أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : القلق المستمر من الإصابة بالأمراض وخاصة مرض السكري

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شاب كثير الوساوس وأعاني من الوسواس القهري منذ أكثر من عشرين عاماً تقريباً، حيث أنني دائماً ما يهيأ لي أني مريض بمرض ما، ثم ما ألبث أن أتحول من مرض إلى مرض بعد أن كان المرض الذي سبقه هو كل ما يشغل تفكيري.

المشكلة يا سادتي الأطباء أن كل ذلك من شعور بالمرض يؤثر على حياتي الاجتماعية، ويجعل مني إنساناً سلبياً، حيث أن كل فكري هو أني مريض.

قبل فترة سمعت عن مرض أحد الأشخاص بمرض سكر الدم - وكنت في هذه الفترة مشغولاً باحتمالية أن أكون أعاني من مرض بالقلب- ثم ما لبثت بعد ذلك إلى التحول إلى مرض السكر وعمل الفحوصات المتكررة لنسب السكر في الدم، وأنا الآن حزين ومهموم وفكرة مرض السكر لا تفارقني.

أود من أن يرد على هذه الاستشارة طبيب نفسي وآخر اختصاصي سكر وغدد إن أمكن ذلك، حيث أنني سأقوم بإعطائه نتائج فحص السكر الخاص بي:-

1. فحص سكر صائم 102 بتاريخ 29/04/2008
2. فحص سكر صائم 87 بتاريخ 04/05/2008
3. فحص سكر صائم 82 بتاريخ 01/08/2008
4. فحص سكر صائم 104 بتاريخ 07/08/2008
5. فحص سكر صائم 91 بتاريخ 17/08/2008
6. فحص سكر صائم 89 بتاريخ 27/08/2008
7. فحص سكر بعد الأكل بساعة 118 بتاريخ 10/07/2008
8.فحص سكر بعد الأكل بساعتين 130 بتاريخ 21/08/2008
9.فحص سكر تراكمي 5.3% بتاريخ 24/08/2008

بناء على ما تقدم:
(1) فهل أنا أعتبر في مرحلة ما قبل السكر؟

(2) هل نسبة السكر التراكمي المشار إليها دليل على أني لست مصاباً بالسكري؟ وماذا تعني النسبة 5.3% لشخص مثلي؟

(3) منذ شهر تقريباً وأنا أخاف من أكل الحلويات والسكاكر لاعتقادي أني في مرحلة ما قبل السكر، هل من نصيحة في هذا المجال؟

(4) أرجو منكم أيضاً إعطاء المجال لطبيب نفسي للاطلاع على مشكلتي فلعلّ وعسى أجد حلاً ما لوساوسي القهرية هذه.

مع الشكر الجزيل.

مدة قراءة الإجابة : 11 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماهر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الوساوس والمخاوف المرضية أصبحت منتشرة في زماننا هذا، وهي جزء من فقدان الطمأنينة العام الذي حدث لكثير من الناس، كما أن التدخلات الطبية المختلفة وما نتج عنها من أن حياة الناس أصبحت حقيقة كلها حول المرض وحول الصحة وما هو مفيد وما هو مضر من ناحية الأطعمة - وغير ذلك – جعل الناس تكون أكثر هموماً وأكثر انشغالاً حيال صحتهم دون مبرر حقيقي للخوف؛ لأن المرض يوجد والمرض هو سنة من سنن الحياة، وبنفس المستوى توجد الصحة - إن شاء الله تعالى – والإنسان عليه أن يعرف تماماً أنه لن يصيبه إلا ما كتب الله له، وفي ذات الوقت إذا أصيب الإنسان بمرض ما فبفضل الله تعالى أصبحت الوسائل الطبية تساعد الناس كثيراً، وإذا ابتلي الإنسان بشيء فعليه بالصبر وعليه بالاحتساب، وأن يسأل الله تعالى أن يرفع عنه البلاء.

هنالك أيضاً عدد كبير من الناس يصابون بالمخاوف المرضية نتيجة لحادث معين، فعلى سبيل المثال: إذا أصيب صديق بمرض ما أو قام الإنسان بزيارة ما في المستشفى وكانت حالته متدهورة أو إذا سمع عن قصص وروايات ما تتحدث عن أن فلان أو علان من الناس قد أصيب بكذا وكذا، والبعض أيضاً يطلع على كثير من المعلومات في الصحف اليومية والمجلات ومن خلال شبكة المعلومات، فإن هذا سبب هاجساً وانشغالاً كثيراً للناس، وبكل أسف كثير من المعلومات هذه قد تكون غير دقيقة أو يكون قد أصيب بها عدد قليل من الناس أو شخص واحد وينسى الإنسان أنه يوجد ملايين من البشر الذين لا يعانون من هذه الحالة.

إذن هذه هي الأسباب التي تؤدي إلى المخاوف المرضية، وفي ذات الوقت الإكثار من التردد على الأطباء وأن يقوم كل طبيب بإعطاء التفسير المعين من منطلق تخصصه أو من منطلق قيمه الذاتية المهنية، فإن هذا أيضاً أضاف في نظري كثيراً إلى مشاكل الناس وهمومهم حيال صحتهم.

سوف يفيدك الأخ الدكتور (محمد حمودة) – حفظه الله تعالى – بوضعك الطبي فيما يخص فحص السكر الذي ورد في رسالتك هذه، وفيما أرى أن فحوصاتك تقريباً كلها ممتازة، فبالنسبة للفحص رقم ثمانية والذي كان فيه مستوى السكر مائة وثلاثين بعد ساعتين من الأكل وذلك بتاريخ 21/8 فسوف يعلق عليه الدكتور (حمودة)، والذي أعرفه أن النسبة المقبولة هي حتى مائة وستة وعشرون، ولكن نسبة مائة وثلاثين كقراءة واحدة لا تعتبر ذات أهمية.

أما الفحص التراكمي للسكر فالمقبول هو حتى ستة، وأنت الآن (5,3) وهذه نسبة جيدة، وعموماً سوف أترك هذه الأمور كلها لمزيد من الاستيضاح من الدكتور (محمد حمودة).

والذي أود أن أقوله لك حقيقة فإن المؤشرات لا تعني أنك الآن مصاب بالسكر، حتى إذا أصيب الإنسان بالسكر هل هذه تعتبر مصيبة؟! لا – يا أخِي – فإن بعض الدول حوالي خمسة وعشرون بالمائة من الناس يعانون من مرض السكر كدول الخليج على سبيل المثال، وهم يعيشون حياة طبيعية جدّاً، ومع ذلك لا أريد أن أقلل من أهمية الأمر، ولكن أريدك أن تصحح مفاهيمك أن الإنسان حتى لو أصيب بمرض مثل السكر – وهو مرض شائع جدّاً – فهذا لا يعني مصيبة أبداً، فعلى الإنسان أن يقبل ما أصيب به وألا ينكر، وألا يلجأ إلى الدفاعات النفسية السالبة مثل النكران ومثل التبرير – وهكذا – بل على الإنسان أن يتبع التعليمات الطبية الصحيحة من الطبيب الثقة المقتدر دون أن يدخل في دهليز من الوساوس التي تؤثر سلباً على صحته.

الخوف من الأمراض يعالج بالتوكل، وأن يسأل الإنسان الله تعالى أن يحفظه، ومن هذه الأدعية: (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجنون والجذام ومن سيئ الأسقام) وسيئ الأسقام يشمل كل الأمراض -بإذن الله تعالى–.

وعليك أن تسأل الله أن يحفظك من بين يديك ومن أمامك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك وألا تغتال من تحتك، وأن تسأل الله العفو والعافية، كما ورد عن العباس - رضي الله تعالى عنه – أنه قال: قلت يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله عز وجل، قال: سل الله العافية. فمكثتُ أياماً ثم جئت فقلت: يا رسول الله علمني شيئاً أسأله الله، فقال لي: يا عباس يا عم رسول الله سل الله العافية في الدنيا والآخرة.

هذا دليل جلي - أخي الكريم الفاضل - بأن الدعاء بالعافية لا يساويه شيء من الأدعية ولا يقوم مقامه شيء من الكلام الذي يدعى به ذو الجلال والإكرام.

هذه هي الحقيقة الأولى، والحقيقة الثانية هي: ألا تتردد كثيراً على الأطباء، وأنا أفضل حقيقة أن يكون لك طبيب واحد كطبيب الأسرة أو الطبيب الباطني الذي تثق فيه، ويمكنك أن تقوم بمقابلته مرة كل ستة أشهر وذلك من أجل إجراء الفحوصات الروتينية العامة، فمن حق الإنسان أن يطمئن على صحته وهذا أمر جيد جدّاً. لكن أنصحك تماماً أن تبتعد عن التردد على الأطباء.

وأرجو أيضاً أن تعيش حياة صحية، فإن هذا أمر جيد، بأن تمارس الرياضة كما هو مطلوب، وأن تكون معتدلاً فيما تتناوله من طعام، وأن تكون فعّالاً وأن تكون إيجابياً، وأن تدير وقتك بصورة صحيحة، فإن هذه كلها أمور تساعد الإنسان كثيراً.

أرى أنه من واجبي أن أنصحك بأن تتناول أحد الأدوية البسيطة المضادة للمخاوف والوساوس خاصة الوساوس المرضية، والعقار الذي أود أن أفضله لك يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram) وهو من الأدوية الجيدة والسليمة جدّاً، فأرجو أن تتناوله بجرعة عشرة مليجرام ليلاً لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ترفع الجرعة إلى عشرين مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر، ثم تخفضها إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله.

هذا الدواء من الأدوية الممتازة والسليمة وهو غير إدماني ولا يسبب أي آثار جانبية مضرة أو خطيرة، فقط ربما يسبب نوعاً من التأخير البسيط في القذف لدى بعض الرجال، ولكنه لا يؤثر على خصوبة الرجل أو ذكورته أو أدائه الجنسي.

إذن هذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأسأل الله تعالى لك العافية، وكل عام وأنتم بخير، وجعلنا وإياك من عتقائه من النار وأن يقبلنا عنده من الصالحين، وأن يقبل طاعتنا وطاعتكم.

وبالله التوفيق.

---------------------------------
انتهت إجابة المستشار النفسي الدكتور/ محمد عبد العليم، وإليك إجابة الدكتور/ محمد حمودة استشاري الباطنية:
لست أدري لمَ أجريت كل هذه التحاليل وأهدرت ما أهدرت من مال ومن تفكير ليس له أساس، فيكفي أن يكون سكر الدم بعد صيام ثمان ساعات أقل من 100 ملغ، فهو طبيعي وأنت لم تكتف بقراءة واحدة، بل كررت ذلك عدة مرات حتى بعد أن كان طبيعياً عدة مرات، وكل هذا لم يثنِك عن عدم التكرار وإنما عدت وأجريت التحليل بعد ساعة وبعد ساعتين وكل هذا بسبب وساوسك التي لا أرى لها أي مبرر.

بالنسبة للنسب الطبيعية للسكري حسب منظمة الصحة العالمية هي كما يأتي:

- السكر الطبيعي للسكر بعد صيام ثمان ساعات هو أقل من 100.

- إذا كان السكر بعد صيام ثمان ساعات هو أكثر من 100 إلى 125، فإن ذلك يسمى ما قبل السكر، وللتأكد يعاد السكر بعد عدة أيام أو أسبوع.

إذا كان السكر أكثر من 125 فالمريض يسمى مريض السكر، وللتأكد يعاد تحليل السكر بعد أسبوع.

إذا كان السكر عشوائياً وليس بعد صيام 8 ساعات فإن أي نسبة أكثر من 200 في أي لحظة من اليوم يكون المريض سكرياً.

إذا كان السكر العشوائي بين 140- 200 فهو ما قبل السكري أو الاستعداد للسكري.

وبالنسبة ل Hba1C، فإن الطبيعي بين 4 - 6، فكما ترى فإن كل قراءاتك ما عدا واحدة طبيعية جداً.

أنا أعلم أن وساوسك لن تترك هذه القراءة ال 104 وستقول كيف نفسرها وكيف وكيف..؟

أقول لك هل تركت كل هذه القراءات الطبيعية وركزت على واحدة فقط، وكل القراءات حتى العشوائية أو التي بعد ساعتين طبيعية جداً.

وكما قلت لك، فإن التوصيات أن يعاد التحليل بعد عدة أيام إن كان أكثر من 100، وقد أعدته أنت عدة مرات بلا ضرورة، وعلى الرغم أثبت لك أن السكر طبيعي.

أرى أن تضع حدا لهذه الوساوس كما تفضل الدكتور محمد عبد العليم وتعيش حياتك طبيعياً بدلا من أن تقلبها رأسا على عقب بلا سبب.

أما بالنسبة للحلويات، فلا أرى سبباً لحرمان نفسك منها، والاعتدال في كل شيء مطلوب.

ويمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية - حول العلاج السلوكي للخوف من الأمراض: ( 263760 - 265121 - 263420 - 268738).

شفاك الله وعافاك.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
نقص الصفائح.. هل تؤثر على والدتي؟ 2585 الأحد 01-03-2020 12:39 صـ
ما هي الأدوية التي تضبط السكر في الجسم؟ 9780 الأربعاء 29-01-2020 02:44 صـ
ما رأيكم في تحليل السكر، هل الرقم طبيعي أم منخفض؟ 10549 الخميس 16-01-2020 02:58 صـ
هل يستفيد زوجي من أخذ الجلوكوفاج مع الدياميكرون إم آر معا؟ 6295 الخميس 12-12-2019 12:08 صـ
أشك بالإصابة بمرض السكري، كيف أتأكد من ذلك؟ 17870 الخميس 05-12-2019 12:09 صـ