أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : تغير ملامح الوجه عند مشاهدة الآخرين للشخص
أنا حالتي هي أنني عندما أكون معرضاً لرؤية الآخرين وعندما يشاهدونني فعلاً أو أظن أنهم يرونني تتغير ملامح وجهي! ولا أستطيع التركيز، وألفت نظر من يراني حقيقة لا وهماً، ولا أعود لحالتي الطبيعية إلا عندما لا أكون معرضاً لرؤية الآخرين، وهي تحدث معي حتى ولو كان يراني شخص قريب جداً، كأخي مثلاً.
مع العلم أني لست خجولاً، وهي تحدث لا إرادياً، ولم أستطع التخلص منها، وهذه الحالة سببت لي توتراً وقلقاً شديداً في حياتي الاجتماعية، وفي دراستي حيث أصابتني بالعزلة نوعاً ما.
أرجو إفادتي بالعلاج لمثل هذه الحالة ولكم خالص الشكر والتقدير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.
فإن حالتك واضحة جدّاً وهي بسيطة جدّاً وأبشرك ما هي إلا نوع من القلق البسيط، نسميه بالقلق الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي أو الخوف الاجتماعي، وهو طبعاً ليس دليلاً على أنك خجول أو أنك جبان – أو هكذا – هو مجرد نوع من القلق الخاص جدّاً يحدث لبعض الناس في مواقف اجتماعية معينة، وربما يكون سببه تجارب أو خبرات سابقة لم تعرها اهتماماً، ربما تكون قد تعرضت لموقف اجتماعي حدث لك فيه شيء من الحرج – أو هكذا - .
هذه هي النظريات التي يذكرها الأطباء وقد وردت في كثير من الأبحاث، ولكن بعض الناس لا نجد أي سبب لهذا الخوف الاجتماعي.
إذن حين تتفهم حالتك هذا سوف يساعدك كثيراً، ولذا وددت أن أشرح لك حالتك بشيء من الأسس العلمية.
ثانياً: أرجو أن تصحح مفاهيمك حول أمور معينة فيما يتعلق بحالتك.. أولاً أؤكد لك أن الآخرين لا يقومون بملاحظتك، أنت لديك المشكلة عندما تكون معرضاً لرؤية الآخرين أو عندما يشاهدونك تحدث لك حالة القلق هذه حتى أدى بك إلى انعزالك بعض الشيء.. أؤكد لك أن الآخرين لا يقومون برصدك ولا يقومون بمراقبتك. الشخص الذي يراك أو يشاهدك أو أنت تشاهده يكون همه في نفسه أن يؤدي أداءً حسناً وأن يخاطبك بصورة جيدة، ولا أعتقد أنه يلحظك أو يراقبك أو يتسلط عليك، هذا ليس صحيحاً، كل إنسان يكون مشغولاً بأدائه، ويريد أن يظهر المظهر الجيد أمام الطرف الثاني.
وهنالك حقيقة هامة وضرورية جدّاً، وهي أن كثيراً من الناس يعتقد أنه ربما يتلعثم أو تأتيه دوخة أو ربما يفقد السيطرة على الموقف حين يكون عرضة للتعامل مع الآخرين أو مخاطبتهم أو حتى لمجرد رؤيتهم.. هذا أيضاً مفهوماً ليس صحيحاً، فأنا وددت أن أذكر لك هذه الحقائق لأن تصحيح المفاهيم حول ذاتك أيضاً يساعدك كثيراً.
ثالثاً: الإنسان هو كائن اجتماعي بطبيعته، وما دام الإنسان كائنا اجتماعياً فلابد أن يتفاعل مع الآخرين، أن يراهم وأن يروه وأن يشاهدهم وأن يشاهدوه، أن يتواصل معهم وأن يتواصلوا معه، وليس من الضروري أن نكون دائماً على توافق مع الآخرين، ولكننا لابد أن نتفاعل معهم.. هذا أيضاً أمر مهم وضروري جدّاً.
رابعاً: نحن نقول: ليس أحد أحسن من أحد، بمعنى الذين يشاهدونك أو تراهم أو تتواصل معهم أو تتحدث معهم هم بشر وأنت بشر، مهما بلغوا من مرتبة أو منزلة هم بشر وأنت بشر والأمر يجب أن يُعامل على هذا المستوى وليس أكثر من ذلك.
بقي أن أذكرك بأمر ضروري جدّاً وهو تجنبك لمصادر هذا الخوف وهو رؤية الآخرين أو عندما يشاهدونك وتشاهدهم، التجنب هنا سوف يزيد من الحالة – أؤكد لك ذلك – فأرجو أن تقتحم مع تحقير الفكرة - فكرة الخوف أو الرهبة أو الشعور بالقلق – عليك أن تواجه، عليك أن تشاهد وأن تتواصل مع الناس بكل طلاقة وبكل سهولة.. هذا هو العلاج الرئيسي ويسمى في علم النفس بالتعريض مع منع الاستجابة، بمعنى أن تعرض نفسك لمصدر الخوف أو عدم الارتياح وفي نفس الوقت لا تستجيب استجابة سلبية، إنما تصر على ما هو إيجابي.. هذا ضروري جدّاً.
يبقى بعد ذلك هنالك نصائح عامة نراها تفيد في هذه الحالة منها أولاً: أن تحضر أحد حلقات التلاوة، وهي - بفضل الله تعالى – متوفرة في معظم المساجد بالمملكة العربية السعودية، هذا يجعلك ترى الآخرين ويرونك وتشاهدهم ويشاهدونك وتشاركهم، ولا شك أن مثل هذه المجموعة الطيبة يجب أن يطمئن لها الإنسان، هذه الطمأنينة سوف تبني في ذاتك وتحس - إن شاء الله تعالى – بالطمأنينة حتى حين تقابل الآخرين.
ممارسة الرياضة الجماعية أيضاً وجد أنها مفيدة وجيدة جدّاً، فاجعل لنفسك - أخي الكريم – برامج يومية، شيء من الرياضة، شيء من التواصل مع الآخرين، حضور حلقات التلاوة والمحاضرات الإسلامية – وهكذا – هذا التفاعل الاجتماعي والتواصل الاجتماعي هو العلاج الأساسي لحالتك.
بقي أن أصف لك علاجاً بسيطاً جدّاً وفعالا جدّاً وبجرعة بسيطة - إن شاء الله تعالى – سوف يفيدك في التخلص من هذا القلق والتوتر والخوف وهذه العزلة الجزئية التي فرضتها على نفسك. الدواء يعرف باسم تجارياً (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil) ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine)، أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة (عشرة مليجرام) ليلاً يومياً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة بعد ذلك إلى حبة واحدة ليلاً بعد تناول الطعام، واستمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة مرة واحدة كل ليلتين لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.
الدواء من الأدوية السليمة والفعالة جدّاً وأنا على ثقة كاملة - بإذن الله تعالى – أنك بتناول هذا العقار والتزامك بتطبيق الإرشادات السابقة وتفهمك الصحيح لحالتك سوف تجد أن هذه الظاهرة قد اختفت تماماً.
وبالله التوفيق.
ويمكنك مراجعة هذه الاستشارات حول العلاج السلوكي للرهاب: ( 259576 - 261344 - 263699 - 264538 ).
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أعاني من عدم القدرة على التفاعل مع الآخرين | 1405 | الأربعاء 01-07-2020 05:35 صـ |
لا أشعر بالحزن أو الفرح، أشعر بأني غير طبيعي، وأريد حلا! | 1460 | الأربعاء 01-07-2020 06:12 صـ |
أقلق من الأدوية وأعاني من رهاب الخلاء | 636 | الأحد 28-06-2020 05:28 صـ |
خوف ورهاب اجتماعي، فما سبب هذه الحالة؟ | 2330 | الأربعاء 03-06-2020 03:53 صـ |
أعاني من الإحباط وأكثر من التأجيل، ما العلاج برأيكم؟ | 1063 | الثلاثاء 16-06-2020 02:21 صـ |