أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : التوفيق بين العمل والزواج
السلام عليكم.
بداية أحب أن أشكركم على جهودكم، ونسأل الله أن يكون هذا في ميزان حسناتكم.
أنا شاب أبلغ من العمر 26 عاماً، بلدي الأصلي الأردن، وأعمل منذ عامين في السعودية.
أرغب بالزواج، وعندي القدرة المادية، ولكنني أخاف أن يكون الزواج لي بمثابة القيد الذي يمنعني من تغير العمل، حيث إنني لا أشعر بالاستقرار في عملي، وممكن في أي لحظة أن أتركه، وأخاف إن تزوجت أن أجبر على إكمال العمل في المكان الذي لا أرغب به.
أنا عندي أهدافاً وطموحات كبيرة، وأشعر أن الزواج سوف يحملني مسؤوليات جديدة، حيث إنني سوف أربط إنسانة معي، وهذا الشعور يجعلني أتردد قليلاً، لا أنكر مدى رغبتي الكبيرة أن أتزوج بأسرع وقت، ولكن الماديات التي حولي تثبطني.
فسؤالي لكم: هل ارتكبت خطأ عندما أجلت زواجي لحين استقراري بالعمل، وتحصيلي مبلغاً أبقيه للظروف الصعبة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الغريب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن المرء هو الأقدر على تقدير حاجته للزواج، وبقدر هذه الحاجة تعطى الأولويات.
فإن كنت تشعر نسبياً بالاستقرار العاطفي، وكنت مشغولاً أكثر وقتك في العمل، وتشعر بأنك في مرحلة تأسيس، وأن سنك لا يزال مناسباً لتأخير الزواج سنة أو ما يقاربها، وأنك تشعر بالعفاف وعدم الحاجة الملحة للزواج، فلا مانع من التأخير النسبي ولفترة محددة.
ولكن على العكس، إن كنت تشعر بأن حاجتك للزواج ضرورة تمنعك من الوقوع في المحظور، أو أنك على مشارف خطر فقدان العفاف، أو أنك غير مستقر من الناحية العاطفية، وأنك تشعر بالوحدة والغربة بعد الدوام، وأنك غير قادر على ضبط نفسك أمام مشاعر النفس أو المغريات الخارجية، بسبب الظروف التي تعيش بها، فعندها يقدم الزواج على توفير المال، حيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد وعد بأنه حق على الله أن يعين الناكح يريد العفاف.
كما وأني لم أجد رابطاً بين قولك: نقل العمل والزواج، فكما تستطيع أن تنتقل أنت لوحدك من عمل لآخر تستطيع أن تنتقل أنت -وأنت متزوج- وأسرتك من عمل لآخر، أم أن المشكلة في نقل الأثاث -وما أصغرها من مشكلة- ولا أجد مبرراً في أن الزواج قيد يمنعك من تغيير العمل، حيث إنك لن تكون موظفاً عند زوجتك حتى لا تستطيع تغيير العمل إن كنت متزوجاً.
ولا ننسى أنه عليك أن توفر الحياة الكريمة لزوجتك، بحيث تكون على الأقل بمستوى ما كانت تعيش به عند أهلها.
أخانا الكريم! توكل على الله ولا تعقد الموضوع، فإن كنت قادراً على الزواج من الناحية المالية والصحية والمهنية فتزوج، (
وختاماً: إن كنت قادراً على الزواج فلا تؤجل ذلك إلا لأسباب قاهرة، فلربما اليوم أنت قادر وهناك من يرضى بك زوجاً لابنته، بينما الغيب بعلم الله، ولا ندري هل تتغير الظروف فيصبح قبولك من أهل الزوجة مجال تساؤلات؟!
وإن كنت تعلم أن الزواج هو خير لك في دينك ودنياك، فسارع في الخيرات، (( وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ))[آل عمران:114]، ولا تعد إلى الماضي لتندم، وتقول: هل ارتكبت خطأ بتأخيري الزواج أم لا بل ابدأ من الآن، واعمل ما يجب عمله.
والله الموفق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
هل أتزوج فتاة تعرفت عليها من مواقع التواصل؟ | 886 | الأربعاء 15-07-2020 04:31 صـ |
أحببت فتاة ولكنها على علاقة بشخص آخر، ماذا أفعل؟ | 1039 | الثلاثاء 14-07-2020 05:49 صـ |
التردد بين الوظيفة ودخول مجال التجارة.. أرجو النصح | 1880 | الاثنين 08-06-2020 02:37 صـ |
بسبب حاجتي إلى الزواج أقع في الكثير من الأخطاء، فماذا أفعل؟ | 1622 | الأربعاء 10-06-2020 05:16 مـ |
كيف أتصرف مع خاطب لا يتخذ خطوات جادة للزواج؟ | 1159 | الأحد 31-05-2020 04:49 صـ |