أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الآثار الجانبية للأدوية هي أمر نسبي، وهذه الآثار الجانبية - أيّاً كان نوعها، وأيّاً كان الدواء المستعمل – تعتمد على أشياء كثيرة: طبيعة الدواء نفسه، والوضع البيولوجي للشخص الذي سوف يستعمل هذا الدواء، حيث يوجد تفاوت في تقبل الناس للأدوية، ويوجد اختلاف في تفاعل الناس مع الأدوية، والأعراض الجانبية أيضاً تختلف من إنسان إلى آخر.

وأما بالنسبة لعقار (زولفت Zoloft) أو ما يعرف بـ(سيرترالين Sertraline)، فلا يتسبب في تساقط الشعر غالبا، وقد يتسبب هذا في حالات نادرة جدّاً، وهذا الدواء ليس مشاعاً عنه هذا العرض الجانبي.

وأما بالنسبة للضعف الجنسي أو الرغبة الجنسية، فهذا موضوع فيه الكثير من الخلاف، وقد قتل بحثاً، والحقيقة العلمية الصادقة الأمينة أن الزولفت يؤدي إلى تأخير القذف المنوي لدى بعض الرجال وليس كل الرجال، وهذا يحدث مع الجرعات المتوسطة أو الكبيرة، فنحن نعرف أن جرعة الزولفت هي حبة واحدة من فئة خمسين مليجرام يومياً إلى أربعة حبات (مائتي مليجرام) يومياً، فغالباً الجرعة الصغيرة لا تسبب هذا العرض الجانبي.

وأما موضوع الرغبة الجنسية، فهناك أيضاً أقلية من الرجال - وحتى بعض النساء – ربما تقل لديهم الرغبة الجنسية أو قد يضعف الانتصاب قليلاً لدى الرجل، خاصة إذا كان الرجل تشبعت نفسه وأصبح منشغلاً بأن هذا الدواء سوف يسبب له الضعف الجنسي.

والجانب النفسي والمعتقدي قد يغلب على بعض الناس عندما يسمع أشياء كثيرة، ويطلع على أشياء كثيرة، وتلتصق في عقولهم وفي كيانهم، وتكون على مستوى الشعور ومستوى اللاشعور، فالذين لديهم أفكار ومعتقدات مسبقة عن الدواء أنه سوف يسبب لهم الضعف الجنسي، هم أكثر الناس عرضة للإصابة بقلة الرغبة الجنسية حين تناول هذا الدواء؛ لأن المبدأ الصحيح والعلمي في المعاشرة الجنسية هو أن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل، لذا نحن ننصح الناس بأن لا يراقبوا أداءهم الجنسي، وبعد فرض رقابة صارمة على أدائهم الجنسي يقلل من فعاليته، والمعاشرة هي في الأصل أمر بيولوجي وطبيعي ويعتمد على الأخذ والعطاء ما بين الرجل والمرأة.

وأود أن أقول لك: إني أعرف الذين يتناول الزولفت لعدة أسباب، منها: الاكتئاب النفسي، والمخاوف، وأفادوني بأن أداءهم الجنسي قد تحسن بدرجة كبيرة، وهذا بعد اختفاء الخوف والاكتئاب.

إذن: الموضوع هو أمر نسبي، ويعتمد على التجربة الشخصية، ويعتمد على قابلية الإنسان وتفاعله ومدى إدراكه وثقافته الجنسية، ومدى توقعاته حول المعاشرة الجنسية، وختاماً نشكرك على هذا التواصل مع موقعك إسلام ويب، وعلى ثقتك فيما يقدمه.

وبالله التوفيق.