أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : رجفة وضيق في التنفس وخوف أثناء إمامة الناس في الصلاة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني في بعض الأحيان من ضيق التنفس أثناء إمامة المصلين، ومع حفظي القوي للآيات التي سأقوم بقراءتها وتكرارها قبل الصلاة فإني أجد صعوبة في إكمالها في الصلاة، وينتابني الخوف والرجفة إذا أطلت قليلاً - أكثر من نصف صفحة -، فهل أمتنع عن الإمامة وأصلي مع المصلين؟!

علماً بأن معظم المصلين من الأعاجم الذين لا يجيدون العربية، وبعض العرب ممن لا يعرفون ضوابط التشكيل للأحرف. وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذا الذي تعاني منه هو نوع من القلق البسيط نسيمه بالقلق الاجتماعي الظرفي أو الخوف الاجتماعي الظرفي، وهو منتشر وعلاجه دائماً يكون عن طريق تصحيح المفاهيم أولاً، وحتى تصحح مفاهيمك عن هذه الحالة أقول لك أنه مجرد قلق، وأقول لك: إن أداءك أفضل وأكثر امتيازاً مما تتصوره، لكن لا شك أني لم أراك تصلي ولم أصلِّ خلفك، ولكني أؤكد لك أنه وحسب الأبحاث العلمية اتضح أن الذين يعانون من الخوف الاجتماعي دائماً يقللون من مقدراتهم ويخافون من افتقاد السيطرة على الموقف، ويعتقدون أن الآخرين يقومون بمراقبتهم مراقبة لصيقة، يأتيني ويسألني من يقول لي: أوشكت أن أسقط أثناء الصلاة، لقد تعرقتُ لقد تلعثمتُ، وهذا كله ليس دقيقاً وليس صحيحاً، نعم نحن نعترف أن هنالك بعض الأعراض التي نسميها بالنفسوجسدية، قد يكون هناك شيء بسيط من التردد ومن التلعثم البسيط ولكنه ليس بالدرجة التي يلحظها الآخرون.

فالذي أرجوه منك هو أن تصحح مفاهيمك تماماً عن الذي تعاني منه، واعلم علم اليقين أنه لن يحدث لك أي مكروه أبداً، وأريدك دائماً فأنت حين تبدأ الصلاة أعرف أن القلق دائماً يكون في البداية، وهذا نسميه بقلق الإنجاز، هو الذي يجعلك تكون أكثر دافعية وأكثر قبولاً وإقبالاً على ما تود القيام به، وبعد أن تصلي وبعد أن تقرأ سورة الفاتحة عش مع نفسك طمأنينة، وتذكر أنك قد أوفيت بجزء كبير من الصلاة، وبعد ذلك اقرأ ما تيسر لك من القرآن بهدوء وبتؤدة، وهذا في حد ذاته يجعلك إن شاء الله تطمئن كثيراً، وأؤكد لك أن المصلين الذين خلفك ينظرون إليك بوقار وينظرون إليك بتقدير، ولا تنس أنك تقف هذا الموقف العظيم وأنا في نظري – وأقول لك دون أي مجاملة ودون أي مواراة – أن الله تعالى قد أكرمك بهذا الوضع، فلا تضيع هذه الفرصة، وما دمت أنت أفضل الناس قراءة وأنت لديك ولله الحمد كل الشروط المطلوبة للإمامة فلا تضيع هذه الفرصة على نفسك ولا تضيعها على الآخرين، فأرجوك أن تصلي بالناس وأن تحس بالطمأنينة، وإن شاء الله سوف تجد نفسك على خير.

وسوف أعرض عليك وسائل أخرى كثيرة سوف تطمئنك، من هذه الوسائل سوف أصف لك أحد الأدوية المضادة لهذا الخوف الاجتماعي البسيط، والأدوية صحيحة وسليمة وليست تعودية، فهناك عقار نصفه كثيراً للإخوة الذين يعانون من مثل حالتك، العقار يعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرامات) ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفع الجرعة إلى حبة كاملة، واستمر على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

نحن نصف هذا الدواء حتى أربع حبات في اليوم، ولكن بما أن حالتك بسيطة وبسيطة جدّاً في نظري فهذه الجرعة سوف تكون كافية بالنسبة لك.

وبجانب الزيروكسات يوجد عقار آخر بسيط نسميه بالعقار التدعيمي، أي أنه يدعم إن شاء الله من فعالية الزيروكسات ويزيل هذا القلق الذي لديك، وهذا العقار يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة (نصف مليجرام) تناولها في الصباح، ومدة العلاج عليه هي ثلاثة أشهر وليس أكثر من ذلك.

إذن الآن شرحنا لك ما الذي تعاني منه، وأرجو أن يفيدك هذا الشرح في إعادة تقييم ذاتك، وتفهمك في نظري خطوة علاجية كبيرة، وقد أوضحنا لك الدواء الذي يجب أن تتناوله وأنا على ثقة كاملة أنه بعد انقضاء شهر من تناول هذا الدواء سوف تحس إن شاء الله براحة عظيمة، وسوف تحس بطمأنينة كبيرة، وأسأل الله تعالى لك هذا.

وبجانب ما ذكرناه لك هناك تمارين نسميها بتمارين الاسترخاء، هي جيدة وممتازة لإجهاض نوبات القلق والخوف، ولتطبيق هذه التمارين أود منك أن تجلس في غرفة هادئة على كرسي أو يمكنك أن تضطجع على السرير وتفكر في أمر جميل وطيب، فكر في أحداث سعيدة حدثت لك في حياتك، تذكر النعم العظيمة التي أنعمها الله عليك، وبعد ذلك أغمض عينيك وخذ نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، يجب أن يكون هذا الشهيق بقوة وبشدة، واجعل صدرك يمتلئ بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم بعد ذلك أمسك الهواء في صدرك لمدة خمس ثوانٍ، ثم أخرجه عن طريق الفم بنفس القوة وبنفس البطء.. هذا التمرين ممتاز ويساعد كثيراً، يجب أن تكرر هذا التمرين خمس مرات بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، وفي المساء يمكن أن تمارسه قبل النوم، وبعدها اقرأ أذكار النوم ثم توكل على الله ونم.

استمرارك على هذا التمرين لمدة أسبوعين أو ثلاثة هي المدة المطلوبة حسب الأبحاث، وعموماً إذا انتابك أي خوف وأنت في الصلاة حاول أيضاً أن تأخذ نفساً عميقاً، ويعرف أن ملء الصدر بالهواء يساعد حتى في القراءة، ويعطي راحة داخلية ويزيل الخوف، فأرجو أن تكون حريصاً على ما ذكرته ذلك.
وختاماً نحن سعداء بتواصلك مع موقعك إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن ينفع بنا جميعاً، ونسأل الله تعالى أن يوفقك ويسدد خطاك.
وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الأرق ومجموعة أعراض باطنية؟ 867 الأحد 16-08-2020 06:13 صـ
أنا منهارة تماما، وأحتاج لدواء نفسي! 900 الأحد 16-08-2020 04:09 صـ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 774 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 635 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1563 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ