أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمود حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فبارك الله فيك، وجزاك الله خيراً على سؤالك هذا.
فأعتقد أن المهنة التي تمارسها بما تتطلبه من تركيز ووضع عضلات الرقبة والرأس في وضع معين ربما تكون هي السبب في هذه التشنجات العضلية التي تحدث في منطقة الرقبة، ويعرف أن هنالك عضلات معينة في الجسم تكون أكثر قابلية للانشداد والتشنجات منها عضلات الرقبة وعضلات الكتفين وعضلات الساعدين، وعضلات الصدر وأسفل الظهر.
هذه العضلات هي عضلات قابلة للانشداد، والذي أنصحك به هو أن تقوم بإجراء تمارين الاسترخاء، فهنالك أشرطة وكتيبات جيدة جدّاً وممتازة موجودة في مكتبة جرير وكذلك مكتبة الأمة للصوتيات الموجودة في شارع السد، وما دمت أنت في الدوحة فيمكنك الحصول على هذه الأشرطة، فهنالك شريط للدكتور صلاح الراشد، وشريط آخر للدكتور نجيب الرفاعي - وهو شريط متميز جدّاً – وهنالك شريط ثالث للأستاذة حنان عيسى عبد الظاهر. يمكنك الحصول على أي من هذه الأشرطة ومحاولة تطبيق التمارين الاسترخائية الموضحة على هذه الأشرطة.
بالنسبة للعلاج الدوائي فإنه يعرف أن الـ (ساروتين Saroten) واسمه العلمي (اميتريبتيلين Amitriptyline) واسمه التجاري الآخر (تربتزول Tryptizol) هو من الأدوية المضادة للقلق والمضادة للاكتئاب، ولكن يعرف عنه أنه أيضاً يؤدي إلى استرخاء العضلات المتوترة والمشدودة، وأعتقد أن الطبيب قد يكون لاحظ أنه قد يكون لديك انشداد في العضلات، وهذا الانشداد دائماً يفسر أنه ناتج من القلق أو من الوضع الخطأ للرقبة عند النوم أو عند ممارسة مهنة معينة، فأنت مهنتك كمصفف شعر في رأيي تساهم كثيراً في أن يكون الوضع التشريحي للرقبة عندك ليس مريحاً.
فإذن الدواء أعطي فعلاً من أجل إزالة الآلام والصداع، وكذلك لحصول الاسترخاء، فأنا أعتقد أنه دواء جيد وفعال وإن كنتَ لا تحس أنك مكتئب.
وهنالك حقيقة أود أن أوضحها أن الأدوية لها استعمال أساسي، ولها أيضاً استعمالات جانبية، فاستعمال الساروتين لعلاج الصداع التوتري والتشنجي هو من الاستعمالات الجانبية لهذا الدواء، وهو مفيد وجيد.
أنت لم توضح الجرعة التي وصفها الطبيب، ولكن البداية في مثل هذه الحالة تكون خمسا وعشرين مليجراماً ليلاً لمدة شهر، ثم يمكن أن ترفع الجرعة إلى خمسين مليجراماً ليلاً وتستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى خمس وعشرين مليجراماً ليلاً وتستمر عليها لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.
هذا الدواء دواء جيد، فقط يعاب عليه أنه ربما يسبب بعض الأعراض الجانبية مثل الشعور بالجفاف في الفم وكذلك الثقل بالعينين وربما الشعور بالتكاسل في الصباح.. هذه الأعراض غالباً تكون في الأيام الأولى لبداية العلاج، وبعد ذلك تختفي بصورة تامة.
إذا كان هذا الدواء لم يناسبك فهنالك دواء بسيط جدّاً ومتوفر في الدوحة يسمى تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال Motival)، هو دواء أيضاً مضاد للقلق، ولكن يعرف عنه أنه جيد جدّاً لاسترخاء العضلات المتشنجة والمنقبضة نتيجة للوضع الخطأ في الجسم أو نتيجة للقلق، والقلق يمكن أن يكون ليس بقلق ظاهري، وهذا نسميه بالقلق المقنع، وقد يظهر في شكل أعراض جسدية ومنها الانقباضات العضلية التي تكلمنا عنها سلفاً.
إذا كنت وجدت صعوبة في تحمل الآثار الجانبية للساروتين فيمكنك أن تبدأ في الموتيفال، تناوله بجرعة حبة واحدة ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم خفض الجرعة بعد ذلك إلى حبة واحدة ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم توقف عن تناوله.
بجانب تناول الدواء وتمارين الاسترخاء سيكون أيضاً من الجميل جدّاً أن تمارس أي نوع من الرياضة خاصة رياضة المشي فسوف تفيدك كثيراً إن شاء الله تعالى، وأنصحك أيضاً أن تتجنب استعمال مساند عالية عند النوم، فلابد أن تكون المخدة (الوسادة) من النوع الخفيف جدّاً حتى تكون العضلات في وضع صحيح ووضع استرخائي.
هذه ملاحظات بسيطة ولكنها هامة جدّاً وهي أخطاء يقع فيها الكثير من الناس.
إذا كان الصداع أيضاً شديداً سيكون أيضاً من الجميل أن تتأكد من النظر لديك، وكذلك الأسنان وكذلك الأذن والجيوب الأنفية.
هذه مجرد تحوطات طبية نذكرها دائماً للإخوة الذي يشتكون من مثل حالتك، وذلك من أجل أن تكون النصيحة الطبية مكتملة بقدر المستطاع.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.
وبالله التوفيق.