أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : العوامل التي تساعد في الثبات على التوبة
بسم الله الرحمن الرحيم .. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أريد منكم ذكر عوامل تساعد على الثبات على التوبة بإذن الله، علماً بأني طالب في دولة غربية أجنبية، وقد منّ الله عليّ أن أرجع إليه بفضله ومنه وجوده وكرمه، وكما نعلم فإن الإنسان لا يخلو من الذنوب والخطايا - سترنا الله وإياكم وغفر لنا -، ولكن مع هذه المغريات، والصحبة، والزمن، والدولة الأجنبية والوساوس الشيطانية وأشياء أخرى، ما هي الطريقة المثلى أو العوامل التي تساعد التائب على الالتزام والاستمرارية بهذا الطريق الحق؟!
وقد كنت في البداية يرق قلبي لكل شيء فيه عذاب أو ذكر لجهنم أو ذكر لله عز وجل، وأسأل الله الاستمرار عليها والثبات.
دمتم بحفظ الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله العلي الأعلى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغفر ذنبك، وأن يستر عيبك، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يجعلك من عباده الصالحين، ومن أوليائه المقربين، وأن يوفقك في دراستك، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن القلوب لها إقبال وإدبار، وهذا الإقبال والإدبار متوقف على العوامل التي تساعد على إيجاد الإقبال أو الإدبار، فكلما وُجد الإنسان في بيئة طيبة وتوافرت العوامل المساعدة للالتزام والاستقامة، فلا شك فيه أن الصحبة الصالحة والبيئة الطيبة وأن أعمال الإيمان كل ذلك تؤدي إلى ثبات العبد على التوبة وعلى طاعته لله تعالى، بل والثبات على الإيمان. أما إذا وجد الإنسان بعيداً عن مثل هذه الأمور فكما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: (
العامل الأول في الثبات على الصلاح: الصلاة، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم (
ثانياً: المحافظة على أذكار الصباح والمساء؛ لأنك تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بقوله: (
والمقصود (
ثالثاً: المحافظة على ورد من القرآن الكريم يومياً؛ لأن القرآن نور، والله تبارك وتعالى عندما أخبرنا عن القرآن فقال: (( إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ))[الإسراء:9]، فبقراءة القرآن تستقيم بإذن الله على منهج الله، ويشرح الله صدرك ويطهر قلبك من المعصية، ويجعلك تحافظ على الطاعات؛ ولذلك حاول أن يكون لك ورد يومي من القرآن حسب استطاعتك، يعني إذا استطعت أن تقرأ جزءاً من القرآن فاقرأه وإن كان نصف جزء فلا مانع، المهم أن تكون بينك وبين القرآن صلة يومياً صباحاً ومساءً.
رابعاً: الدعاء، أن تدعو الله أن يهديك صراطه المستقيم، وأنت تعلم أنه لا يهلك مع الدعاء أحد، فإن الله جعله آية من آياته الواضحة، فأنت تقرأ (( اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ ))[الفاتحة:6]، وهذه أعظم دعوة، قال العلماء: هذه الدعوة هي أشمل دعوة، فإذن أنت مطالب أن تدعو الله لنفسك وأن تجتهد في ذلك، خاصة في أوقات الإجابة وفي الأوقات الفاضلة والأزمان الفاضلة، يعني في السجود وبعد التحيات وقبل السلام، كذلك وقت السحر والثلث الأخير من الليل وفي جوف الليل، وكذلك الدعاء وأنت صائم فإن دعاء الصائم كما تعلم لا يرد، وغيرها من الأوقات الطيبة التي ورد فيها كلام من النبي عليه الصلاة والسلام كيوم الجمعة وساعة مخصوصة في يوم الجمعة من دعا فيها الله تعالى استجاب له.
خامساً: الصحبة الصالحة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (
سادساً: أن تربط نفسك بعمل من أعمال الدين، أي تمارس الدعوة بنفسك؛ لأن الله تعالى لا يضيع أهله، والأخ الذي يعمل في خدمة الدين فإن الله تبارك وتعالى يجعل له من لدنه وليّاً ونصيراً؛ ولذلك بعث الله إلى الناس الأنبياء والرسل، والإنسان منا الذي يعمل في مجال الدعوة يقول لنفسه: (( أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ ))[البقرة:44]، فالعمل في الدعوة، بمعنى أن تشارك في الأنشطة الدعوية التي توجد في المنطقة حسب الظروف.
وعليك أن ترتب وقتك، الفراغات الموجودة بالنسبة لجدولك الدراسي اجعل جزءاً من الوقت لله تعالى في الدعوة إليه سبحانه وتعالى، واشترك مع إخوانك في أعمال الدعوة، المهم أن تمارس الدعوة، ولا يلزم من الدعوة أن تكون خطيباً أو إماماً أو متحدثاً، وإنما هناك أعمال كثيرة تقوم بها المؤسسات الإسلامية في الغرب تستطيع أن تمارس الدعوة يتناسب مع ظروفك وقدراتك وإمكاناتك.
أيضاً أن تسأل الوالدين الدعاء لك، فإن دعاء الوالدين كما تعلم لا يُرد، حيث أخبر النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: (
سابعاً: تزود بالعلم الشرعي؛ لأن الإيمان يزيد إذا لم نُعطَ دورات في الإيمان، يعني الآن نحن لا نتعامل مع الكومبيوتر إلا إذا أخذنا دورة فيه في كيفية التعامل، ولا نستطيع أن ننطق باللغات الأجنيبة إلا إذا أخذنا دورات في دراسة هذه اللغات حتى نكتسبها، كذلك عوامل زيادة الإيمان تحتاج إلى العوامل التي تعين على هذه الزيادة، وهذه هي الدورات التي أقولها، فكن عندك بعض الكتب البسيطة جدّاً في العقيدة في العبادة في الأخلاق في المعاملات، وإذا لم يتيسر فعليك بالمراكز الدعوية الموجودة عندكم في منطقتك؛ لأن كل آية تزيد في الإيمان، وكل حديث يزيد في الإيمان، فعليك أن تحضر الدروس والمحاضرات والاستماع إلى الأشرطة وقراءة ما تستطيع من الكتب النافعة في دينك ودنياك، وأشغل وقت فراغك، ونسأل الله أن يزيدك إيمانك وتقوى وهدى واستقامة.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
هل الذنب الذي ارتكبته بحق أحدهم سيعود لي؟ | 1586 | الأربعاء 29-07-2020 04:29 صـ |
أريد التغلب على الشيطان ونسيان الماضي، فكيف يمكنني ذلك؟ | 1484 | الأحد 19-07-2020 06:12 صـ |
كيف أثبت على ترك المعاصي والعلاقات المحرمة؟ | 1898 | الأحد 12-07-2020 11:53 مـ |
ملتزم دينياً ولكني أقع في المعاصي، ما النصيحة؟ | 892 | الثلاثاء 14-07-2020 05:31 صـ |
هل هناك طريقة أفضل وأكثر تأثيرا لتطوير النفس؟ | 1205 | الاثنين 06-07-2020 04:27 صـ |