أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : عدم الشعور بالواقعية وضعف شديد في التركيز

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

عانيت منذ عام 1994 من حالة اكتئاب وقلق شديدة، بالإضافة إلى وساوس قهرية قوية تتصل بكل شيء في الحياة تقريباً، مع شعور لا يفارقني أبداً أن الحياة من حولي وكأنها حلم وليست واقعاً طبيعياً، مع ضعف شديد بالتركيز، وأدى ذلك لتوقفي عن الدراسة والاختلاط بالناس لسنوات، ذهبت للأطباء وكان التشخيص هو اكتئاب + وسواس قهري، والقلق ناتج عن الوسواس، وعولجت بتفرانيل وأنافرانيل ولم تتحسن الحالة، ثم عولجت بالبروزاك والسيبرام مع أدوية مساعدة مثل أوكسيبرال، وقد تحسنت حالتي كثيراً وعدت للدراسة والاختلاط بالناس ولكن لم أشعر يوماً أبداً منذ 1994 بأنني إنسان طبيعي، حيث مازلت أعاني من مشكلة ضعف التركيز، مع الشعور الذي لا يفارقني أبداً، وهو وكأن الحياة من حولي حلم، رغم تخلصي تقريباً من كل أعراض الاكتئاب والوسواس القهري.

وتوقفت عن العلاج لسنوات ثم زرت طبيباً فقال لي أن مرضي الأساسي هو التوتر العصبي المزمن، ووصف لي دوجماتيل وبوسبار لمدة شهرين، وبعدها شعرت بأنني أفضل ولكن ليس إلى الحد الطبيعي، فهل يمكن لي أن أشعر يوماً شعوراً حقيقياً بأن الحياة من حولي واقعية 100 % مع عودة التركيز الكامل لعقلي.

علماً بأنني أجريت فحوصاً طبية دقيقة وعديدة على الدماغ أثبتب أنه سليم عضوياً 100 % .

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ إبراهيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فجزاك الله خيراً وبارك الله فيك ونشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

فإن أعراضك حقيقة تنصب الآن نحو نوع من القلق النفسي الذي يجعلك تحس كأن الأمور حولك متغيرة أو أن ذاتك ليست بذاتك، فإن هذا نوع من القلق النفسي، وهذا النوع من القلق الذي يجعل الإنسان يشعر بأنه لا يعيش واقعاً طبيعياً معروف لدينا في الطب النفسي وهو حالة مزعجة بعض الشيء ولكن أؤكد لك أنها ليست خطيرة أبداً.

أيضاً لا شك أن ضعف التركيز ناتج من القلق النفسي، وحتى الوساوس القهرية الذي حدثت لك في السابق هي حقيقة جزء من القلق النفسي، وكذلك الاكتئاب الذي أتاك في نظري ربما يكون اكتئاباً ثانوياً ناتجاً من الخوف والقلق والوساوس.

أنت الحمد لله من الواضح أنك متفهم لحالتك، وأن الأمور - إن شاء الله تعالى – سوف تسير نحو الأحسن، والذي أرجوه منك هو أن تتفهم أن حالتك ما هي إلا نوع من القلق النفسي.

ثانياً: عليك أن تسعى بقدر المستطاع أن تحقر هذه الأعراض.. أُجري مع نفسك حواراً داخلياً وقل لها: (هذا الشعور هو ناتج من القلق وأنا لن أهتم به، أنا طبيعي والعالم حولي طبيعي، وليس أكثر من ذلك).

ثالثاً: عليك أن تمارس الرياضة، فالرياضة من أجمل وأحسن محفزات النفس نحو الشعور بالرضا، وكذلك تحسين السلوك، وإدخال السلوك الإيجابي على النفس البشرية، فقد وجد أن الرياضة تؤدي إلى إفراز نوع من المواد الكيميائية في داخل الدماغ، وهذه المواد البيولوجية تؤدي إلى تحييد المشاعر النفسية السالبة، مما يؤدي إلى الخلاص منها، كما أنها تؤدي إلى امتصاص القلق وامتصاص التوتر، فكن حريصاً على ذلك.

رابعاً: أنت لديك عمل ولديك أشياء إيجابية كثيرة في حياتك، فأرجو أن تركز على هذه الإيجابيات، وحاول أن تطور نفسك في محيط العمل، وفي التواصل الاجتماعي، وكن حريصاً على عباداتك وصلتك بربك... هذه كلها دوافع وبواعث نفسية إيجابية ترفع معدل الصحة النفسية بصورة واضحة.

خلاصة الأمر أنا لا أريدك أبداً حبيساً أو سجيناً لهذه الأعراض، فهي مجرد قلق وليس أكثر من ذلك.

وجد أيضاً أن تمارين الاسترخاء جيدة جدّاً إذا مورست بصورة صحيحة فهي مفيدة جدّاً، فإذا استطعت الذهاب إلى أخصائي نفسي ليقوم بتدريبك على هذه التمارين فأعتقد أنها سوف تفيدك كثيراً، ويمكنك أيضاً أن تتحصل على أحد الأشرطة المسجلة أو الكتيبات التي توضح كيفية إجراء هذه التمارين.

هنالك أنواع من هذه التمارين الاسترخائية: تمارين للتنفس، وتمارين مختلفة جدّاً لاسترخاء العضلات، وكلها - إن شاء الله تعالى – مفيدة.

يبقى بعد ذلك العلاج الدوائي، وأنت الآن قد تحسنت على عقار دوجماتيل Dogmatil وعلى عقار بسبار Buspar، وهذه أدوية بسيطة جدّاً، وهي حقيقة مضادة للقلق، وهذا نفسه يؤكد لنا التشخيص الذي شخصنا به حالتك.

هنالك الآن دراسات تشير أن العقار الذي يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram) دواء ممتاز جدّاً لعلاج القلق، وأنا لا أعتقد أنك قد جربت هذا الدواء، ولكن يمكنك أن تتوقف عن البسبار، لأني أعتقد حقيقة أن الفائدة تكون قد أتتك من الدوجماتيل.

تناول الدوجماتيل بجرعة خمسين مليجراماً ثلاث مرات في اليوم، وتناول معه السبرالكس بجرعة عشرة مليجرامات ليلاً، واستمر على السبرالكس لمدة ستة أشهر على الأقل، وهو دواء فعال وطيب جدّاً لعلاج القلق ومثل هذه التوترات، وحتى إذا استمريت على البسبار فلا مانع في ذلك، هذه كلها أدوية بسيطة وهذه جرعة بسيطة، ولا تتعارض هذه الأدوية مع بعضها البعض.

أنا على ثقة كاملة - بإذن الله تعالى – بأن هذه الأعراض سوف تنتهي وأنك سوف تحس بالواقعية، فأنت الآن تعيش الواقعية ولكنك لا تحس بها، وإن شاء الله حين ينتهي القلق سوف ينتهي هذا الشعور والذي نسميه بـ (الغربة عن الذات)، وسوف يتحسن لديك التركيز أيضاً.

هنالك نقطة أخيرة لابد أن أذكرها لك وهي أنه قد وجد أن قراءة القرآن الكريم بتمعن وتؤدة تحسِّن كثيراً من التركيز، فأرجو أن تكون حريصاً على ذلك، وذلك بجانب ممارسة الرياضة التي ذكرتها لك مسبقاً.

ويمكنك الاطلاع على هذه الاستشارات حول العلاج السلوكي لعدم التركيز: ( 226145 _264551 ).

جزاك الله خيراً وبارك الله فيك، وأسأل الله لك الشفاء والعافية.
وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الأرق ومجموعة أعراض باطنية؟ 867 الأحد 16-08-2020 06:13 صـ
أنا منهارة تماما، وأحتاج لدواء نفسي! 900 الأحد 16-08-2020 04:09 صـ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 774 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 635 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1563 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ