أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : حقيقة الغيبة والنميمة وعظيم خطرهما

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

ما الفرق بين النميمة والغيبة وما كفارتهما؟ فأنا أحاول أن ألتزم بديني من أداء للصلاة والتصدق بالمال والكلمة، إلا أنني ما زلت أجاهد نفسي بالنسبة للغيبة والنميمة، أنجدوني يا أهل العلم. والله يحفظكم.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بلقيس علي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن النميمة هي نقل كلام الناس على وجه الإفساد، وهي من كبائر الذنوب، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم النمام حتى قال: ( لا يدخل الجنة نمام )، وفي رواية: (لا يدخل الجنة قتات)، والقتات هو النمام، ولكن قالوا: القتات نمام يزيد في الكلام ويكذب عندما ينقل الكلام، وهي من الذنوب التي يكون صاحبها في قبح ونكر في كل الأحوال حتى لو صدق في الكلام الذي نقله ليفسد به بين الناس، ولذلك لما نقل الرجل النميمة لعمر بن عبد العزيز قال له: يا هذا! إن شئت نظرنا في قولك، فإن كنت صادقاً فأنت من أهل قوله تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ ... ))[الحجرات:6] فأنت فاسق، وإن كنت كاذباً فأنت من أهل قوله تعالى: (( هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ ))[القلم:11]، وإن شئت عفونا عنك، فقال الرجل: العفو يا أمير المؤمنين، والله لا أعود إلى مثلها أبداً.

وكان السلف يسمون النمام بريد الشيطان، وكانوا يقولون: يفسد النمام في ساعة ما لا يستطيعه الساحر في سنة، والأصل في المؤمن أنه إذا سمع حسنة نشرها وإذا وجدت سيئة سترها ونصح قائلها وفاعلها سراً.

أما بالنسبة للغيبة فهي ذكرك أخاك بما يكره وهو غائب، كأن تقول: أعور أعرج بخيل، أو تشير بلفظ يشعر بالاحتقار، وقد قال الرجل للنبي صلى الله عليه وسلم بعد أن سمع تعريف الغيبة: (يا رسول الله! أرأيت إن كان في أخي ما يقول؟ فقال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته)، وقد حذر الإسلام من الغيبة وقبح الله صورة المغتاب فقال: (( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ))[الحجرات:12].
وهذه الذنوب تجعل صاحبها مفلساً يوم القيامة، وهي من الذنوب المركبة التي فيها حق للعباد وحق لرب العباد.

والعاقل يبتعد عن الغيبة والنميمة والكذب والبهتان، وكل ما يغضب خالق الأكوان.

ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك، ونحن في الحقيقة سعداء بهذا الإحساس ونحس بأنها الخطوة الأولى، ونسأل الله أن يلهمك الرشاد والسداد.

وبالله التوفيق والسداد.


أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف نفرق بين الأغاني المباحة والممنوعة؟ 1291 الثلاثاء 28-04-2020 05:08 صـ
ما علاج كثرة الفزع والخوف عند دخول أي أحد علي؟ 1592 الاثنين 20-04-2020 04:41 صـ
بفضل الله ثم بفضلكم عدت لحياتي، فشكراً لكم إسلام ويب 2759 الأحد 19-04-2020 03:56 صـ
كيف أنشغل بعيوبي وأسعى لإصلاحها؟ 1014 الأربعاء 08-04-2020 04:04 صـ
كيف أصل لحب النبي صلى الله عليه وسلم؟ 920 الأربعاء 15-04-2020 02:28 صـ