أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : خوف وقلق شديد بعد المرور بظروف صعبة

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم.
أصابتني حالة من القلق الشديد جداً من بعد ظروف مرت علي، وهذا الكلام مر عليه سنة، وخلال هذه السنة مررت بكثير من الأمور، ومنها الاكتئاب، في البداية كنت دائماً حزينة وفي بكاء على حالي وإلى ما وصلت إليه من خوف وقلق وتعب لأقل مجهود وعدم راحة البال، وكل ما أتذكر أن عمري ما ذهبت لدكتور ولم أشتكِ من أي شيء، وصرت أشتكي من كل شيء، أشعر بالخوف.

لجأت إلى الله بالذكر والصلاة ـ والحمد لله ـ ذهب مني الحزن والبكاء وصرت على يقين بأن ما أراده الله فلابد أنه واقع، ومع هذا أتمنى أن يذهب الذي في نفسي، مع أني أشعر أني أحسن من أول لكن ما زال القلق موجوداً فيّ والتعب لأقل مجهود، ومنذ شهرين آلمني وجع رأس مرة من الخلف ومرة من المنتصف.

أخذت دواء دنكست لمدة شهرين ولكني لم أتحسن عليه، وهي وصفة كتبها لي دكتور باطنية.

أخذت حبة من سبرالكس ولكن عملت لي حالة ذعر.

أنا طبيعتي لا أحب أخذ دواء، وبعدما أصابني القلق من بداية مرضي صرت أخاف كثيراً من أخذ أي دواء، فماذا أعمل؟

وجزاكم الله خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمن الناحية التشخيصية أنت تعانين من حالة تعرف بالقلق الاكتئابي، بمعنى أنه توجد لديك أعراض قلقية وفي نفس الوقت توجد لديك أعراض اكتئابية، وهذه الحالة هي مزيج من هذه الأعراض وتكون متداخلة جدّاً.

ومعظم الأطباء النفسيين يرون أن أفضل علاج لمثل هذه الحالات هي الأدوية المضادة للاكتئاب.

أنا أعرف أن لديك تحفظاً نحو تناول الأدوية، ولكن أيتها الأخت الفاضلة الكريمة – أود أن أذكرك أن هذا النوع من الأعراض غالباً ما يكون ناتجاً من متغيرات بيولوجية، بمعنى أنه توجد مناطق معينة في الدماغ تفرز ما يعرف بالمرسلات أو بالموصلات العصبية ومن أهم هذه الموصلات العصبية المادة التي تعرف باسم (سيروتونين Serotonin ) وجد أنه في حالات القلق الاكتئابي غالباً يكون هنالك اضطراب في إفراز هذه المادة، وقد يتفاوت هذا الاضطراب من ضعف في الإفراز إلى تأرجح في الإفراز أو إلى زيادة في الإفراز في بعض المناطق وتقل في مناطق أخرى، لذا هذا الوضع الكيميائي والبيولوجي لا يمكن إلا أن يصحح كيميائياً وبيولوجياً.

أرجو أن تتفهمي هذه النقطة الهامة جدّاً وألا تتخذي موقفاً سلبياً من الدواء، فالدواء هو نعمة والدواء مطلوب لمثل حالتك (ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له دواء، علمه من علمه وجهله من جهله، فتداووا عباد الله)، ونحن لا نزكي أنفسنا مطلقاً، ولكن العلم البسيط والمتواضع الذي وهبنا الله تعالى يجب أن يستفيد منه إخواننا المسلمون والسائلون على استشارات موقع إسلام ويب، وحقيقة نحن حريصون جدّاً أن نضمن سلامة الدواء قبل فعاليته.

فيا أيتها الأخت الفاضلة هنالك عقار يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft ) أو (لسترال Lustral ) ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline) أرى أنه من الأدوية المفيدة والجيدة جدّاً لحالتك، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

ربما تسألين: لماذا بدأت الجرعة صغيرة ثم ارتفعت ثم بعد ذلك رجعت إلى حبة واحدة؟ هذا هو الترتيب العلمي الأسلم، نبدأ دائماً بجرعة تدريجياً وبعد ذلك نصل إلى الجرعة العلاجية، ثم بعد ذلك المرحلة الثالثة هي الجرعة الوقائية والتي بعدها يُسحب الدواء.

هذا الدواء كما ذكرت لك هو غير إدماني وفعال وسليم، فأرجو أن تتناوليه وبإذن الله تعالى سوف تجنين منه خيراً كثيراً.

يأتي بعد ذلك بعض العلاج السلوكي المطلوب أيضاً، هذا العلاج السلوكي يتمثل في التفكير الإيجابي: أنت لديك أشياء جميلة في حياتك لا تتركي للاكتئاب مجالاً ليصرف نظرك وانتباهك عن الجماليات والإيجابيات الموجودة في حياتك، انظري إلى هذه الجوانب المشرقة وركزي عليها، وتغاضي عن السلبيات وحاولي أن تتناسيها، هذا علاج معرفي مهم جدّاً.

ثانياً: عليك بتنظيم وقتك، فأنت لديك مسئولية، لديك أسرة، لديك الأهل، حاولي أن ترتبي وقتك وتستثمري وقتك بصورة صحيحة.

الإنسان حين يكون فعالاً ويستفيد من وقته وزمنه ويشغل فراغه فيما هو مفيد هذا من أفضل أنواع العلاج الذي يقضي على الاكتئاب تماماً.

ثالثاً: لا شك أن المحافظة على الصلوات في وقتها وقراءة القرآن والمحافظة على الأذكار والتوكل على الله تعالى والأخذ بالأسباب هي إن شاء الله من مفاتيح الصحة والعافية وإزالة الاكتئاب، فكوني حريصة على ذلك.

رابعاً: الأطباء وعلماء النفس دائماً يوصون بممارسة ما نسميه بتمارين الاسترخاء، هي تمارين جيدة جدّاً، فأرجو أن تتحصلي على الكتيبات أو الأشرطة التي توضح كيفية القيام بهذه التمارين، أو يمكنك الاتصال والتواصل مع أخصائية نفسية لتقوم بتدريبك على تلك التمارين الاسترخائية.

خامساً: رياضة المشي إذا أتيحت لك الفرصة أيضاً هي ذات فائدة كبيرة وتمتص الطاقات النفسية السلبية كطاقة القلق والاكتئاب والشعور بالكدر.

أرجو أن تطبقي الإرشادات السابقة وتتناولي الدواء الذي وصفته لك، وأرجو أن تغيري موقفك السلبي من الدواء ولا تحرمي نفسك من هذه النعمة.

ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للقلق: (261371 - 263666 - 264992 - 265121 ).

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الأرق ومجموعة أعراض باطنية؟ 869 الأحد 16-08-2020 06:13 صـ
أنا منهارة تماما، وأحتاج لدواء نفسي! 900 الأحد 16-08-2020 04:09 صـ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 774 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 636 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1563 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ