أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : فاعلية عقار الدبكين كورونو لمعالجة الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

أفضل الانعزال بنفسي، وخاصة في وقت الصعوبات والأزمات، وأفقد السيطرة على انفعالاتي، فتنتابني نوبات الغضب الشديد والعدوانية للأشخاص، أو الممتلكات أو الأثاث!

ونفسي تتقلب بشكل دوري بين الاكتئاب الخفيف من جهة، والابتهاج والسرور من جهة أخرى لأسباب تافهة، وأيضاً أكون منظماً ومرتباً في البيت؛ حيث يصعب علي أن أرى شيئاً ليس في مكانه الصحيح.

وقد أسبب مشكلة مع أهلي وأغضب لمدة أيام، مع أني ناجح في عملي ومثابر، إلاّ أني أفتقد الليونة في عاداتي اليومية، وأميل إلى الخجل الشديد.

ولدي مشكلة ما وجدت لها حلاً، هل هي مني أم من الناس؟ وهي أني أحس بأن هناك فجوة بيني وبين الناس؛ حيث إن كل من يجلس معي أو يحادثني مرة لا يعود إلىَّ مرة أخرى! حتى أقاربي، بمعنى أنه ليس لدي صديق أبداً.

ولدي صعوبات في إقامة العلاقات الاجتماعية، أو حتى الحفاظ عليها، وأرى الناس يتحدثون مع بعض، ولكنهم لا يحدثونني.

وقد لازمتني (التأتأة ) في كلامي منذ صغري، حتى أفقدتني الثقة بنفسي، وأتهرب من الكلام خاصة أمام الكثيرين والمسؤولين.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
فإن الغضب الشديد والعدوانية، مع وجود نوبات اكتئاب ونوبات أخرى من الانشراح والسرور، في رأيي تدل أنك تعاني من درجة بسيطة مما يعرف بـ (الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية).

ويُعرف أن الذين يعانون من هذا النوع من المرض كثيراً ما تكون لديهم النزعات التوترية، ويكون المزاج لديهم يتسم بالغضب وسرعة الانفعال، بعكس ما يعتقد الكثير من الناس، أن صاحب الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية حينما يكون في القطب الهوسي، يكون دائماً منتهجاً ومنشرحاً، هذا ليس بالضرورة.

فهنالك ما يمكن أن نسميه بالمزاج الانفعالي، حيث تشتد النزعات، وسرعة الإثارة، وعدم التحكم في الانفعالات.

أنا حقيقة كنت أتمنى إذا ذهبت إلى طبيب وعرضت حالتك عليه؛ لأن هذا هو الأفضل، ومثل حالتك قد تتطلب أكثر من مناظرة حتى يتم التشخيص الدقيق، ولكن ما ذكرته لي يجعلني أكون على درجة من التيقن النسبي من أنك تعاني من هذه الحالة، ويعرف أن الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية ينقسم إلى أربعة أو خمسة أقسام، وأعتقد أن ما تعاني منه هو من الدرجات البسيطة، وليس من الدرجة الأولى أو الثانية.

نحن لا نستعجل قطعاً في وضع التشخيص، ولكن أيضاً منهجنا هنا في إسلام ويب أن نفيد الناس بقدر المستطاع.

أحاسيسك الأخرى والتي تتمثل في الشعور بالعزلة، والشعور بعدم الارتياح والصعوبات في إقامة العلاقات الاجتماعية، هذا أيضاً ربما يكون مرتبطاً بالمزاج الذي يجعلك تفتقد الثقة في إمكانياتك التواصلية، وأنت أصبحت تتجنب الناس أيضاً درءاً للمشاكل، وخوفاً مما قد توقعك هذه الانفعالات السلبية من مشاكل وصعوبات. فلذا أقول لك:

حاول أن تحسن الظن بالناس، حاول أن تبني شبكة من العلاقات الاجتماعية الهادفة والإيجابية، ويكون ذلك بالتدريج.

ابدأ بالصدقات في محيط الدراسة أو العمل، حين تلتقي بالمجموعات الإسلامية في صلاة الجمعة مثلاً هنالك في ألمانيا، تواصل عن طريق وسائل الاتصالات المختلفة في من تثق فيهم، وهكذا. الإنسان كيان اجتماعي ويجب أن يظل كذلك.

ولا تكن حساساً أبداً حيال بناء العلاقات الاجتماعية، وبالطبع الحذر مطلوب، والإنسان يجب أن يتخير القدوة الحسنة والرفقة الطيبة، وهذا لا شك سوف يكون إن شاء الله منهجك.

بالنسبة للتأتأة التي كانت في الصغر، نحن نعتبرها الآن قد انتهت، وهي تكثر وسط الذكور، وتزداد مع القلق والتوتر، والحمد لله أنت قد تخلصت منها كما هو واضح في رسالتك.

أنا أعتقد أن العلاج الدوائي سوف يفيدك كثيراً، فأنت محتاج لأحد مثبتات المزاج، مثل العقار الذي يُعرف تجارياً باسم (دبكين كورونو Depakine chorono)، ويسمى علمياً باسم (فالبرك اسد Valopric acid)، وجرعته هي خمسمائة مليجرام ليلاً.

وأعتقد أن هذا سوف يكون كافياً، والدواء الآخر الذي يمكن أن يكون خياراً أو بديلاً حقيقة للدبكين هو عقار يعرف تجارياً باسم (لاميكتال Lamictal)، ويعرف علمياً باسم (لاموترجين Lamotrigine)، وجرعته هي أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجراماً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى خمسين مليجراماً يومياً، وبعد شهر اجعلها خمسين مليجراماً صباحاً وخمسين مليجراماً مساءً.

ويجب أن تستمر على هذه الجرعة لمدة عام على الأقل، وهذه هي المدة المطلوبة أيضاً إذا كان خيارك هو الدبكين كورونو.

إذا اخترت اللاميكتال، فبعد انقضاء العام خفض الجرعة إلى خمسين مليجراماً يومياً لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى خمسة وعشرين مليجراماً لمدة شهرين، ثم يمكن أن تتوقف عن الدواء.

هذه أدوية سليمة ومعدلة ومثبتة للمزاج، وهي تفيد قطعاً في هذه الانفعالات السلبية.

أرجع وأكرر النقطة الأولى وهي: إذا قابلت الطبيب ربما يكون هذا هو الأحسن، ولكن إذا لم يتيسر ذلك فما وصفته لك إن شاء الله من أدوية وتوجيهات ربما يفيدك كثيراً إن شاء الله.

بالنسبة للغضب والعدوانية، لا شك أنها سمات غير طيبة، والإنسان حينما يتذكر أنه إذا انفعل أحد عليه، أو حاول الاعتداء عليه، أو أبدى أي شعور بالغضب إليه، فلن يقبله، فمن هذا المنطلق عليك أنت أيضاً أن تتحرك شعورياً نحو الآخرين بإيجابية، وما لا تقبله من الآخرين يجب ألا تقبله لهم، بمعنى آخر: أن الإنسان يستطيع حقيقة أن يتحكم في مشاعره، خاصة مشاعر الغضب إذا حسب حساباته بدقة.

وأقول لك: حاول أن تعبر عن ذاتك أول بأول، تجنب الاحتقانات؛ لأن الاحتقانات الداخلية تؤدي إلى الغضب، وأيضاً طبق ما ورد في السنة المطهرة بأن تستغفر حين تغضب، وأن تغير مكانك، وتنفث على يسارك ثلاث مرات، ويا حبذا أيضاً لو توضأت وصليت ركعتين.

من يُجرب هذا العلاج النبوي يجد فيه فائدة كبيرة جدّاً، حسب ما علمت وعرفت أن الكثير من الإخوة الذين مارسوا مثل هذا المنهج والإرشاد.

وأرجو أيضاً أن تستثمر وقتك بصورة صحيحة، وتكون إيجابياً في تفكيرك، فهذا كله إن شاء الله يفيد الإنسان كثيراً.

أسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2453 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
لماذا استمرار القلق والاكتئاب رغم تغيير الدواء؟ 2959 الأربعاء 29-07-2020 04:34 صـ
ما سبب تسارع ضربات القلب والكتمة رغم سلامة التحاليل؟ 6585 الأربعاء 29-07-2020 05:53 صـ
أعاني من حالة نفسية سيئة، كيف الخلاص؟ 1947 الاثنين 20-07-2020 04:01 صـ
ما زلت أعاني من القلق والتوتر وأخشى من الأدوية، أفيدوني. 3134 الثلاثاء 21-07-2020 02:58 صـ