أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة: استفسار حول صناعة بعض الأدوية النفسية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

لي أخ مصاب بالذهان ووصف له الطبيب عقار Olanzapine ومن المعروف أن هذا العقار يثبط عمل الموصلان العصبيان الدوبامين والسيروتونين، ولكن الذي لفت نظري هو وجود منتج آخر يحتوي على عقار الفلوكستين ممزوجاً باللاولانزابين فكيف يصنعون هذا الدواء؟ لأن الأولانزابين يقلل من السيروتونين والفلوكستين يزيد من السيروتونين فكيف يحدث ذلك؟ وهل هناك خطورة من تناول الأولانزابين مع الفلوكستين؟

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
فإن هذا سؤال جيد، وحقيقة شركة (لِيلي) وهي الشركة المنتجة للزبركسا والبروزاك، قبل ثمان أو تسع سنوات كانت شرعت هذه الشركة في إنتاج مستحضر يحتوي على الأولانزبين وعلى الفلوكستين، وقد حظيت بحضور الاجتماع العلمي بهذا الخصوص والذي عُقد في مدينة (أندينا نابلس) بالولايات المتحدة الأمريكية - حيث المقر الرئيسي للشركة – وكان تبرير الشركة في أن الكثير من مرضى الذهان يُصابون باكتئاب نفسي في نفس الوقت، ومستحضر مثل هذا سيكون هو الأفضل بالنسبة لهم، ولا داعي لأن يتم إعطاؤهم الدواءين كلٌ منهما منفرداً.

وقد رأوا -أيضاً- أن بعض مرضى الاكتئاب الذهاني يحتاجون أيضاً لدواء مضاد للذهان بجانب الدواء المضاد للاكتئاب، كما وجدوا أن هنالك أنواعاً معينة من الوساوس القهرية الشديدة تتطلب عقاراً مثل الفلوكستين والدواء يعزز بوجود مركب آخر مثل الأولانزبين.

وحرصت الشركة على أن تخرج بهذا المنتج، ولكن بعد ذلك تباطأ أو قل حماس الشركة لأسباب تجارية، كما أن المدرسة البريطانية لا تفضل المزج بين دواءين أو مركبين في منتج واحد.

بالنسبة لملاحظتك - أخي الكريم - وهي أن هنالك نوعاً من عدم التوافق ما بين الدواءين فيما يخص تأثيرهما على السيروتونين؟ أقول لك أن العملية ليست بهذه البساطة، نعم نحن نعرف أن الفلوكستين يزيد من السيروتونين، ولكن ليس من الضروري أن يزيد في كميته ولا من فعاليته، ويعرف أن السيروتونين له عدة مشتقات، وبالنسبة للأولانزبين أيضاً هو لا يؤثر على كل مشتقات السيروتونين، إنما يؤثر على بعضها، وهو أيضاً يعمل من خلال التوازن بين السيروتونين والمركبات الأخرى خاصة الدوبامين.

إذن نقول أن الأمر يتعلق بتصحيح مسارات وتنظيم السيروتونين أكثر من زيادته أو نقصانه، وهذا هو التفسير العلمي من أنه من الجائز أن تعطي الدواءين مع بعضهما البعض، وهذا ليس بالمستغرب؛ لأن عقاراً آخر مثل عقار يعرف علمياً باسم (إرببرازول Aripiprazole) ويعرف تجارياً باسم (إبيفلاي Abilifu)، يعتقد الآن أن هذا الدواء لديه المقدرة في أن يزيد السيروتونين في الأماكن التي يكون فيها منخفضاً في الدماغ، ويقتصر في الأماكن التي يكون فيها زائداً أو مرتفعاً.

فأعتقد أنه لا يوجد أي نوع من التناقض إذا جاز التعبير؛ لأن خفض ورفع السيروتونين ليس بالعملية المباشرة وفيها الكثير من التعقيد والأمر يتعلق بالتوازن أكثر مما هو زيادة أو نقصان.

هذا هو المبرر العلمي، ونحن في الممارسات العلمية كثيراً ما نعطي أدوية مضادة للذهان لمرضى الذهان، ونعرف أن هذه الأدوية تؤثر على الدوبامين وعلى السيروتونين، وفي نفس الوقت حين يصاب المريض باكتئاب نفسي يُعطى الفلوكستين مثلاً لعلاج الاكتئاب.

إذن هذه النقطة هي نقطة جيدة جدّاً، وكما ذكرت: شركة ليلي نفسها كانت متحمسة جدّاً حيال هذا المنتج، ويظهر أن شركات أخرى بدأت الآن في إنتاجه، ويعرف أن الشركات الهندية كثيراً ما تنتج أدوية مركبة من أكثر من دواء، فعلى سبيل المثال: دواء يعرف تجارياً باسم (استلازين Stelazine) ويعرف علمياً باسم (ترايفلوبرزين Trifluperazine)، الذي يستعمل لعلاج مرضى الفصام يُصنع الآن في الهند ويُخلط معه الدواء الآخر الذي يعرف علمياً باسم (بنزكسول Benzohexol) ويعرف تجارياً باسم (آرتين Artane)، والذي يمنع الآثار الجانبية للاستلازين.

هذا المنهج لا يفضل في بعض الدول، وكثير من المؤسسات والمحافل العلمية المختصة بالدواء أيضاً لا تفضل التمازج بين الأدوية.

وبالله التوفيق.

شارك الاستشارة

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ 8876 الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ
كيف أنقص جرعة ليكزونسيا (برازيبام) دون أن أصاب بأعراض الانسحاب؟ 1127 الأحد 09-08-2020 02:25 صـ
هل يوجد دواء داعم للأفكسور أفضل من السبرالكس؟ 2422 الثلاثاء 28-07-2020 05:15 صـ
هل هناك ضرر من الزولفت على الحمل والجنين؟ 2168 الأحد 26-07-2020 06:05 صـ
هل هذه الأدوية تعالج ثنائي القطبية؟ 1847 الأحد 19-07-2020 03:22 صـ