أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد الكايد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإننا لا نستطيع أن نقول أن هناك حدّاً أدنى وحدّاً أقصى للمذاكرة، ولكن هناك ضوابط عامة، منها أن المذاكرة المفيدة هي المذاكرة التي تكون بعد الراحة، وهذا يعني أن الراحة مهمة جدّاً كما أن المذاكرة مهمة، والإنسان الذي يدير وقته ويوزع زمنه بالصورة الصحيحة هو الإنسان الذي سوف يجني ثمار المذاكرة أيّاً كان عدد ساعاتها، وهناك أوقات معينة تكون المذاكرة فيها أفيد، وهناك طرق معينة تكون المذاكرة فيها أفضل.
فإدارة الوقت هو الأمر الضروري ولابد للإنسان أن يأخذ قسطا من الراحة وأن يرفه عن نفسه بصورة منضبطة، ولابد أن تكون هناك بعض الزيارات وكذلك ممارسة الرياضة لتجديد الطاقات.

والطالب الذي يواظب على حضور الحصص والمحاضرات بصورة صحيحة ويستفيد مما يقوله المدرسون فإن ساعتين في اليوم كافية في الظروف العادية، ولكن يجب أن تُرفع هذه النسبة قبل أسبوعين أو ثلاثة من الامتحانات، وأرى أن أقصى مدة للمذاكرة يجب أن لا تتعدى ست ساعات؛ لأن الإنسان قد يصعب عليه الاستيعاب بعد ذلك.

وأعرف من يقول أنهم يدرسون لمدة عشر ساعات واثني عشر ساعة، ولكني أشك في جدوى هذا الأمر، وتختلف قدرات الناس في الصبر على المذاكرة والاستيعاب، ولذلك عليك بالمذاكرة لأي عدد من الساعات ما دمت مستوعبا وما دمت لا تشعر بالإجهاد، وما دمت بحاجة للمذاكرة.
وهناك أوقات يكون فيها الاستيعاب عاليا، وهي أوقات الصباح وكذلك الفترة ما بعد الاستيقاظ من النوم وبعد ممارسة التمارين الرياضية، كما أن تناول القهوة بكميات معقولة يحسن من التركيز، والقراءة الجماعية أو المذاكرة الجماعية تعتبر مفيدة، وتُخرج الإنسان من الملل وتثبت له المعلومات بصورة أفضل.
فهذه هي المناهج الأساسية للمذاكرة، والعدد الأقصى من الساعات يُترك للإنسان وطاقته وحاجته ومقدراته، نسأل الله لك التوفيق والسداد، وكل عام وأنتم بخير.
وبالله التوفيق.