أنها ما نامت أربع ساعات متصلة، كانت تنهض من السرير حتى تتبادل النوم على الخمس أسرة ولكنها مواظبة على الصلاة في أوقاتها ولم تترك فرضا منذ صغرها ولله الحمد.
وكانت تنهض لتحضير الفطور ثم تأكل وتنام مرة أخرى، وتعاني من زيادة في الوزن، واستمرت على هذا الحال لفترات طويلة، وكانت أختي الكبيرة هي التي تقوم بالأعمال المنزلية وعندما تزوجت أختي لم تشعر أمي بأي فرحة بالرغم من أنها أول فرحة لها وإحساسها كثير بالزهق وتريد البكاء كثيراً، حتى عندما تلقي بجسدها على السرير تشعر بغليان في رأسها وزيادة في ضربات قلبها وإحساسها بتحرك السرير مثل ذبذبات القطار مع تنميل في أصابعها وثقل يدها وصدى صوت في أذنيها وهذا يحدث عند النوم وتشعر بالخمول تجاه عمل أي شيء في المنزل وإهمال كل شيء بالمنزل حتى إخوتي الصغار.
هذا كله من أهلها لأنهم ظلموها كثيراً، فهي التي كانت تؤدي متطلبات المنزل يومياً من صغرها بالرغم من وجود إخوتها الشباب حتى بعد الزواج تريد جدتي منها بعض المتطلبات بالرغم من ابنها الذي بلغ من العمر 29 سنة فلم تعوده على شراء أي شيء، حتى في زواجها لم تتزوج بجهاز جيد مثل باقي البنات بالرغم من أنها الوحيدة وحالتهم المادية جيدة.

لا تحب زيارة أهلها ولكن تطمئن عليهم بالهاتف ولا تحب النزول، حتى أخوالي يسافرون للخارج ويرجعون في الإجازة تتمنى أنهم لا ينزلون حتى لا تخرج لزيارتهم، حتى لم تذهب إلى أي طبيب نفسي لعدم وجود طبيب على قدر من الكفاءة وعدم رغبتها في النزول، فلجأت إليكم بعد لجوئها إلى الله، وأدعو الله أن يجعلكم سبباً في شفائها، وأن يجعل هذا في ميزان حسناتكم.
وجزاكم الله عنا كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الوصف الذي ورد في رسالتك واضح وهو يدل أن هذه الأخت – حفظها الله – تعاني كما ذكرت من اكتئاب نفسي، كل الأعراض التي وردت في الرسالة هي مؤشر على وجود هذا الاكتئاب النفسي، ومما يؤسف له أنه لم تتح لها فرصة العلاج خاصة العلاج الدوائي؛ لأن هذه الحالات تتطلب العلاج الدوائي، وبفضل الله تعالى تكون الاستجابات جيدة وممتازة جدّاً.

الأعراض الجسدية التي تحسها حين الذهاب إلى النوم من غليان في رأسها وزيادة في ضربات القلب وشعور بتحرك السرير، هذا دليل على وجود القلق النفسي، والبعض أيضاً قد يحس بنوع من الهلاوس السمعية أو البصرية أو الإحساسية، وهذه قد تكون مزعجاً جدّاً للإنسان، ولكن هذه الحالات كما ذكرت تستجيب بفضل الله تعالى إلى العلاج الدوائي بصورة جيدة.

الوالدة محتاجة إلى المساندة، محتاجة أن نشعرها بمكانتها وأهميتها في الأسرة، وأن مساهمتها في التربية مقدرة جدّاً.

فيما مضى ذكرت أنها في فترات معينة في حياتها لم تعامل معاملة طيبة وأنها قد عانت الكثير. أيتها الفاضلة الكريمة: نحن دائماً نقول إن الماضي يجب أن يؤخذ كعبرة وتجارب يستفاد منها.
أعرف أن الناس دائماً تحاول الربط بين الحالات النفسية وظروف التنشئة والأحداث الحياتية خاصة في سنين العمر الأولى، نحن لا نهمل حقيقة كل ما يتعلق بالتنشئة، ولكن التركيز على هذا الأمر ليس مفيداً، المفيد هو أن نعرف أنها الحمد لله قد كونت أسرة وبالرغم من معاناتها أنها قد أنجزت الكثير، ولابد أن نذكرها بهذه الجوانب الإيجابية في حياتها، وهذا أساس ضروري من أسس المساندة.
عدم زيارتها للأهل وأنه ليس لديها رغبة في ذلك، هذا في رأيي أيضاً دليل على وجود الاكتئاب النفسي وليس كراهية في أحد.

سيكون من المستحسن أن يتم الذهاب بها إلى الطبيب النفسي، وبفضل الله تعالى مصر مليئة بالأطباء النفسيين المقتدرين، ولكن إذا صعب هذا فأقول لك بجانب ما ذكرته من إرشادات سابقة:

أرجو أن تحضروا لها دواء يعرف علمياً باسم (ترازدون Trazodone) أو ما يسمى تجارياً باسم (مولباكسين Molipaxin)، وهو موجود في مصر، تبدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم ترفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً، وهذه تستمر عليها لمدة عام، وبعد ستة أشهر من بداية تناول الدواء إذا لم يكن هنالك تحسن حقيقي يفضل أن ترفع الجرعة إلى مائة وخمسين مليجرام في اليوم، أي خمسين مليجرام في الصباح ومائة مليجرام ليلاً، وتستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك تبدأ في تخفيض الجرعة بمعدل خمسين مليجرام كل ستة أشهر، حتى تتوقف عن الدواء.
أما إذا تحسنت حالتها على مائة مليجرام يومياً كما ذكرت لك، فإن مدة هذه الجرعة لهذا الدواء هي عام، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى خمسين مليجراماً وتستمر عليها لمدة عام آخر.

هذا من الأدوية الجيدة والنافعة والمفيدة جدّاً، ربما يؤدي إلى زيادة بسيطة في نومها، ولكنها في حاجة لهذا، والدواء غير إدماني وغير تعودي.

الوالدة من المفترض أن تقوم بإجراء بعض الفحوصات الدورية، خاصة فحص وظائف الغدة الدرقية؛ لأن عجز الغدة الدرقية علة نشاهدها لدى بعض النساء خاصة إذا كانت هناك أعراض اكتئابية، وإجراء الفحص العام أمر مرغوب للتأكد من الكلسترول ووظائف الكبد ووظائف الكلى، هذه إن شاء الله كلها تكون مطمئنة لكم ولها ولنا، نسأل الله لها الشفاء والعافية، ونشكرك كثيراً على اهتمامك بأمرها.
ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول منهج السنة النبوية في علاج الأمراض النفسية: (272641-265121-267206-265003).
وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أعود للحياة الطبيعية وأستمتع بها؟ 1166 الأحد 16-08-2020 05:54 صـ
لم أعد أشعر بطعم الحياة بعد أن فقدت صديقي في حادث سير! 722 الأحد 16-08-2020 01:41 صـ
أعاني من اكتئاب وعوارض مصاحبة له، فما الحل؟ 1032 الأربعاء 12-08-2020 04:53 صـ
الاكتئاب والإحباط دمر حياتي.. فأرجوكم أرشدوني! 807 الأحد 09-08-2020 05:09 صـ
مرض الرهاب الاجتماعي هل يمكن أن ينتقل للأبناء بالوراثة؟ 1332 الأربعاء 22-07-2020 02:11 صـ