أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : علاج نوبات الهلع المصحوبة بعدم القدرة على التنفس وارتعاش الجسم

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام وعليكم.

أنا فتاة عمري 23 عاماً، حصلت لي حالة أشعرتني بقلق، حيث شعرت فجأة بعدم القدرة على التنفس وثقل بالرأس، وكأني فقدت التوازن وسوف أسقط أو يُغمي علي، وشعرت بعدم القدرة على حركة أصابعي بشكل طبيعي مع رجفة في جسمي، وأحس أحياناً بعدم القدرة على البلع بسهولة وكأني سوف أختنق إذا أكلت شيئاً، وقد أثبتت التحاليل أن كل شيء طبيعياً، ووصف لي الطبيب دواء (Zoloft)، فما هو تشخيص حالتي؟ وما هو الدواء المناسب؟

وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ A.a حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الحالة التي انتابتك هي نوع من القلق النفسي الحاد الذي يسمى بنوبات الهلع أو الهرع، ويسمى باللغة الإنجليزية (Panic attack)، وهي ظاهرة مخيفة ومفزعة ولكنها ليست خطيرة، وهي تشخص تحت حالات القلق الحاد وليس أكثر من ذلك، وتأتي دائماً في شكل أعراض نفسية كالتي حدثت لك، وكذلك أعراض جسدية، والبعض قد يأتيه الشعور بدنو المنية وأنه سوف يموت وهكذا.

وهذه الحالة بالرغم مما تسببه للناس من إزعاج وتجعل الناس يترددون على عيادات أمراض الباطنية وعيادات القلب ويقومون بإجراء الكثير من الفحوصات إلا أنها حالة نفسية مائة بالمائة، وهي مقدور عليها تماماً بإذن الله.

ومن أفضل طرق علاج الهرع والهلع هو ممارسة تمارين الاسترخاء، خاصة تمارين التنفس، فعليك أن تستلقي في مكان هادئ وتفكري في أمر جميل، ويجب أن تكون الإضاءة حولك خافتة، وأغمضي عينيك بعد ذلك وافتحي فمك قليلاً، ثم خذي نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، واجعلي صدريك يمتلئ بالهواء وترتفع بطنك قليلاً، ثم أمسكي على هذا الهواء في صدرك لمدة خمس ثوانٍ، ثم بعد ذلك أخرجي الهواء بكل قوة وبكل بطء عن طريق الفم، وهذا هو الزفير كرري هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء لمدة أسبوعين على الأقل، ثم بعد ذلك يمكنك ممارسته متى ما شعرت أنك في حاجة إلى ذلك.

وعليك أيضاً بممارسة أي رياضة - خاصة رياضة المشي -، وعليك أن تحقري فكرة هذا القلق، قولي (الذي انتابني في الماضي ما هو إلا مجرد نوبة من القلق والتوتر، وإذا انتابتني مرة أخرى فيجب أن لا أهتم لذلك، وسوف تنتهي هذه النوبة كما انتهت النوبة السابقة).. عيشي هذا الحوار الفكري المعرفي الداخلي مع نفسك، وهذا -إن شاء الله- يجعلك أكثر طمأنينة.

وأما بالنسبة للعلاج الدوائي فتوجد أدوية فعّالة منها عقار (الزولفت Zoloft)، فلا مانع أبداً من الاستمرار على هذا الدواء فهو دواء جيد، ولكن يجب أن تكون الجرعة مائة مليجرام حبتين في اليوم - على الأقل -، ولابد أن يكون الاستمرار على هذه الجرعة لمدة ستة أشهر على الأقل، ثم يمكن أن تخفض إلى حبة واحدة خمسين مليجراماً يومياً إلى ستة أشهر أخرى.

والدواء البديل الذي تم دراسته بصورة دقيقة هو عقار يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram)، يعتبر هو العقار الأول لعلاج نوبات الهرع، ومع ذلك لا أود أن أقلل من شأن الزولفت ولكن هذه حقيقة علمية لابد أن أوصلك إليها، وجرعة السبرالكس هي عشرة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراماً ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم تخفض إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى.

وعموماً استمري على الزولفت كما وصفه لك الطبيب، وإذا لم تحسي بتحسن حقيقي بعد شهرين من بداية العلاج فيمكنك أن تنتقلي إلى السبرالكس بعد مشورة الطبيب.

وعليك بالحرص على الدعاء والأذكار والحرص على الصلوات وقراءة القرآن، فهي بواعث على الطمأنينة الحقيقة (( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))[الرعد:28]، وقال تعالى: (( وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ ))[الحجر:97] ماذا تفعل؟ (( فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ))[الحجر:98-99]، نسأل الله لك الصحة والعافية، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أعود إلى حياتي الطبيعية وأتخلص من الهلع؟ 1641 الأحد 16-08-2020 02:03 صـ
ما هي أدوية نوبات الهلع والخوف الآمنة وغير الإدمانية؟ 8729 الأربعاء 12-08-2020 03:54 صـ
الأعراض التي تعاني منها زوجتي نفسية أم جسدية؟ 1150 الأحد 09-08-2020 05:24 صـ
أعاني من ضيق التنفس وحالتي تشتد بالليل.. هل حالتي نفسية؟ 1704 الأحد 09-08-2020 04:31 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ