أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ضغط نفسي كبير مؤثر على المستوى الدراسي

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أنا طالب ثانوية، وعمري 18سنة، أقبل على امتحانات الأولى باكالوريا.

أنا أعاني من ضغط نفسي كبير كأني أحمل ثقلاً كبيراً على كاهلي، وأشعر كأني معاقب على شيء ما فعلته للمجتمع الذي أعيش فيه، كأني فعلت فعلة لا تغتفر، رغم أني لم أؤذ أحداً في حياتي حتى ولو فعل لي شيئاً سيئا أتجاوز عما فعله طالباً بذلك رحمة الله تعالى، وأصلي لكي يعفو عني ويغفر لي ويرحمني سبحانه وتعالى، وأقوم بما أستطيع للدعوة إلى عبادة الله.

أنا حالياً أقبل على امتحانات الباكالوريا، نقاطي في المراقبة ضعيفة حيث كان معدلي هذه الدورة تقريباً 10.

أرجو بعض النصائح لأتخلص من هذا الضغط النفسي الذي ينفذه المجتمع علي، وبعض الطرق التي تعينني على التفوق في دراستي?

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ يسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

فإن ما وصفته بضغط نفسي كبير وكأنك تحمل أثقالاً على كاهلك هو ناتج من القلق النفسي الذي تعيشه، ولديك مشتق أساسي من مشتقات القلق النفسي نسميه بالأفكار الوسواسية، وقد ظهر ذلك من خلال ما وصفته بأنك تحس كأنك فعلت فعلاً لا يُغتفر، هذه فكرة وسواسية قهرية متسلطة، ومن أسبابها الرئيسية هو القلق النفسي، كما أن مثل هذه الأفكار انعكاس لشخصيتك التي غالباً ما تتمتع بصفة الحساسية وارتفاع معدل الذوق والطيبة لديك، وهي - إن شاء الله تعالى – أيضاً دليل على قيمك الإنسانية الرفيعة.

أعرف أن كل هذه مميزات طيبة وسمات حسنة ولكن بكل أسف قد تنعكس على الإنسان سلباً في شكل أعراض قلق ووساوس كما حدث لك.

تجاوز هذه المرحلة ليس بالصعب أبداً، وعليك:

أولاً: بأن تفهم أن حالتك هي مجرد قلق نفسي وأنها انعكاس لشخصيتك، وأن شخصيتك - الحمد لله - لا تحمل أي سمة من سمات الاضطراب أو سمات الشر، أنت - الحمد لله - تعامل الناس بخلق حسن، وهذه المعاملة والمشاعر الطيبة والإيجابية - إن شاء الله تعالى – تثاب عليها، ودائماً تذكر أن الناس سوف تذكرك بالخير في غيابك وفي حضورك، وهذا يجب أن يعطيك المزيد من الثقة في النفس، وألا تحاسب نفسك بقسوة ولا تكن أسيراً لهذه الفكرة، اخرج عن هذه الفكرة وحقر هذه الفكرة، أنت -الحمد لله- لم ترتكب ذنباً، والإنسان حتى إذا اقترف ذنباً يسأل الله تعالى أن يغفر له وأن يرحمه وألا يكرر الذنب.

نحن دائماً نوصي بأن يكون الإنسان متحرراً في الطريقة التي يفكر بها، لا نعني التحرر بمعنى الانطلاق وافتقاد الضوابط، نعني ألا يكون الإنسان أسيراً لفكرة واحدة حتى ولو كانت هذه الفكرة فكرة جميلة وذات مستوى سعيد، أن تحصر نفسك في فكر ضيق مهما كان نوعه ليس صحيحاً، وهذا يمكن الوصول إليه بأن تقول لنفسك: (لن أقلق على نفسي، لن أكون أسيراً لهذه الفكرة، أنا - الحمد لله - أعامل الناس وأخالقهم بخلق حسن، فما الذي يجعلني أنزعج وأشعر بالذنب وكأني أقترفت خطيئة كبيرة)، والحمد لله هذا الرصيد جيد من التزامك بالعبادات ومنهج التسامح الذي تنتهجه - إن شاء الله تعالى – لك أجره وثوابه عند الله تعالى.

بالنسبة للدراسة يجب أن تتذكر شيئاً واحداً - وهو هام جدّاً ويعتبر أساسياً – وهو أن الدراسة إذا رفع الإنسان قيمتها في تفكيره وجعلها على رأس أسبقياته سوف يهتم بها ويفي بمتطلباتها؛ لأن الإنسان حين يشعر بقيمة الشيء سوف يهتم به، وهذه من طبيعة الكيان البشري. أنت الآن مقدم على الامتحان وهذا الامتحان يحدد أشياء كثيرة في حياتك، نقاطك الضعيفة في الماضي لا يمكن إصلاحها، ولكن قطعاً يمكن أن تعد نفسك بصورة أفضل لتتحصل على درجات أعلى في المستقبل، وهذه تساعدك - إن شاء الله تعالى – في أن تعوض ما فقدته.

نصيحتي لك هي أن تجعل لنفسك جدولاً دراسياً يومياً تلتزم به، ابدأ دائماً بعد صلاة الفجر، حاول أن تستغل هذه الفترة وهي ساعة إلى ساعتين قبل الذهاب إلى الدراسة، هذه الفترة يستوعب فيها الإنسان استيعاباً جيداً، ويكون مستوى التركيز متميزاً، فعليك أن تشمل المواد التي تتطلب الحفظ في جدول الدراسة وتخصص لها هذا الوقت، وبعد ذلك قسم وقتك بأن تجعل لنفسك نصيباً في الراحة بعد الحضور من الكلية وعليك أن تخصص وقتاً لممارسة شيء قليل من الرياضة، وتخصص وقتاً أطول للمذاكرة وللدراسة، ولا مانع بالطبع من أن تروح عن نفسك بما تريد وفي حدود المعقول وذلك بعد أن كنت قد قمت بواجباتك الدراسية في ذلك اليوم.

إذن إدارة الوقت مهمة أيضاً وذلك بجانب ما ذكرناه لك من استشعار المسئولية. لا أحد يستطيع أن يدرس لك، لا أحد يستطيع أن يعطيك درجات لا تستحقها، فإذن المسئولية مسئولية شخصية، وتقدير الأمور يعتمد عليك، والوقت من ذهب ويجب ألا تضيعه، وتذكر في نفس الوقت أن لكل مجتهد نصيبا، ومن جد وجد.

نظم نفسك وأنا على ثقة تامة - بإذن الله تعالى – أنك سوف تجني ثمار جهدك.

هنالك من يستعين بالقراءة الجماعية، فإذا كنت ترى أن هذا المنهج مفيد وأن هنالك من أصدقائك وإخوانك من يتعاون معك في هذا السياق فهذا أيضاً منهج جيد، ولكن إذا لم تجد من يذاكر معك فيمكنك أن تعتمد على جهدك الفردي مع ضرورة تنظيم الوقت.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.. ونشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الأرق ومجموعة أعراض باطنية؟ 871 الأحد 16-08-2020 06:13 صـ
أنا منهارة تماما، وأحتاج لدواء نفسي! 900 الأحد 16-08-2020 04:09 صـ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 775 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 638 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1564 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ