أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : تشتت الذهن والسرحان...وعلاج ذلك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كل عام وأنتم بخير، وجزاكم الله خير الجزاء عن الإسلام والمسلمين.
أسأل الله العظيم أن يطيل أعماركم خدمة للإسلام، وأن يسكنكم الفردوس الأعلى بجوار المصطفى عليه أشرف الصلاة والتسليم.
والله أخي الدكتور محمد عبد العليم أحبكم حباً صادقاً في الله، زادكم الله نورا على نور يا مجاهدين في سبيل الله.
أخي الدكتور أنا شاب عمري 28 سنة، ملتزم -ولله الحمد والمنة- أصلي الجماعة مع المسلمين في المسجد، أقرأ القرآن يومياً وأواظب على أذكار الصباح والمساء.
أنا من أسرة ملتزمة، ميسورة بفضل الله، مستقر مادياً، راض برزقي، وقد خطبت فتاة أحبها وتحبني إن شاء الله، وسنتزوج الصيف المقبل بحول الله وقوته، والحمد لله دائماً.
مشكلتي يا دكتور أني أعاني من تشتت الذهن، والسرحان، وقلة التركيز، وخمول، وتعب خلال النهار، وبالخصوص الفترة الصباحية، علماً بأني لا أعاني من أي مشكلة، حيث يسبب لي هذا القلق فقدان الشهية؛ وبالتالي نحافة، حيث أصبحت مجرد هيكل عظمي، عظامي ظاهرة، ونقصان الوزن، والحمد لله على كل حال.
حفظكم الله -يا دكتور- أريد أن أعرف سبب هذا القلق، وهذه الأعراض، كما أرجوكم أن تصفوا لي أفضل دواء يزيل هذا القلق، ويفتح من شهيتي بإذن الله، وكيفية استعمال الدواء، وهل من نصائح أخرى من فضلكم؟
إن شاء الله سألتزم بما ستقدمونه لي من دواء ونصائح، لأني أثق فيكم وفي موقعكم ككل.
جزاكم الله عنا خير الجزاء.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مسلم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فنشكرك على هذه الكلمات الطيبة، فجزاك الله خيراً، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنك وأن ينفع بنا جميعاً، وكلماتك المشجعة هذه تُعتبر زاداً لنا إن شاء الله تعالى، ونحن من جانبنا ندعو الله لك بسعادة الدنيا والآخرة، وأن تكون – ونحن معك - في أعلى الفردوس بجوار المصطفى صلى الله عليه وسلم ،ونسأل الله تعالى أن يتم لك الزواج، وأن يكون مودة وسكينة ورحمة، وأن يرزقكما الذرية الصالحة.
ما وصفته من تشتت الذهن والسرحان وقلة التركيز والخمول وفقدان الوزن وفقدان الشهية للطعام، إذا وضعناه للمقاييس النفسية الإكلينيكية فهذا مؤشر على وجود نوع من القلق الاكتئابي، وأنا لا أريدك أن تحس بالذنب أبداً، فهذه الحالات تأتي للبر والفاجر وللغني والفقير.
وأنت ربما تكون حساساً بعض الشيء في شخصيتك، وحقيقة هذا دليل قاطع أن بعض الحالات النفسية لا تُوجد لها أسباب، ولا توجد لها عوامل مهيأة، إنما السبب الوحيد في رأينا هو نوع الابتلاء البسيط، زد على ذلك أن الإنسان قد يكون لديه في الأصل الاستعداد التكويني لأن يعاني مثل هذه الأعراض.
وبالنسبة للقلق النفسي، فالقلق لديه قطب إيجابي ولديه قطب سلبي، وأنت القطب الإيجابي تمثل لديك بفضل الله تعالى في هذه الحياة الطيبة الكريمة من التزام وصلاة مع الجماعة، وهمّة عالية وقراءة القرآن والمواظبة على الأذكار، والتزامك، هذا حقيقة في رأيي أن القطب القلقي الإيجابي هو الذي أعطاك كل هذا التحفز وكل هذه الدافعية، ولا شك أن الأمر أولاً وأخيراً هو من توفيق الله تعالى.
أما القطب السلبي فهو الذي أدى إلى تشتت الذهن والسرحان، وكما ذكرت لك هذه الجوانب موجودة لدى كل إنسان، بالطبع هنالك تفاوت والأمر نسبي.
أنا أريدك أن تكون إيجابي التفكير، لأنك حقّاً وحقيقة لديك إيجابيات عظيمة في حياتك، أسأل الله تعالى أن يديم عليك هذه النعم وأن يزيدك من فضله وأسأله لك الحسنى وزيادة، فعليك أن تفكر إيجابياً، هذا ضروري، لا تكن متشائماً أبداً، فليس هنالك ما يدعوك لتشتت الذهن، وأنا أقول لك: ((وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ))[الكهف:24]، فحين تحس بهذا أكثر من الذكر وأكثر من الاستغفار.
ومن ناحية أخرى فإن إدارة وقتك أيضاً أمر ضروري جدّاً؛ لأن إدارة الوقت حقيقة من أسباب النجاح، وتؤدي إلى تحسين التركيز، كما أن ممارسة الرياضة فيها إن شاء الله تعالى خير كثير، فاحرص على ذلك.
وبالنسبة للعلاج الدوائي، فأقول لك: أبشر هنالك أدوية كثيرة، أدوية فعالة، أدوية ممتازة، غير تعودية وغير إدمانية، وحقيقة أنت تستحق كل خير، فلذا إن شاء الله تعالى نصف لك ما نراه مناسباً لك من دواء، ونسأل الله تعالى أن ينفعك به.
الدواء المناسب في حالتك هو العقار الذي يعرف باسم (ديروكسات Deroxat)، هكذا يسمى تجارياً في المغرب، واسمه العلمي هو (باروكستين Paroxetine).
أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة - أي عشرة مليجرام ليلاً – يفضل تناولها بعد الأكل، وبعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى حبة كاملة – أي عشرين مليجراماً – يومياً، وفي رأيي هذه الجرعة كافية جدّاً بالنسبة لك، علماً بأن هذا الدواء يمكن تناوله حتى أربع حبات في اليوم. استمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم إلى نصف حبة يوم بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن الدواء.
قسمنا لك الجرعة إلى جرعة البداية، وجرعة العلاج، وجرعة الوقاية والتوقف التدريجي.
الديروكسات من الأدوية السليمة كما ذكرت لك، لديه آثار جانبية بسيطة جدّاً: بعض الرجال يلاحظون أن هنالك تأخراً بسيطاً في القذف المنوي، ولكنه قطعاً لا يؤثر على الإنجاب أو على خصوبة الرجل، بل على العكس الذين يعانون من القلق دائماً لديهم سرعة في القذف، وهنا يكون الديروكسات ذو فائدة عظيمة جدّاً لهم.
الدواء الآخر الذي أريدك أن تستعمله – وهو ليس الدواء الأساسي ولكنه المساعد والمدعم للديروكسات – يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol)، ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، أرجو أن تتناوله بجرعة نصف مليجرام (حبة واحدة) في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.
إن شاء الله تعالى سوف تجد أن هذا التشتت وفقدان التركيز قد انتهى، وكذلك الشعور بالخمول،وسوف يتحسن مزاجك، وأطلب منك حقيقة أن تمارس الرياضة وأن يكون هنالك توازن غذائي، هذا مهم جدّاً؛ لأن التوازن الغذائي مع تناول الدواء سوف يؤدي إن شاء الله إلى تحسن في صحتك الجسدية، وسوف يعود إن شاء الله وزنك إلى الوزن الطبيعي.
حقيقة أنا سعيد جدّاً برسالتك الطيبة هذه، وأسأل الله تعالى أن يجمع بينك وبين زوجتك على خير، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
وللاستزادة أكثر حول علاج عدم التركيز سلوكياً ، راجع هذه الاستشارات:
226145 _264551
وكذا علاج القلق: (261371 - 263666 - 264992 - 265121).
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ما هو سبب الشرود الذهني والتقلبات المزاجية والقلق؟ | 3466 | الأحد 05-07-2020 05:32 صـ |
هل لالتهاب الجيوب الأنفية علاقة بضعف التركيز؟ | 2338 | الثلاثاء 30-06-2020 03:15 مـ |
أعاني من حالة تشوش ذهني وأفكار غير منطقية | 1750 | الأربعاء 01-07-2020 04:30 صـ |
أريد علاجا لتنشيط الذهن وتقوية التفكير | 2920 | الاثنين 22-06-2020 05:15 صـ |
أعاني اضطراب في التفكير وتشتت ذهني، ما العلاج؟ | 2270 | السبت 13-06-2020 10:37 مـ |