أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : استخدام مضادات الاكتئاب والقلق رغم أن لها آثاراً جانبية سالبة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

الاستشارة موجهة إلى د. محمد عبد العليم.

أجدكم دائماً تصفون مضادات الاكتئاب، سواء من نوع Ssirs ، أو من نوع Tca ، أو من نوع Moas، وتقولون: إنها جيدة لعلاج الاكتئاب والقلق معاً، أي مفيدة لعلاج القلق، إلا أني وعن تجربة شخصية أستخدم عقار الفلوكستين، ووجدت أنه غير مفيد لعلاج القلق، كما أني قد قرأت في الورقة التي تكون برفقة علبة الدواء، والتي تتضمن تعليمات وخواص الدواء، أن من أعراض هذه الأدوية هي القلق، والأدوية هي الفلوكستين والسيتالوبرام والتوفرانيل والامي تربتالين، فما حقيقة ذلك؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جاسم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

فإن هذه حقيقة علمية أن مضادات الاكتئاب القديمة والحديثة من نوع ثلاثية الحلقات، وكذلك المضادات التي تعمل من خلال مادة السيروتونين، هي في الأصل أيضاً مضادات للقلق، وتعالج جميع أنواع القلق، وهنالك مقولة علمية صائبة، وهي أن القلق كثيراً ما يكون جزءاً من الاكتئاب، ولا يوجد اكتئاب دون قلق، ولا يوجد قلق دون اكتئاب.

وفي ذات الوقت أتفق معك تماماً أن هذه الأدوية – خاصة الفلوكستين – ربما يسبب قلقاً لبعض الناس، ولكن هذه الحالة نادرة ونادرة جدّاً، وأنا خلال ممارساتي لسنوات طويلة، شاهدت حالات قليلة أن الفلوكستين قد سبَّب في بداياته قلقاً شديداً للشخص، ويتميز القلق بأن الإنسان لا يستطيع أن يجلس في مكان واحد، وفي هذه الحالة يجب أن يُوقف الدواء.

وهنالك عدة تفسيرات لهذه الحالة، منها الإفراز السريع وغير المنتظم في مادة السيروتونين.

إذن: لا أحد يُنكر أن هذه الأدوية بالرغم من أنها أدوية فعالة لعلاج القلق، إلا أنها في حالات نادرة ونادرة جدّاً يمكن أن تسبب القلق خاصة في بداية العلاج، وهذا ليس مستغرباً، لأننا الآن نعرف أن الأدوية الشائعة جدّاً لعلاج الألم، مثل (فولتارين Voltaren)، ومثل (بروفين Brufen)، هذه إذا أكثر منها الإنسان يمكن هي نفسها تسبب ألماً في الرأس وصداعاً، وهذا أصبح أمراً معروفاً ومعلوماً، بالرغم من أنها لعلاج الصداع ولعلاج الألم، ولكنها قد تسبب الألم، وهي في حالات نادرة أيضاً.

لكل فعل رد فعل، ويظهر أن لهذه الأدوية بعض الأفعال المعاكسة، ولكنها نادرة، ونحن دائماً حين نصف الأدوية نصفها بتدرج، ومن المفترض قطعاً أن يتواصل الإنسان مع طبيبه، وأنا شخصياً حين أعطي العلاجات للناس دائماً أحاول أن أراقبهم رقابة لصيقة، خاصة في الأسبوعين أو الثلاثة أسابيع الأولى من بدايات العلاج، ولا شك أن هذا هو ديدن الكثير من الإخوة الأطباء.

بالنسبة للـ (Moais)، هذه أدوية جيدة لا نشك في ذلك، ولكنها الآن قد انحصرت تماماً من الأسواق، وذلك نسبة لإشكالات السلامة والتفاعلات السلبية التي قد تسببها هذه الأدوية، كما أنها مفيدة في أنواع معينة من أنواع الاكتئاب، وليس كل أنواع الاكتئاب.

شركات الأدوية مكلفة أن تذكر كل أثر جانبي على الورقة المصاحبة للدواء، وسوف تجد أن هذه الأدوية قد تسبب الصرع، وقد تسبب الحساسية، مثل الأسبرين، إذا قرأت عنه التفاصيل ربما لا تستعمله، وكذلك البنادول الذي يُستعمل كثيراً ودون حاجة لوصفة طبية.

إذن: الأدوية لها آثار جانبية سالبة، وشركات الأدوية مكلفة قانونياً أن تذكر هذا الأثر الجانبي، حتى لو حدث لشخص واحد وسط مليون شخص تناولوا هذا الدواء.

الشركات مكلفة كما ذكرت لك قانونياً، وهي كذلك تسعى لحماية نفسها، ولكن نستطيع أن نقول: إن الآثار الجانبية السالبة قليلة وقليلة جدّاً، ولا شك أن الأدوية تعمل من خلال البناء الجيني والبناء الوراثي للإنسان، وحتى الآثار الجانبية أيضاً مرتبطة بذلك.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2478 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
لماذا استمرار القلق والاكتئاب رغم تغيير الدواء؟ 2988 الأربعاء 29-07-2020 04:34 صـ
ما سبب تسارع ضربات القلب والكتمة رغم سلامة التحاليل؟ 6596 الأربعاء 29-07-2020 05:53 صـ
أعاني من حالة نفسية سيئة، كيف الخلاص؟ 1953 الاثنين 20-07-2020 04:01 صـ
ما زلت أعاني من القلق والتوتر وأخشى من الأدوية، أفيدوني. 3158 الثلاثاء 21-07-2020 02:58 صـ