أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : التخلص من التردد والوسائل المعينة على ذلك

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا طالب في الجامعة، ولكني أعاني منذ فترة قصيرة من مشكلة لم تكن موجودة في حياتي من قبل ألا وهي التردد والخوف، وأشعر أنه ليس بدرجة كبيرة ولله الحمد، ولكنه يسبب لي مشاكل في كثير من الأحيان.

فمثلا عندما لا أفهم شيئاً فإنه يصيبني الحرج من سؤال الدكتور، وأثناء وجودي في وسط مجموعة من الناس أتحرج الدخول في حوارات معهم، وأبتعد عن التعامل مع الجنس الآخر، ولا أثق في نفسي.

أطلب منكم وصف خطة علاج سلوكية أو دوائية، خاصة أنني مجتهد ولله الحمد، وأحقق دائماً نتائج جيدة، ولكن ذلك الموضوع أثّر كثيراً على مستواي وحالتي النفسية.

ولكم جزيل الشكر.

مدة قراءة الإجابة : 11 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Jazerri حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن التردد قد يكون ظاهرة طبيعية في حياة الناس، خاصة في مراحل اليفاعة والشباب، حيث إن هناك تغيرات في البناء الكيمائي والبناء النفسي والمتغيرات البيولوجية، كما أن أحلام اليقظة ربما تعتري الإنسان في هذه السن، وأحلام اليقظة دائماً تخالط الحقائق وتجعل الإنسان يتردد في بعض الأحيان.

وقد يكون التردد سمة من سمات الوسواس القهري، فالأشخاص الذين لديهم سمات الوساوس يكثرون من التردد ويصعب عليهم في بعض الأحيان اتخاذ القرارات، ولكني أرى أن حالتك بسيطة، وهي نوع من القلق البسيط وليست أكثر من ذلك.

وأنت مطالب بأن تثق في نفسك وأن تنظر إلى نفسك بأنك لست بأقل من الآخرين بأي حال من الأحوال، فهذا أمر ضروري جدّاً.

وعليك أن تحاول أن تركز وتتعلم وتطبق الاستخارة الشرعية في كل أمورك؛ لأن الاستخارة الشرعية تبعث الطمأنينة في النفس وتقلل من التردد، فإذا هممت بأمر ثم استخرت الله تعالى فقد تركت الأمر كله بيد الله تعالى، والمؤمن عليه أن يسعى وأن يكون هذا هو ديدنه وطريقته، أي لابد أن يقوم التوكل على أسس، والاستخارة سوف تساعدك كثيراً في إزالة هذا التردد إن شاء الله تعالى.

وأود منك أن تقوم ببعض التمارين السلوكية، وأحد هذه التمارين:

• قم باختيار ثلاثة مواضيع تريد أن تنجزها، فكر فيها واكتب هذه المواضيع، وبعد ذلك انظر إليها بدقة لمدة خمس دقائق ثم اتخذ قرارك وقل: (قررت الآن أن أسقط الموضوع الأول والثالث وقد اخترت الموضوع الثاني للتطبيق والتنفيذ)، أي لا تبدأ في تفكيرك بما تود أن تنفذ بل قم بإسقاط ما لا تود تنفيذه أو ما لا يناسبك، هذا التمرين كرره بصورة يومية، فهو يقلل كثيراً من التردد إن شاء الله.

• عليك باتخاذ القدوة الفعّالة والقدوة الحسنة، فالقدوة دائماً تفيدنا في حياتنا، فحاول أن تتمثل بالذين تراهم أكثر ثقة بأنفسهم من زملائك أو أصدقائك أو المعلمين أو من تقابلهم في حياتك بصفة عامة، فأنا على ثقة كاملة أنك تعرف أشخاصاً تتميز حياتهم بالجدية والانضباط والفعالية وعدم التردد، فقل لنفسك: (لماذا لا أكون مثل هذا الشخص؟) هذا أيضاً يساعد كثيراً.

• تحديد الأهداف في الحياة، فإن الإنسان أحياناً يتردد لأن أهدافه غير واضحة، وكثير من الناس يعيشون حياتهم دون غاية ودون هدف، يتركون الزمن ليديرهم لا أن يديروا هم الزمن، وهؤلاء أفشل الناس، إذن ضع أهدافك وقل: (سأقوم بإنجاز هذا الأمر اليوم أو غداً أو الساعة كذا سوف أقوم بعمل كذا)، وحسن إدارة الزمن تقلل من فرص التردد وتؤدي إلى نجاحك إن شاء الله، فأرجو أن تتبع ذلك.

• التواصل والحوار مع الآخرين كمهارة اجتماعية دائماً يكون بصورة جيدة إذا نظرت إلى نفسك بأنك لست أقل من الآخرين، وأما فيما يخص التخاطب مع الجنس الآخر فيجب أن لا تضع في ذهنك أنك تريد أن تبني انطباعات إيجابية أمام النساء، فكن على سليقتك وكن مسترخياً وتحدث مع النساء في الحدود الشرعية المنضبطة، وسوف تجد أن الأمر أصبح بالنسبة لك سهلا جدّاً.

• شارك في أي برامج رياضية أو برامج اجتماعية؛ لأن ذلك يقوي من الإنسان ويجعله في مكان اتخاذ القرار.

• عش خيالاً بأنك مسئول عن مجموعة من الطلاب، وهذه المجموعة في انتظارك لتضع لهم برنامجاً معيناً، أو أنك في المنزل بين أهلك وطُلب منك أن تقوم بوضع خطة معينة لمصاريف الشهر القادم بالنسبة للمنزل وميزانية الأسرة،
فهذا نوع من التخطيط التنموي الضروري، وهو يزيل التردد أيضاً، وهناك عدة برامج من هذا السياق، والمهم في نظري أن تثق في نفسك وأن لا تحقر من قيمتك وأن تكون لك أهداف واضحة، وأن تضع الآليات التي سوف توصلك لهذه الأهداف.

يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، وأعتقد أن مشكلتك بسيطة جدّاً، وسوف أصف لك أحد الأدوية التي يعرف عنها أنها تقلل من القلق المرتبط بالتردد وبدايات الوساوس، وهذا الدواء يعرف تجارياً باسم (فافرين Faverin) ويعرف علمياً باسم (فلوفكسمين Fluvoxamine) وهو ينتمي لمجموعة من الأدوية تعرف باسم (مثبطات إرجاع السيروتونين الانتقائية)، وهذه أدوية خاصة وفعالة وسليمة، فأرجو أن تبدأ في تناول هذا الدواء بجرعة خمسين مليجرام ليلاً لمدة شهر، ويفضل أن تتناوله بعد الأكل لأن هذا الدواء بالرغم من سلامته المطلقة إلا أنه ربما يؤدي إلى عسر بسيط في الهضم في الأيام الأولى، وإذا تناوله الإنسان بعد تناول الطعام فلن يحس بهذا الأثر الجانبي.

وبعد انقضاء شهر ارفع الجرعة إلى مائة مليجرام ليلاً واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفّض الجرعة إلى خمسين مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عنه.

إذن عليك باتباع الإرشادات السابقة، وعليك بتناول هذا الدواء، وكن مستبصراً وواثقاً من نفسك، وعش حاضرك بقوة، وعش مستقبلك بأمل، نسأل الله لك التوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.
==========================================
انتهت إجابة المستشار النفسي د. محمد عبد العليم، ولإتمام الفائدة واكتمال الجواب تم عرض استشارتك على المستشار الشرعي الشيخ موافي عزب، فأجاب قائلاً:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن أن يفرج كربتك وأن يقضي حاجتك، وأن يربط على قلبك، وأن يمنحك قوة وثباتاً منه سبحانه، وأن يجعلك من صالح المؤمنين.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإن التردد قد يكون سمة من سمات مرحلة البلوغ وما بعد البلوغ، حيث يكون الإنسان قد خرج من دائرة الطفولة المبكرة إلى دائرة الرجولة، فيشعر بتغير في جسده وفي مكوِّناته الظاهرة والباطنة، مما يشعره بأنه في حالة من عدم الاستقرار، نتيجة أنه فارق وضعاً كان عليه ودخل في وضع آخر، خاصة بعد مرحلة الثانوية إلى مرحلة الجامعة التي فيها أنواع من الطلبة والطالبات لم يكن يتعامل مع مثلهم فيما مضى، فيحدث أحياناً عنده نوع من عدم الاستقرار ونوع من الخوف والتردد.

وهذه الحالة ليست حالة مرضية خطيرة، وستكون في طريقها للزوال إذا استعملت الوسائل المعينة، وفوق ذلك تقوم برقية نفسك رقية شرعية، والرقية الشرعية إذا لم تنفع فلن تضر، فهي آيات من كلام الله تعالى، وأحاديث من سنة النبي عليه الصلاة والسلام تواظب عليها لفترة حتى تشعر بنوع من التحسن، لاحتمال أن يكون قد حسدك أحد، وقد ورد: (صاحب كل ذي نعمة محسود)، والنبي عليه الصلاة والسلام قال: (العين حق)، فأتمنى أن تقوم بعمل رقية شرعية لنفسك، أو أن تقوم والدتك أو والدك برقيتك إن كانوا يستطيعون ذلك، فإن لم يستطيعوا فلا مانع من أن تذهب إلى بعض المشايخ الثقات المعالجين ليقوم برقيتك رقية شرعية، وسوف ترى تحسناً واضحاً إن شاء الله.

وأنصحك بقراءة بعض الكتب التي تعيد الثقة بالنفس، ومن هذه الكتب اسمه (المفاتيح العشرة للنجاح) للدكتور إبراهيم الفقي، وهو كتاب يُباع في مصر وتستطيع أن تجده، وهو كتاب ليس مرتفع الثمن، يبين لك كيف تكون إنساناً ناجحا وكيف تستطيع أن تتغلب على أي مشكلة تواجهك في هذه الحياة، وهناك كتاب آخر (كيف تفهم نفسك وتفهم الناس، وسائل مجربة في الحياة)، وهو كتاب مترجم ترجمه رجل يسمى (شفيق أسعد فريد)، تجده في مكتبة بالقاهرة تسمى مكتبة الخنجي، وهذه الكتب ستفيدك في أنك سوف تتفوق وسوف تكون عندك رؤية واضحة لكل المشكلات،

وأما مسألة العلاقة مع النساء أو الجنس الآخر فأرى أن هذا الأمر بسيط، فأنت لا تحتاج إلى مثل هذه الثقة حتى تتكلم معهنَّ؛ لأن هذا الأمر في تلك المرحلة العمرية قد يكون على قدر من الخطورة، فالإنسان منا عندما يدخل هذه المرحلة يشعر بميل شديد للنساء، فلو فتح هذا الباب قد يتعرض لمضار عظيمة، وعدم الحديث معهنَّ رحمة بك حتى تنتهي من الدراسة وحتى لا يتعلق قلبك بهم فتضيع أحلامك أدراج الرياح، وكثير من الأخوة الذين تعلقوا في تلك المرحلة تعرضوا لزلزال نفسي كبير وفقدوا مكانات علمية رائعة؛ لأن هذا يشغل الإنسان.

فلا تشغل بالك بهذا الجانب واجعل الأمور عادية من خلال أرحامك وأهلك ووالدتك، وأما في الجامعة فأنت لا تحتاج إلى ذلك، لأنك معك آلاف من الشباب الذكور الذين تستطيع أن تتواصل معهم، وعليك أن تحافظ على وضوئك باستمرار ما استطعت إلى ذلك سبيلاً، وحافظ على أذكار الصباح والمساء وصلاة الفجر في جماعة، واجتهد في صلاة الجماعة وقراءة القرآن يومياً، وأنا واثق أنك ستكون رائعاً وستزول عنك هذه الأمور تماماً بإذن الله وبتطبيق البرنامج الذي وصفه لك أخِي الطبيب، ثم أيضاً بهذا الكلام والمحافظة على العبادات والطاعات، وأيضاً اتخاذ القرارات، فالخوف والتردد هذا ليس له داعٍ كبير، لأنك اتخذت آلاف القرارات ونجحت في اتخاذها، خاصة نجاحك في الثانوية العامة، وقبل ذلك في الإعدادية، وكثير من الأمور أخذت فيها قرارات ونجحت، فكما نجحت في هذه القرارات فإن شاء الله سوف تنجح في هذه القرارات الأخرى بإذن الله تعالى.

وادع الله تبارك وتعالى أن يصرف عنك هذه الأمور وأن يربط على قلبك وأن يثبتك، واطلب من الوالدة والوالد أن يدعو لك؛ لأن النبي عليه الصلاة والسلام قال: (ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهنَّ) ومن هذه الدعوات (دعوة الوالد لولده)، والوالد هنا بمعنى الأم والأب، فاطلب من والديك أن يقوما بالدعاء لك، وكذلك الصالحين الذين تعرفهم، وسوف ترى خيراً كثيراً بإذن الله تعالى وستكون في أحسن حال، ويجب أن تكون على طاعة الله حتى يكرمك الله؛ لأن الله لا يضيع أهله، والله تبارك وتعالى مع الذين اتقوا والذين هم محسنون، نسأل الله لك التوفيق والسداد والهداية والرشاد.

والله ولي التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الأرق ومجموعة أعراض باطنية؟ 867 الأحد 16-08-2020 06:13 صـ
أنا منهارة تماما، وأحتاج لدواء نفسي! 900 الأحد 16-08-2020 04:09 صـ
تشوش الأفكار والقلق ما علاجها؟ 774 الأحد 16-08-2020 01:42 صـ
أعاني من القلق ولا أدري ما سببه؟ وكيف يمكن علاجه؟ 635 الأحد 16-08-2020 02:32 صـ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1563 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ