أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : المعاملة القاسية من جهة الصديقة وكيفية التعامل معها

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

لدي صديقة أملك لها معزّة كبيرة واحتراماً، فهي لي كأخت وأكثر، ولكنها لم تكن تبادلني هذا الشعور، ونظراً للعلاقة التي تجمع بين أهلي وأهلها فإنني كنت أقدم جميع الواجبات المتعارف عليها بين العائلتين، ولكن منذ عام تقريباً بدأت تعاملني وكأني أقل منها مستوى، ورغم أن هناك فارقاً طبقياً لكنني لم ألاحظ ذلك إلا من خلال معاملتها الأخيرة لي، حيث أصبحت معاملتها أقسى من قبل رغم أني لم أقدم لها أي إساءة.

وصرت أكتم في داخلي ولا أُظهر شيئاً وأعاملها بالتي هي أحسن، ولكنها إذا كان لها غرض فإنها تتودد حتى تحصل عليه، وأشعر الآن بحيرة من أمري لأن ما تقوم به ضدي أصبح يتعبني صحياً ولا أستطيع المجاملة أكثر من ذلك، وهي لديها مناسبة الآن، وقد قدمت لي الدعوة لكن ليس بالصورة المتعارف عليها سابقاً بيننا، وقبل هذه الدعوة هاتفتني وقامت بجرحي بكلمة قاسية، ومع ذلك كظمت غيظي وصبرت واحتسبت أجري عند الله، فهل ألبي الدعوة أم أعتذر؟ وما الأسلوب الذي أعتذر به؟ علماً أن لدي في يوم المناسبة أشغالاً يجب عملها، ولكن يمكنني التنسيق أو أعتذر بأشغالي، فانصحوني.

وجزيتم خيراً.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حصة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نفضل تلبية دعوتها؛ لأن تقصيرها في حقك لا يبرر لك التقصير، فالإنسان المسلم يرجو بإحسانه رحمة ربه القدير، ولو أننا عاملنا كل من يقصر في حقنا بالتقصير لانقطعت الصلات، ولكن الكمال هو أن نصل من قطعنا وأن نعطي من حرمنا، وأن نعفو عمن ظلمنا، قال تعالى: ((خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ))[الأعراف:199] ونحن نحب أن تتواصلي معها، ولا بأس من إشعارها عندما تكونون على انفراد بما يضايقك، وحافظي على صداقة الأسرتين فإن العلاقة أكبر من شخصية.

وإذا شعر إنسان أنه أفضل من غيره فذلك دليل على نقصه وضعفه، (فالناس لآدم وآدم خلق من تراب)، و(لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم أو ليكونن أهون عند الله من الجعلان).

ومثل هذه الصديقة سوف تتعلم من خلال مسيرة الحياة، وهي كما تشاهدين لا تستغني عنك، ولا يوجد إنسان على وجه الأرض يستطيع أن يستغني عن الآخرين، وقد أحسن من قال:

الناس للناس من بدو وحاضرة *** بعضهم لبعض وإن لم يشعروا خدم

فتعوذي بالله من الشيطان، واقصدي بصلتك رضى الله الرحيم الرحمن.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة الصبر على تصرفاتها واحتساب الأجر من الله، ولا تظنين أن في القطيعة راحة أو سعادة، وكيف يكون فيها ذلك وهي لا تُفرِح سوى الشيطان والذين لا خير فيهم من بني الإنسان، فعاملي هذا العدو الذي يأمرك بالقطيعة بنقيض قصده، ولا تتغيبي عن مناسبتها مهما كانت طريقة الدعوة والتمسي لها الأعذار، فإن لم تجدي لها عذراً فقولي: (لعل لها عذراً لا أعرفه)، نسأل الله أن يرزقك السداد والثبات ومرحباً بك مجدداً.

وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا أستطيع نسيان ذكرياتي مع زميلي الذي قاطعني. 755 الأربعاء 15-07-2020 05:18 صـ
أخشى من جيراننا الذين سببوا لنا الأذى .. ما العمل؟ 561 الأربعاء 08-07-2020 02:07 صـ
كيف أتصرف مع صديقتي التي تتدخل في كل أموري؟ 650 الثلاثاء 16-06-2020 02:35 صـ
لم أعد أشعر بالارتياح لصديقاتي ولا لأحاديثهن! 1018 الخميس 25-06-2020 04:32 صـ
وثقت بصديقي لكنه خان الصداقة وأخذ مالي، ماذا أفعل؟ 2918 الاثنين 18-05-2020 05:09 صـ