أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : رعشة وهلع وتوتر وتلعثم في الكلام

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تزوجت منذ ثلاثة أعوام ولم نرزق بأطفال حتى الآن لعلة بي، وقد تعرضت في أول العام الحالي لفشل في الكلية المزروعة، ومنذ أن حدث ذلك أصبحت زوجتي لا تنام ولا تأكل، وتناقص وزنها كثيراً، وصارت لا ترغب في الحياة، وتخاف أن تأخذ منها الحياة من تحب، وتحمل نفسها المسئولية عما تفعله وما لم تفعله، فقد كتب لي الطبيب دواء جديداً فاعتقدت أن الدواء هو السبب فيما وصلت إليه، لأنها هي التي حملت الدواء من القاهرة إلى البلد الخليجي الذي نقيم به، وكان عليها أن ترفض.

علماً بأن والدها مريض، وهي تعاني من البعد عن أهلها أثناء وجودها معي، ومن البعد عني أثناء وجودها عند أهلها، وتحول حياتهم وحياتي إلى قلق دائم، كما ينتابها رعشة تصاحب هذه الحالة من الهلع والتوتر، ولا تستطيع الكلام أو التنفس بسهولة.

وقد نصحتها بالذهاب إلى طبيب متخصص ولكنه كان يعطيها حقنة مهدئة فقط، علماً بأنها تحفظ ثمانية أجزاء من القرآن الكريم ولا تعمل، وكثيراً ما تتكلم عن الحسد، فماذا أفعل معها؟!

وشكراً لكم.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Bob حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلا شك أن تواصل زوجتك العاطفي والوجداني معك قد أثر عليها وأدخلها في حالة اكتئابية، فإن التناقص في الوزن وعدم الرغبة في تناول الطعام واضطرابات النوم والشعور بالذنب هي من مكونات الاكتئاب النفسي الضرورية، خاصة لدى النساء.

وهذا النوع من الاكتئاب يعتبر اكتئاباً بيولوجياً، أي لا نستطيع أن نقول أنه اكتئاب ظرفي ومرتبط بظرف معين، نعم هناك أحداث حياتية مهمة وهي حالتك الصحية – نسأل الله لك الشفاء والعافية – وكذلك بُعدها من أهلها والشعور بالذنب المطبق عليها، هذه عوامل بيئية لا نستطيع أن ننكرها، ولكن الشيء الأساسي هو أعتقد أنه في الأصل لديها الاستعداد للإصابة بمرض الاكتئاب.

فالرعشة والشعور بالهلع والتوتر هي من أعراض القلق التي كثيراً ما تكون مصاحبة للاكتئاب النفسي، وصعوبة التنفس أيضاً هي من السمات التي نشاهدها مع نوبات القلق والتوتر والاكتئاب.

ونشكرك على اهتمامك بأمر زوجتك، وهذا يدل على صبرك ومستوى الوفاء لديك، ونسأل الله تعالى أن يرزقكما الذرية الصالحة، وإن كنتَ ممن أرادت مشيئة الله أن يكون عقيماً فنسأل الله تعالى لك الثواب والأجر على صبرك.

ولا شك أن الفاضلة زوجتك في حاجة إلى علاج، ويتمثل العلاج في المساندة والاستبصار، وأنا أعرف تماماً أنك تقوم بذلك، وهي سيدة فاضلة ومن أهل القرآن، فنسأل الله تعالى أن يبعث في قلبها الطمأنينة، وفي وسط هذه السلبيات الموجودة في الحياة لابد أن تذكرها بالإيجابيات، ولابد أن تعيش هي على الأمل والرجاء، والمسلم مكلف بذلك، وعليها بالتمسك بسلاح الدعاء، فهذا يفيدها كثيراً.

يبقى بعد ذلك العلاج الدوائي، فهناك أدوية فعالة وممتازة تساعدها، فهناك عقار يعرف تجارياً باسم (ريمارون Remeron) ويعرف علمياً باسم (ميرتازبين Mirtazapine)، يعتبر دواءً مثالياً لحالة زوجتك، فهو مزيل للاكتئاب ويحسن الشهية للطعام، كما أنه يحسن النوم جدّاً ويزيد من الدافعية ويقلل من الشعور بالذنب، والجرعة المطلوبة في حالة الفاضلة زوجتك هي حبة واحدة ليلاً، وقوة الحبة هي ثلاثين مليجراماً، فأرجو أن تتحصل على هذا الدواء وتستعمله لمدة لا تقل عن ستة أشهر.

وهذا الدواء مكلف نسبياً في الصيدليات الخاصة، ولكنه متوفر في مستشفى الطب النفسي الحكومي بتكلفة بسيطة مقارنة بالتكلفة في الصيدليات الخارجية، وعموماً أرجو أن تتحصل على هذا الدواء فهذا هو الضروري وهذا هو المهم، وبجانب مساندتك وطمأنتها وثقتها بالله تعالى أولاً وأخيراً سوف تختفي هذه الأعراض.

وأما الكلام عن الحسد وعن العين وعن السحر فهو كلام كثير وفيه بعض التناقضات، ولكن نحن كمسلمين مكلفين بأن ننظر في ما هو ثابت، وهو أن هذه الأمور موجودة ولا نشك في ذلك، ولكننا في ذات الوقت نعرف أن الله سيبطل كل هذه الأمور بالنسبة للمسلم المؤمن الذي يتمسك بدينه ويحافظ على صلواته وأذكاره وأدعيته وقرآنه، ولا مانع من الرقية الشرعية، وعليها أن تعرف وتعلم بأن كل أمر هو بيد الله ولن يحدث في كون الله إلا ما أرده الله، فنحن كمسلمين نعرف هذه الحقيقة، ولكن لابد من التثبت في الأمر، ولابد من القناعة ولابد من اليقين القوي حتى يجني الإنسان فائدة هذا الإيمان وهذا الاعتقاد.

نسأل الله لها الشفاء والعافية، وخوفك عليها إن شاء الله سيكون عائده إيجابياً حين تتناول زوجتك الفاضلة العلاج الذي وصفته لها أو أي أدوية مشابهة.

وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الأرق ومجموعة أعراض باطنية؟ 867 الأحد 16-08-2020 06:13 صـ
أنا منهارة تماما، وأحتاج لدواء نفسي! 900 الأحد 16-08-2020 04:09 صـ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 774 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 635 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1563 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ