أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الشعور بكهرباء في الجسم تزيد عند الحركة

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشعر في جسمي مثل كهرباء تزيد عند الحركة وعند مكالمتي في الجوال وليست مستقرة في جهة واحدة في اليد والفم واللسان والرأس، وأحياناً أحس بضغط في الرأس، وعند إحساسي بالكهرباء أحس أن الإضاءة تزيد من التوتر، وأحس فيها عند السهر، وكانت بدايتها قبل سنة أحسست فيها في الرأس وعدم المقدرة على الوقوف لأنها تزيد من الألم، وكنت وقتها حاملاً في الشهر الثاني، وبعدها كنت أتناول حبوب فروز للحديد في الشهر الرابع فاشتدت أعصاب اليدين والأرجل لزيادة الحديد، وعندما تركت الحبوب تخف وبعدها صارت تأتيني من فترة لفترة، مع العلم أني قطعت الحبوب -فروز- وأحس فيها إذا تعرضت لهواء بارد أو توترت.

أرجو الإفادة مع العلم أني لم أراجع المستشفى، ولكم خالص شكري وتقديري.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سماسم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً وبارك الله فيك، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

فإن هذه الأعراض الجسدية من إحساسك بشيء مثل التيار الكهربائي يسري في جسمك عند الحركة أو عند التحدث بالجوال، كما أنك تشعرين أن هذه الظاهرة غير مستقرة في جهة واحدة، وكذلك إحساسك بالضغط في الرأس والإحساس بالتوتر عند الإضاءة وعند السهر.
هذه الأعراض غالباً هي أعراض جسدية لقلق نفسي، ومثل هذه الأعراض يكون السبب فيها أنك ربما تكونين حساسة بعض الشيء، فهنالك بعض الناس يصابون بالقلق وتكون درجة القلق بسيطة جدّاً، وللقلق مكونات نفسية كالتوتر وكالشعور بالضيقة وكالشعور العام بعدم الارتياح وعدم تحمل الأصوات المزعجة، ومن أعراضها أيضاً الخفقان في بعض الأحيان والتعرق والانشدادات العضلية التي تؤدي إلى مثل هذه الظاهرة والآلام في الرأس وفي الصدر وفي الرقبة - وهكذا -.

إذن هذه في نظري مكونات جسدية لدرجة بسيطة من القلق النفسي، ولابد أن تقولي أنك سيدة حساسة ويكون لديك القابلية لتضخيم وتجسيم الأمور، والناس تختلف حقيقة في مشاعرها وفي الطريقة التي تعبر بها عن ذواتها إذا كان تعبيراً طبيعياً أو تعبيراً لأعراض نفسية.

لا أعتقد أن هنالك حقيقة مرضاً عضوياً، وإن كنا نظن أيضاً أنه سيكون من الحكمة أن تقومي بإجراء تخطيط للدماغ؛ لأن هنالك حالات نادرة جدّاً يكون فيها النشاط الكهربائي في المخ مضطرباً أو يكون فيه نوع من الزيادة قد يؤدي إلى ظاهرة شبيهة لهذه الظاهرة، وهذا الاحتمال هو احتمال ضعيف جدّاً جدّاً، فإذا تيسر لك عمل تخطيط للدماغ، فهذا سوف يكون أمراً جيداً، وإذا لم يتيسر أرجو أن تتجاهلي الموضوع تماماً ونعتبره نوعاً من القلق النفسي يعبر عنه جسدياً أكثر من نفسياً.
طرق العلاج هي بأن تمارسي أي نوع ممكن من الرياضة؛ لأن الرياضة تقضي على مثل هذه الظواهر.

ثانياً: هنالك ما يعرف بتمارين الاسترخاء، أيضاً هي جيدة جدّاً وتؤدي إلى اختفاء مثل هذه الظواهر القلقية، وتوجد كتيبات وأشرطة كثيرة جدّاً في المكتبات في المملكة العربية السعودية توضح كيفية القيام بمثل هذه التمارين، ويا حبذا لو أتيحت لك بمقابلة الأخصائية النفسية حتى تدربك التدريب الصحيح على كيفية ممارسة تمارين الاسترخاء بشقيها الاسترخاء العضلي المتدرج والاسترخاء عن طريق التنفس المتدرج. هذه طريقة علمية ممتازة جدّاً فأرجو أن تطبقي تمارين الاسترخاء حسب ما يتاح لك.

عموماً إذا كان هنالك صعوبة في كل ذلك فسأقدم لك شرحاً موجزاً عن كيفية هذه التمارين:

عليك أولاً أن تتأملي في حالة استرخائية كاملة ويجب ألا تشغلي ذهنك بأي أمر آخر، بمعنى أن تخصصي وقتاً حوالي ثلاثين دقيقة إلى أربعين دقيقة وتعرفين أنك الآن في جلسة علاجية استرخائية لا تتحمل أي نوع من الضوضاء أو الإزعاج أو الانشغال، وتذكري لحظات جميلة وسعيدة في حياتك – هذا يساعد – أو يمكنك أن تستمعي إلى شريط من القرآن لأحد القراء بصوت منخفض، هذا أيضاً وجد أنه جيد جدّاً، في الغرب يقولون للناس: استمع إلى موسيقى بصوت منخفض ولكننا نحن لا ننهج هذا المنهج.

بعد ذلك أغمضي عينيك وافتحي فمك قليلاً، ثم خذي نفساً عميقاً وبطيئاً – وهذا هو الشهيق – ويجب أن يكون عن طريق الأنف، واجعلي صدرك يمتلأ بالهواء حتى ترتفع البطن قليلاً، ثم بعد ذلك أمسكي على الهواء في صدرك قليلاً لمدة خمس ثوانٍ، ثم أخرجي الهواء عن طريق الفم، ويجب أن يكون إخراجه أيضاً بكل قوة وبكل بطء.. كرري هذا التمرين خمس إلى ست مرات بمعدل مرة صباحاً ومرة مساءً.
والتمرين الآخر هو تمرين الاسترخاء العضلي، تأملي في مجموعات العضلات الموجودة في جسمك وهي بالطبع عضلات القدمين والساقين والحوض والظهر والبطن والصدر والرقبة، ثم بعد ذلك قومي بشد مجموعة العضلات الأولى وهي عضلات القدمين، تأملي أنك تشدي على هذه العضلات، ثم بعد ذلك قومي باسترخائها، أي اقبضي عليها وشدي عليها ثم بعد ذلك أطلقيها، وهكذا انقلي نفس التمرين لعضلات الساقين والحوض والظهر والبطن والصدر والرقبة، هذه من التمارين المفيدة جدّاً والتي سوف تساعدك كثيراً.
أما بالنسبة لعلاقة حبوب الحديد لهذه الظاهرة حقيقة أنا لا أستطيع أن أثبتها ولا أرى أن هنالك رابطاً بالرغم من أنك ذكرت أنه اشتدت الظاهرة في أعصاب اليدين والأرجل بزيادة الحديد، لا أعرف إن كان تم فحص مستوى الحديد في الدم أم لا؛ لأنه يعرف أن الحديد إذا زاد يؤثر على الكبد ولا يؤثر على هذه الأعضاء الطرفية، لكن عموماً أنت صاحبة التجربة في هذا السياق، ولا أستطيع أن أنفي بما ذكرته، ولكنها حقيقة جديدة بالنسبة لي، وسيكون أيضاً من الحكمة أن تذهبي إلى أحد المختصين في الأمراض الباطنية لقياس مستوى الحديد لديك إذا كان هذا الأمر يزعجك حتى الآن.
أما التعرض للهواء الذي يؤدي إلى هذه الأعراض هو حقيقة ظاهرة تدل على حساسيتك النفسية وكذلك حساسيتك الجسدية، فإنا نعرف أن بعض الناس إذا تعرضوا إلى ضوء الشمس مثلاً يصابون أيضاً بظواهر مماثلة، فهذه كلها نوع من الحساسية العضوية أو الحساسية النفسية.

والذي يؤكد أن حالتك هي مرتبطة بالقلق النفسي هو أن التوتر يؤدي إلى ظهور هذه الأعراض بصورة أكثر.

أود أن أصف لك علاجاً دوائياً يساعد - إن شاء الله تعالى - كثيراً في التخلص من هذه الأعراض وذلك بجانب تطبيقات الإرشاد السابق، وهذا الدواء يعرف تجارياً باسم (فلوناكسول Flunaxol) ويعرف علمياً باسم (فلوبنتكسول Flupenthixol)، وهو من الأدوية السليمة والمفيدة جدّاً، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة حبة واحدة (نصف مليجرام) ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ارفعي الجرعة إلى حبة في الصباح وحبة في المساء لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم توقفي عن تناوله.

جزاك الله خيراً وبارك الله فيك، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الأرق ومجموعة أعراض باطنية؟ 907 الأحد 16-08-2020 06:13 صـ
أنا منهارة تماما، وأحتاج لدواء نفسي! 944 الأحد 16-08-2020 04:09 صـ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 818 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 676 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1600 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ