أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تلعثم وحيرة أثناء محادثة الآخرين

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أشعر بتلعثم وحيرة أثناء محادثتي لشخص آخر، وأحياناً تقف الحروف في حلقي ولا أستطيع إخراجها مما يعرضني للسخرية.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أيوب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى .. وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونرحب بك كثيراً معنا.

فإن الشعور بالتلعثم والحيرة والغصة في الحلق والصدر، وأن يحس الإنسان بأنه يجد صعوبة في إخراج الحروف والتعبير عمَّا بداخل نفسه في مواضع اجتماعية بسيطة دليل على وجود قلق نفسي نسميه بالخوف أو الرهاب أو الفزع الاجتماعي، وحالتك - إن شاء الله تعالى – من الحالات البسيطة.

أنا أنصحك حقيقة أولاً بأن تتفهم الحالة، وكما ذكرت لك فهي قلق وليس أكثر من ذلك.

لا تعرف الأسباب بالضبط لحدوث هذه الحالات ولكن هنالك عدة نظريات وتفسيرات تتكلم عن التنشئة في أثناء الطفولة والخبرات السلبية، وربما يكون الإنسان قد تعرض لمواقف محرجة كان فيها شيء من عامل الخوف، وهكذا.

والحالة يمكن علاجها - إن شاء الله تعالى – والمطلوب منك أولاً: ألا يكون تقييمك لنفسك تقييماً سلبياً، فقد ذكرت أنك تتعرض للسخرية من جانب الآخرين، وأنا لا أريدك أبداً أن تكون هذه قناعتك، فالناس فيهم الصالح وفيهم الطالح، وقطعاً الشخص ذو الخلق والانضباط الاجتماعي لا يمكن أن يسخر منه الآخرون، فإذا كانت هنالك نوع من السخرية أو الاستهزاء فهذه تكون في الأصل صادرة من أناس بهم نواقص كثيرة في حياتهم وفي قيمهم، وهؤلاء يجب ألا تعيرهم اهتماماً.

وأعتقد أيضاً أن حساسيتك المفرطة هي التي جعلتك تتحسس حول الأمر ويكون لديك هذا الانطباع أو الشعور بأن الآخرين يقومون بالسخرية على تصرفاتك.

ثانياً: أنت لست بأقل من الآخرين، يجب أن تسأل نفسك هذا السؤال، فأنت الحمد لله لك جوانب جيدة وإيجابية في حياتك، وعليك دائماً أن تتذكر ذلك، وعليك أن تفعل طاقاتك النفسية والجسدية والاجتماعية ويكون لك حضورك. هذا ضروري جدّاً وهو علاج نعتبره أساسياً في مثل هذه الحالات.

ثالثاً: أدعوك أيضاً للتجاهل، فهنالك علم كبير جدّاً في العلوم السلوكية نسميه بالعلاج عن طريق التجاهل، بمعنى أن يتجاهل الإنسان بقدر الاستطاعة ما يراه سلبياً حول نفسه، وهذا ممكن وليس بالمستحيل أبداً.

رابعاً: أريدك أن تطور من مهاراتك الاجتماعية، هنالك مهارات بسيطة جدّاً، كيفية أن أحيي الناس، كيفية أن ألقي السلام على الآخرين، ونحن الحمد لله تعالى لدينا في عقيدتنا الإسلامية السمحة أن حتى التبسم – حتى التبسم – في وجه الآخرين صدقة، قال صلى الله عليه وسلم : (لا يحقرن أحدكم من المعروف شيئاً ولو أن يلقى أخاه بوجه طليق)، وقال صلى الله عليه وسلم : (وتبسمك في وجه أخيك صدقة).

فألق السلام على الآخرين بانشراح وتبسم وترحاب، هذا يرفع من كفاءتك ومهارتك الاجتماعية، وحاول دائماً أن تنظر إلى الناس في وجوههم حين تكلمهم أو تحادثهم، هذا أيضاً منحى جيد في العلاج.

وهنالك أيضاً طرق طيبة وفيها - إن شاء الله تعالى – خير الدنيا والآخرة، مثلاً المشاركة في حلقات تلاوة القرآن الكريم، هذه ترفع من الكفاءة والمقدرة الاجتماعية، وفي نفس الوقت تزيل شعورك بالتلعثم هذا، وأنا أعتقد أن هنالك مبالغة في الأمر أصلاً، فأنت لا تتلعثم ولكن يُهيئ لك أن تتلعثم بصورة شديدة.

ممارسة التمارين الرياضية الجماعية كالمشاركة في كرة القدم أو السلة أيضاً وُجد أنه جيد. الانخراط في أعمال البر والإحسان، والمشاركة في الأعمال التطوعية أيّاً كانت ترفع من كفاءة الاجتماعية لدى الإنسان.

إذن هذه وسائل علاجية جيدة، أرجو أن تحرص عليها، وبقي بعد ذلك أن أقول لك أنه بفضل الله تعالى توجد أدوية فعالة جدّاً، والدواء الذي سوف أصفه لك يعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat)، أريدك أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرامات) يومياً، يفضل تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد أسبوعين ارفع الجرعة إلى حبة كاملة (عشرين مليجراماً) واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة مدة أخرى إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم إلى عشرة مليجرامات يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء من الأدوية الجيدة والمفيدة وغير الإدمانية، وإن شاء الله سوف تجد فيه خيراً كثيراً.

أرجو أن تثق في نفسك وفي مقدراتك، وأن تقيم نفسك التقييم الصحيح، وإن شاء الله سوف تزول كل أعراض القلق الاجتماعي التي تعاني منها.

ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للرهاب: ( 259576 - 261344 - 263699 - 264538 ).

وعدم القدرة على الحديث والتعبير عن الذات والتأتأة سلوكياً :(267560 - 267075 - 257722).

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1680 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1253 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2339 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1666 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3566 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ